من غرائب الأمور أن يخرج علينا بعض الذين انتموا إلي الحزب الوطني المنحل وجاءوا إلي مناصبهم بلا أي حق اللهم إلا إذا كانت صلات المصلحة والقرابة والصداقة والزمالة هي الشهادة الوحيدة للمناصب القيادية.. والأغرب أنهم الآن يركبون موجة الشجاعة ويدعون أنهم كانوا من المعارضين للنظام السابق, وأنهم لم يخشوا في يوم من الأيام هذا أو ذاك مستغلين أنه لن يحاسبهم أحد بعد أن دخل كثيرون السجون ويبكون مصيرهم المظلم! ولأن الرياضة لم تدخل بعد مرمي الحكومة فما زالت الجرائم ترتكب, وما زالت الأكاذيب هي المسيطرة حتي تشعر أنك أمام مجموعة من الشرفاء, وما هم كذلك.. وما قصة تغيير اللوائح إلا واحدة من المهازل الكبري التي يجب إيقافها لأنها أشبه بتمثيلية مكشوفة تعرف نهايتها قبل تري أول مشهد فيها.. فبداية إصلاح الرياضة المصرية ليس من تغيير اللوائح, ولكن من تغيير الأسماء القديمة التي استفادت كفايتها في ظل نظام منهجه كان الفساد.. وما حكاية تفعيل دور الجمعيات عمومية إلا قصة مشوهة تقوم في سردها الرئيسي علي اجتذاب أكبر عدد من المؤيدين بمناقشات صغيرة وبدلات كبيرة.. فقبل تفعيل دور الجمعيات العمومية لابد أولا من قوانين بلا ثغرات تناسب التطورات الرهيبة في المجال الرياضي التي لا نعرف عنها شيئا بحكم أن كل مهمة القيادات الرياضية كانت إرضاء راعي الرياضة والرياضيين ومن يمت له بصلة أو يتكلم باسمه! حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة قال بلا حياء إنه لن يفرق بين ناد كبير وآخر صغير في تغيير اللوائح, وهو الذي يموت في جلده إذا تعلق قرار بالنادي الأهلي ومسئوليه فيما يلعب كيفما يشاء في نادي الزمالك الذي عجز أن يكون نائبا للرئيس فيه.. وارتدي ثوب الشجاعة عندما قال: لو كنت خائفا من أحد لما أقدمت علي تعديل لائحة الاتحادات رغم وجود منير ثابت وحسن مصطفي وسامح مباشر المعارضين لبند الثماني سنوات.. ونسي الرجل أو تناسي أنه هو وغيره عجزوا عن تطبيق هذا البند في الأندية خوفا من جبروت الأهلي.. وأنكر أنه عندما طبقه علي الاتحادات زرع بندا مضادا يقول إنه من حق العضو الدولي أن يمثل محليا وهو ما يعني إرضاء الكبار الذين قال إنه تحداهم! حتي التصريحات التي لا تعرف طريق الحقيقة مازال يصر عليها من قبيل تفاؤله بتأهل المنتخب الوطني لنهائيات كأس الأمم الإفريقية لأن الفريق مر بنفس الظروف الصعبة من قبل في غانا وأنجولا.. وهو كلام لا رابط بينه ولا صلة ويؤكد أن الرجل لا يعرف ما يجري حوله ولا ينطق إلا بتصريحات التخدير التي لم ولن يصدقها أحد! ليس هناك وقت لأسلوب قديم يصرون عليه بكل قواهم, فلا ورش العمل ستنفع ولا اللوائح سهلة الثني والمد يمكن أن تدير الرياضة.. فاصمتوا من فضلكم انتظارا لأناس غيركم وقوانين تنقذ الموقف المتأزم!