بعد فوز رحبت به أوروبا, خطا الوسطي ايمانويل ماكرون أمس خطواته الأولي كرئيس فرنسي منتخب استعدادا لمعركة انتخابات تشريعية مصيرية في بلاد منقسمة. وقبل أن يتسلم سلطاته الأحد المقبل, شارك أصغر رئيس في فرنسا(39 عاما) واحد أصغر القادة سنا في العالم, أمس إلي جانب الرئيس الاشتراكي المنتهية ولايته فرنسوا اولوند في احياء ذكري انتصار الثامن من مايو.1945 وقال أولوند الذي ينهي ولاية من خمسة أعوام تراجعت فيها شعبيته في شكل قياسي, انه يشعر بتأثر بالغ مع استعداده لتسليم السلطة لماكرون الذي يتزعم حركة إلي الأمام التي أوصلته إلي الحكم. وأعلن أولوند امس أن مراسم نقل السلطة للرئيس المنتخب إيمانويل ماكرون ستجري الأحد المقبل بقصر الاليزيه. ومن جانبه دعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أمس ماكرون إلي خفض الإنفاق العام في فرنسا عند توليه السلطة, معتبرا ان مستوي الإنفاق العام الحالي في فرنسا غير قابل للاستمرار علي المدي البعيد. وقال في تصريحات في برلين غداة فوز ماكرون, نحن نواجه مع فرنسا مشكلة ذات خصوصية, الفرنسيون ينفقون المال بشكل مفرط وفي المكان السيئ. وأضاف أن فرنسا تخصص ما بين53 و57 بالمئة من ناتجها الإجمالي للميزانيات العامة, وبالنظر الي مستوي المديونية المرتفع نسبيا, فان هذا الأمر لا يمكن أن يستمر طويلا. وتنتظر ملفات كبيرة ايمانويل ماكرون الذي دخل السياسة في2012 بعدما كان مسئولا في مصرف للأعمال: التصدي للبطالة المزمنة(10%) ومواجهة التهديد الكبير للإرهاب وإنعاش اوروبا ضعيفة. وينوي التوجه اولا الي برلين, كما يقول المحيطون به. ورحب أصحاب العمل الفرنسيون بانتخابه لكنهم يتساءلون عن مدي قدرته علي الإصلاح وخصوصا علي صعيد قانون العمل الذي يشكل خطا احمر بالنسبة الي عدد من النقابات. وفي ما بدا بمثابة تحذير, تظاهر آلاف الناشطين المناهضين للرأسمالية امس في باريس لإظهار عزمهم علي التصدي لأي قمع اجتماعي. وسيكشف ماكرون الذي قام بحملته حول موضوع التجديد السياسي, في الأيام المقبلة أيضا اسم رئيس وزرائه وتشكيلة الحكومة, اللذين يعتبران من أولي المؤشرات إلي رغبته في رص الصفوف. ولم تستبعد أوساطه أن يختار رئيس وزراء من اليمين. لكنه سيخوض ايضا معركة أساسية جديدة, تتمثل بتأمين أكثرية واضحة في الانتخابات التشريعية(11 و18 يونيو), وهي الوسيلة الوحيدة لتطبيق برنامجه الليبرالي الاجتماعي الذي يسعي في الوقت نفسه إلي التحرير والحماية. وأشاد القادة الاوروبيون بفوز الوسطي ماكرون معربين عن ارتياحهم في مواجهة تصاعد التيار القومي. واعتبرت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أمس أن الرئيس المنتخب يحمل آمال ملايين الفرنسيين والاوروبيين. وفيما بعث إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهانيه, دعاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الي تجاوز انعدام الثقة المتبادل. وقالت ميركل إن ماكرون يمثل آمال ملايين الفرنسيين والكثير من الأشخاص في ألمانيا واوروبا. وقالت ميركل لقد خاض حملة شجاعة مؤيدة لأوروبا ويدافع عن الانفتاح علي العالم وهو مؤيد بقوة لاقتصاد السوق الاجتماعي.