لفحته النيران فتصادقا..عرفه ثقل وزن المواد الخام فحن عليه.. أقبل علي مهنته بحب لم يشغله الإرهاق الشديد وما يصيب الحداد جراء قضاء ساعات طويلة في العمل.. التعب,الألم,النوم,اليقظة مبكرا.. كما استجاب له الحديد ومن يقدر عليه إلا من يقترب أكثر من الله.. هذا حال شهور السنة مع مهنة الأخطار الحدادة.. فكيف يكون الشهيق والزفير في شهر الصوم. يقول عم عبد الله حمودة- حداد مهنتي تتطلب مني جهدا كبيرا وتقنية فنية وصنعة لتشكيل الحديد-.. وأحيانا يناديني الناس الطيبون باالمهندسب.. الحديد مادة وخامة عصية وعفية ونقله من مكان إلي آخر والتعرض لدرجة حرارة مرتفعة أثناء عملية اللحام كلها أمور الله المعين عليها.. وتجعلني أشعر بالعطش الشديد والجوع والإرهاق خلال أيام رمضان وأنا صائم ولكني أصر علي الصيام حتي نهاية الشهر لأنها ساعات ينتظرها الناس من العام للعام..لينهلوا من نفحاته الإيمانية ولا يمكن تعويضه أو تفويت فرصة صيامه والاستفادة من فيض رحماته. وقال حمودة:كلها أمور تعايشت معها لحظات وسنين وتصادقنا أنا والنار وااللسعةبلا تعرفني.. وذات تأثيرا لا يذكر.. وأعشق المهنة التي تعلمتها منذ كنت صغيرا وكانت سببا في الخير الوفير لي ولأسرتي.. يصمت الرجل البشوش ويخرج صوته مشحونا وهو يقول:احرصت علي إبعاد الأبناء عنها نظرا لمخاطرها الكثيرة وفضلت أن يمتهنوا مهنا أقل خطورة من مهنة الحدادةب. وعن مخاطر المهنة يقول:تتسبب في العديد من الأضرار الصحية كأمراض الجهاز التنفسي الناتجة من انبعاث الغازات السامة أثناء صهر المعادن للحام وضعف الإبصار بسبب شدة الحرارة التي تتعرض لها العين وحروق الجلد بسبب العمل الشاق وتقلص العضلات الناتج من رفع أوزان ثقيلة والضغط بقوة لتشكيل المعادن الصلبة.. لكن كلما اقتربت من الله يهون عليك أي صعب ويلين لك..حتي الحديد.