قال الله تعالي عن شهر رمضان أياما معدودات فسرعان ما تنقضي أيامه ولياليه وسرعان ما سيقال: وداعا رمضان, وأيام شهر رمضان وساعاته ودقائقه ذهبية لا تعوض فليس هناك وقت تضيعه في رمضان فنهار رمضان ليس كنهار غيره وليله ليس كليل غيره ففي رمضان يعرف المسلم قيمة الوقت فكل لحظة من رمضان ليلا أونهارا لها قيمتها ولها ثمنها يقول ابن الجوزي- رحمه الله-: ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته, فلا يضيع منه لحظة في غير قربة, ويقدم فيه الأفضل فالأفضل من القول والعمل, ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل ويقول رحمه الله-: هذا شهر ليس مثله في سائر الشهور, ولا فضلت به أمة غير هذه الأمة في سائر الدهور, الذنب فيه مغفور, والسعي فيه مشكور, والمؤمن فيه محبور, والشيطان مبعد مثبور والوزر والإثم فيه مهجور, وقلب المؤمن بذكر الله معمور وقد أناخ بفنائكم وهو عن قليل راحل عنكم, شاهد لكم أوعليكم, مؤذن بشقاوة أو سعادة أو نقصان أو زيادة, وهو ضعيف مسئول من عند رب لا يحول ولا يزول يخبر عن المحروم منكم والمقبول. فالله الله أكرموا نهاره بتحقيق الصيام, واقطعوا ليله بطول البكاء والقيام, فلعلكم أن تفوزوا بدار الخلد والسلام فعليك أيها المسلم أن تحسن استغلال لحظات هذا الشهر العظيم فيما يقربك من الجنة ويباعدك عن النار ولا تضيع أوقاته الشريفة في مجالس اللهو والسوء وهي مجالس الغيبة والنميمة والكذب والاستهزاء بالأخرين وتجنب السهر لغير فائدة فسهرك في رمضان لغير طاعة الله, يؤدي إلي النوم غالب النهار ونومك غالب النهار يؤدي إلي تضييع الصلوات والتفريط في الكثير من الطاعات وبعض الناس ينامون بعد الفجر ولا يستيقظون إلا قرب المغرب فأي صيام هذا!! فشهر رمضان زمن شريف ينبغي أن يستفيد منه المسلم فيما يجلب له الفوز والسعادة في الدنيا والآخرة واحذر أيها المسلم من المشاحنات والخلافات التي لا طائل من ورائها إلا إهدار الأوقات وإذا دعيت إلي شيء من ذلك فقل إني امرئ صائم وعليك بالاقتصاد في الأوقات التي تقضيها أمام وسائل الإعلام حتي لو كنت تشاهد برامج صالحة فاستعن بالله أيها المسلم واستثمر وقت رمضان الغالي الثمين في التزود من الخيرات وليكن شعارك وعجلت إليك ربي لترضي.