كل عمل ابن آدم له, الحسنة بعشرة أمثالها إلي سبعمائة ضعف, قال الله عز وجل إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به, إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي, للصائم فرحتان: فرحة عند فطره, وفرحة عند لقاء ربه, ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. مضاعفة الأجر تكون بأسباب منها( شرف المكان: المعمول فيه ذلك العمل كالحرم, لذا في الحديث من صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام. شرف الزمان: كشهر رمضان, وعشرين ذي الحجة. وشرف العامل: عند ربه وقربه منه وكثرة تقواه, ومقداره, كهذه الأمة المسلمة. أضاف الله تعالي الصيام إلي نفسه دون سائر الأعمال: لأن الصيام ترك حظوظ النفس وشهواتها الأصلية التي فطرت عليها لله عز وجل ولا يوجد هذا إلا في الصيام: لأن الصلاة المدة فيها قليلة بل نهي أن يصلي ونفسه تتشوق إلي الطعام بحضرته لذا أمر بتقديم طعام العشاء علي صلاة العشاء, أما في الصيام فإنه يستوعب النهار بحره وبرده, ولأن الإحرام بالحج بترك الجماع ودواعيه من الطيب دون سائر الشهوات من الأكل والشرب, وكذلك الاعتكاف. ثم إن الصيام سر بين العبد وربه لا يطلع عليه غيره لأنه مركب من نية باطنة لا يطلع عليها إلا الله تعالي, وترك لتناول الشهوات الحلال والحرام, ترك الحرام مهم لأنه لا يتم التقريب إلي الله تعالي إلا بترك هذه الشهوات المباحة في غير الصيام إلا بعد التقرب إليه بترك هذه الشهوات المباحة في غير الصيام إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرم الله تعالي في كل حال من كل عدوان علي الناس, لذا قال صلي الله عليه وسلم: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه. ومن اللطائف: أن التقرب إلي الله تعالي بترك المباحات لا يكمل إلا بعد التقرب إليه بترك المحرمات فمن ارتكبها أي المحرمات ثم تقرب إليه بترك المباحات كان بمثابة من يترك الفرائض ويتقرب بالنوافل. والصائم له فرحتان: فرحة عند فطره بإباحة ما منع عنه وقت الصوم, وفي الواقع أن الصائم ترك حظوظ نفسه من الشهوات لله تعالي تقريبا وطاعة بالنهار, ويبادر إليها في الليل تقريبا إلي الله وطاعة له, فما تركها إلا بأمر ربه جل وعلا وما عاد إليها إلا بأمر ربه, فهو مطيع له في الحالين!. وفرحة عند لقاء ربه لما يجده مدخرا من الثواب( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم)(20 المزمل) يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا(3 آل عمران), لذا قيل: ثواب الصائم لا يأخذه الغرماء في المظالم بل يدخره الله تعالي عنده للصائم حتي يدخله به الجنة. رائحة ما يتصاعد من أفواه الصائمين لخلو المعدة من الطعام بالصيام طيبة عند الله صلي الله عليه وسلم لكونها ناشئة عن طاعته وابتغاء مرضاته, مثل دم الشهيد في سبيل الله يجيء يوم القيامة لونه لون الدم وريحه ريح المسك.