أصبح المسجد الأحمدي بطنطا تحت حصار الباعة ومفترشي الأرصفة والأكشاك العشوائية التي باتت تهدد أحد أهم المعالم الأثرية والدينية بمحافظة الغربية. الذي يستقبل يوميا آلاف الزائرين من مختلف بلدان العالم الإسلامي للتردد علي المعهد الديني ودار الفتوي اللذين يضمهما المسجد, بالإضافة إلي المولد الديني الذي يشهده كل عام. وتأتي هذه الإشغالات التي تشوه صورة هذا المعلم برغم الجهود التي بذلت في تطوير وترميم المسجد, وإضافة مساحة خارجية له تتسع لأكبر عدد من المصلين, وقد بلغت تكاليف التطوير نحو25 مليون جنيه بعد نقل الباعة الجائلين إلي أماكن بديلة, وطلاء العقارات التي تطل علي ساحة المسجد, وإنشاء سور فاصل بين الساحة والمحال المجاورة. وخلال فترة الانفلات الأمني وغياب قوات الشرطة تعرض المسجد الأثري لتعديات وإشغالات صارخة جعلت أهالي المنطقة يجأرون بالشكوي للمسئولين لإنقاذ المسجد من الصورة العشوائية التي أصبحت تحيط به, وتشوه معالمه. وقال إبراهيم المحمدي أحد سكان المنطقة المطلة علي المسجد الأحمدي إن البلطجية والباعة الجائلين استغلوا غياب شرطة المرافق ومسئولي الحي وعادوا من جديد لاحتلال المكان المحيط من كل جانب, سواء عن طريق إقامة أكشاك عشوائية أو افتراش الأماكن حوله في مشهد غير حضاري أدي إلي تشويه أحد أهم المعالم الأثرية والدينية في العالم الإسلامي, وهو ما جعلنا نستغيث لإنقاذه من هذه التعديات والإشغالات الصارخة التي حولت أكبر مزار ديني وأثري إلي منطقة عشوائية. وأضاف سيد عبدالعليم صاحب محل مجاور للمسجد أن ما يحدث من إشغالات أمام المسجد يتطلب سرعة تحرك الأجهزة المعنية لإزالتها, كما أن انتشار الباعة الجائلين في كل مكان أثر بالسلب علي تجارتنا بعد أن انخفضت إيراداتنا اليومية بشكل ملحوظ برغم حرصنا الدائم علي تسديد كل الالتزامات المالية والقانونية من ضرائب وكهرباء ونظافة ومياه. وأوضح عادل الصايم صاحب محل أن أصحاب المحال حاولوا مرارا التصدي لهؤلاء البلطجية بطرق ودية لكنهم فوجئوا بردود فعل عنيفة من جانبهم. وطالب عبدالرحمن السويفي أحد المواطنين بسرعة تدخل اللواء محمد الفخراني محافظ الغربية, واللواء مصطفي البرعي مدير الأمن لإعادة منطقة المسجد الأحمدي إلي ما كانت عليه قبل الثورة بعد أن تحولت إلي منطقة عشوائية بسبب انتشار الباعة الجائلين والإشغالات التي تسببت في إعاقة حركة المرور بالشوارع الرئيسية والجانبية وإصابته بالشلل التام. وأكد اللواء زكي الرفاعي رئيس مركز ومدينة طنطا أن شرطة المرافق تقوم بأعمالها في حدود الظروف المتاحة خلال هذه المرحلة الحرجة حيث تتفادي أي صدامات مع الباعة. وأضاف أن محافظ الغربية أرسل مذكرة رسمية لجميع رؤساء ومراكز المدن علي مستوي المحافظة تتضمن الاستعداد الفوري للبدء في إزالة كل الإشغالات والتعديات الصارخة خلال الفترة المقبلة, وستكون في مقدمتها المنطقة المحيطة بالمسجد الأحمدي لإعادته إلي الشكل الحضاري والأثري الذي يليق به حسب قوله.
