نفت الأممالمتحدة تحميل جنوب السودان مسئولية الهجوم علي قواتها في منطقة أبيي الحدودية مع الشمال, كما اثبتت صور بالقمر الصناعي وجود جرائم حرب في المنطقة وأن الأحداث كانت مخططا لها جيدا من قبل. جاء ذلك في الوقت الذي أعلن فيه والي جنوب دارفور الاستعداد للدخول في حرب مع الحركة الشعبية للدفاع عن الوطن. فقد نفت بعثة الأممالمتحدة في السودان ما أثير عن تحميلها للجيش الشعبي لتحرير السودان مسئولية الهجوم علي القوة التابعة للبعثة بمنطقة أبيي. وقال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هايلي منكريوس- في حوار بثه راديو مرايا التابع للبعثة-' لقد أصدرنا بيانا واضحا لم نقل فيه إن الجيش الشعبي لتحرير جنوب السودان هو المسئول عن الهجوم الذي وقع ضد قافلة تابعة لبعثة الأممالمتحدة في منطقة ابيي يوم الخميس الماضي. كما أعلنت أمس أنها نشرت قوات اعسكرية اضافية تابعة لها في منطقة' أيبي' المتنازع عليها بين شمال وجنوب السودان. وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للامم المتحدة مارتن نسيركي أمس إنه تم نشر سرية اضافية من القوات في ابيي عقب ارسال سرية أخري مكونة من أربع حاملات جنود مدرعة إلي بلدة أقوك في جنوب أبيي حيث فر معظم المدنيين المتضررين من الصراع. واضاف المتحدث الرسمي في المؤتمر الصحفي اليومي أن' أعمال النهب والحرق التي أبلغت عنها البعثة في أبيي قبل يومين خلفت آثار دمار واضحة وأدت إلي إخلاء البلدة من سكانها مع حدوث إطلاق نار متفرق في المنطقة. وأعلنت منظمة أمريكية معنية بمراقبة وقف إطلاق النار في السودان أن صورا ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية أظهرت ارتكاب' جرائم حرب' في أبيي. وقال جون برادشو مدير مجموعة تدعم مشروع' سنتينل' لمراقبة القري السودانية عبر الأقمار الاصطناعية إن' هذه الصور تقدم أدلة موثقة علي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في أبيي', مشيرا إلي أن الصور التي حصل عليها المشروع تظهر' هجمات بواسطة آليات مدرعة وتدمير قري' في هذه المنطقة. ومن جانبها, قالت مجموعة سنتينل في بيان لها إن' هناك تجمعا لدبابات ومروحيات وانتشارا لقوات علي طول الشوارع الرئيسية في أبيي, بما يشير إلي أن اجتياح المنطقة كان متعمدا ومخططا له بشكل جيد', حسبما جاء في البيان. من جانبه, أكد الدكتور سليمان عبدالرحمن المفوض العام لمفوضية العون الإنساني في السودان أن الأوضاع الإنسانية بمنطقة' أبيي' تحت السيطرة, كما أن الأوضاع في دارفور والشرق والنيل الأزرق مستقرة كذلك. وكشف سليمان عن تشكيل غرفة طواريء مع الجهات ذات الصلة لتقديم المساعدات الإنسانية والطبية والمحافظة علي الأوضاع الإنسانية ومعالجة الآثار السلبية التي نتجت عن الأحداث الأخيرة بمنطقة أبيي. وفي الوقت نفسه, انتقد والي جنوب دارفور عبد الحميد موسي كاشا مسلك الحركة الشعبية بالتصعيد مع الشمال, واصفا هجومها علي قوات من الجيش السوداني في أبيي بعملية' البحث عن الحرب', مؤكدا جاهزية الدفاع الشعبي للدفاع عن الوطن.
