عاش توفيق الدقن بشهادة ميلاد شقيقه الذي توفي قبله,وهي عادة صعيدية كانت منتشرة في العشرينيات والثلاثينيات,ولهذا السبب ستجده في عدد من المراجع مواليد5 مارس, رغم أنه مولود فعليا في23 مايو1924. ويمكننا الحديث عن أربعة من الفنانين اسمهم توفيق الدقن, الأول عرفته السينما في النصف الأول من حياته الفنية التي بدأها بفيلم ظهور الإسلام1951 عقب تخرجه من معهد التمثيل بسنة محتلا المركز الأول علي دفعته, هذا الفنان لعب نمطا واحدا من الأدوار, الشرير الكوميديان ورغم أن الباز أفندي كان النموذج الأشهر, إلا أن التألق الحقيقي له كان في فيلم سر طاقية الإخفاء( نيازي مصطفي1959). ورغم نمطية الأدوار التي قدمها الدقن في هذه المرحلة إلا أنه نجح في ترك بصمته من خلال هذا الكم الكبير من الإيفيهات التي أصبحت مسجلة باسمه, ودارت علي الألسنة, ومنها: يا آه..يا آه. أحلي من الشرف مفيش( الجملة الساخرة التي أصبحت سلاحا في يد المستضعفين) ألو يا أمم, ياهمبكة, وغيرها. لم ينقذ الدقن خلال تلك الفترة إلا يوسف شاهين الذي قدمه علي نحو مختلف خصوصا في الناصر صلاح الدين(1963). حيث لعب دور والي عكا الخائن. الفنان الثاني هو توفيق الدقن في النصف الثاني من مسيرته السينمائية, الكبير المسكين العجوز السلبي الغلبان لأقصي درجة, إنها مرحلة علي باب الوزير وخرج ولم يعد و.. الشيطان يعظ ومسلسل نهاية العالم ليست غدا الشهير باسم رياض عبد ربه. وتعتبر هذه المرحلة هي أقل مراحل الدقن شهرة, وأكثرها نضجا, ويرجع السبب الرئيسي في تغيير الدقن لجلده علي هذا النحو الذي يذكرك بثورة سمير غانم علي شكله إلي أنه لم يكن عادة يرفض أي دور يعرض عليه منذ بداية مسيرته الفنية عام1947 وهو مازال موظفا بهيئة السكك الحديدية. كان يري أنه لايوجد دور كبير ودور صغير, فكل الأدوار تستطيع أن تحمل الممثل الي قلوب المشاهدين. أما الممثل الثالث الذي يحمل اسم توفيق الدقن فهو المسرحي, الأثقل,الأفضل, الأكثر قدرة علي التشخيص, المأمور في المحروسة والعمدة في كفر البطيخ والصاغ أمين خبير المفرقات في السبنسة المتصوف في عيلة الدوغري المزواج في كوبري الناموس الريجسير الفهلوي في سكة السلامة ولاننسي أهم أدواره علي الاطلاق في الفرافير. عندما تم تعيين الدقن في المسرح القومي عام1951 لم يكن فقط إعمالا للقانون كأول دفعته, وإنما لأن المسرح هو الذي استوعب طاقات الدقن, وقدمه بالحجم اللائق به. أما توفيق الدقن الرابع فهو المجهول, الممثل الإذاعي الذي قدم أكثر من200 عمل إذاعي استغلالا لمساحة صوته الفريدة, وهي المساحة الساخرة بطبيعتها بغض النظر عن مضمون الحديث. رحل الدقن في26 نوفمبر1988 تاركا تراثا ضخما, أضخم بكثير مما تتخيله عنه, وربنا يرحم الجميع.