كان والاس شاب أمريكي يعمل بورشة تصنيع أخشاب,وقضي عمره كله بها حتي وصل سن ال40,بعدها وبدون أسباب واضحة قام المدير بطرده من العمل,فحزن حزنا شديدا;لأنه فقد مصدره الوحيد لكسب قوت يومه هو وزوجته,فاضطر حينها لرهن منزلهما الصغير..ثم بدأ رحلة عمل جديدة في المقاولات والبناء,واستمر في مزاولة المهنة لفترة,وجمع كل مدخراته من المال,فأخذ يشتري الأراضي ويبنيها بيتا فبيتا. ولشدة إخلاصه وتميزه في العمل,اشتهر بسرعة البرق,وذاع صيته في كافة الأنحاء,فبدأت المشروعات تتزايد,وبعد فترة وجيزة,لا تتجاوز الخمس سنوات,بني والاس عددا ضخما من( البيوت..والفنادق..ومراكز الاستشفاء لعلاج المرضي علي مستوي العالم),ومن ثم أصبح والاس جونسون المليونير المعروف الذي بني سلسلة فنادق هوليداي,التي تعد حاليا من أشهر الفنادق عالميا. وقال والاس في مذكراته,إنه لو يعرف عنوان مديره القديم,الذي طرده,لذهب إليه وشكره;لأنه لولا أن حرمه من عمله المتواضع,ما كان وصل إلي ما هو عليه,ويذكر أنه وقتها تألم جدا,ولكنه أيقن بعدها أن وراء تلك المحنة منحة عظيمة,وأن الله إن شاء أن يغلق بابا,فذلك لأنه يريد أن يفتح أبوابا أفضل. ويحكي الدكتور مصطفي محمود رحمه الله,أنه رسب في كلية الطب3 سنوات,أمضاها نائما في السرير;بسبب تعبه,فيقول انه ظل يحمد الله علي هذه الفترة,فخلالها قرأ أكثر من ألف كتاب..وأنهي الأدب العالمي كله..ولولا هذه المحنة..لما أصبح مصطفي محمود الذي نعرفه..لكن حكمة الله أن يأخذ فترة يتعلم ويقرأ ويعيد صياغة قدراته,إلي أن أصبح في النهاية يلقب بأنه عقل من عقول الإسلام. ومن بين كثير من الأمثال الأكثر واقعية لحكمة الله في تدبير شئون البشر,فلا يمكننا أن نغفل قصة المرأة التي ذهبت إلي داوود عليه السلام فقالت:يا نبي الله,أربك ظالم أم عادل؟!..فقال داود:ويحك يا امرأة!,هو العدل الذي لا يجور! وسألها:ما قصتك؟؟..قالت:أنا أرملة عندي ثلاث بنات,أقوم عليهن من غزل يدي,فلما كان أمس,شددت غزلي في خرقة حمراء,وأردت أن أذهب إلي السوق لأبيعه,وأبلغ به أطفالي,فإذا بطائر قد انقض علي,وأخذ الخرقة والغزل وذهب..وبينما المرأة مع داود في الكلام..إذا بالباب يطرق عليه,وإذا بعشرة من التجار,وكل واحد بيده مائة دينار..فقالوا:يا نبي الله أعطها لمستحقها..فقال لهم داود عليه السلام:ما كان سبب حملكم هذا المال؟..قالوا يا نبي الله كنا في مركب,فهاجت علينا الريح,وأشرفنا علي الغرق,فإذا بطائر قد ألقي علينا خرقة حمراء,وفيها غزل,فسددنا به عيب المركب,فهانت علينا الريح,وانسد العيب,ونذرنا لله أن يتصدق كل واحد منا بمائة دينار,وهذا المال بين يديك,فتصدق به علي من أردت..فالتفت داود إلي المرأة,وقال لها: رب يتاجر لك في البر والبحر وتجعلينه ظالما!,وأعطاها الألف دينار,وقال:أنفقيها علي أطفالك. أحد الأفلام الوثائقية.. تحكي قصصا حقيقية,حدثت بالفعل لأفراد معينين..منهم رجل يدعي ماركوس كان علي متن طائرة سقطت في البحر,وهو الوحيد الذي نجا منها,فواصل التجديف حتي وصل جزيرة ليس بها أحد..فصنع كوخا صغيرا ينام فيه..وضرب ببعض الحجارة,فأشعل نارا صغيرة تساعده علي طهو الأسماك,ولكنها اندلعت واشتبكت في الكوخ,ولم يستطع اطفاءها,فانهار وظل يبكي طوال الليل,وفي الصباح,وجد سفينة ضخمة متجهة ناحية الجزيرة,ونزل منها رجلان وأنقذوه,فسألهم متعجبا:كيف جئتم إلي هنا؟!فأجابوه إنهم رأوا النار المشتعلة,وعلموا بوجود الجزيرة,وهنا فهم قيمة الفقد,الذي تتغمده الحكمة والرحمة,فلولا فقد الكوخ ما زادت شعلة النار,وما جاء أحد لإنقاذه. إن الله لا يبتليك بشي إلا وبه خير لك..حتي وإن ظننت العكس..فأرح قلبك-فلولا البلاء,لكان يوسف مدللا في حضن أبيه,ولكنه مع البلاء صار عزيز مصر..فربما تشعر بالعجز والفشل, ولكن لا تستسلم لليأس,فإن عوض الله إذا حل أنساك ما فقدت..واعلم أن الله ما ابتلاك إلا لأنه أحبك وأنك عند الله غال..ولعل الله حرمك ما تريد ليعطيك ما تحتاج..فكما في العطاء رحمة,فإن في المنع حكمة,واإن مع العسر يسرا.