اختار الشعب المصري المشاركة مع الرئيس منذ انتخابه في يونيو2014 في القضاء علي الإرهاب; متحديا الصعاب عقب ثورتين ذقنا فيهم الأمرين من الفساد, والإرهاب الأسود المتمثل في إخوان بني صهيون, والذين كسرت شوكتهم في فترة وجيزة, رغم محاولاتهم المستمرة والمتعثرة بوضع العبوات الناسفة, لإحداث الفوضي الخلاقة; ورغم أننا في حالة حرب لم تنته بعد, إلا أن هناك خطوات جادة في مجالات الإصلاح الاقتصادي..والدفع بقطار التنمية المستدامة. والسؤال الذي يطرح نفسه؟..ماذا حدث لنا؟.. فلقد مرت مصر بمراحل أشد قسوة, كنا فيها أشداء؟ فهل تغيرت سماتنا, وتبدلت أعرافنا, وتاهت قيمنا حقا؟ فأصبحنا لا عهد لنا ولا ميثاق؟..فانحدرت أخلاقنا؟.. أصبحنا نتقاتل ونتكالب وراء المادة أيا كان مصدرها؟.. المهم المأكل والملبس فقط؟.. أتساءل لماذا زادت الجرائم اللا أخلاقية في مجتمعنا المصري؟.. شيء يدعو للأسف علي ملامحنا النبيلة التي توارت بسبب المادة, والغريب أننا نجلس في حالة انتظار ننتقد ونشجب علي المقاهي وفي الطرقات دون الانصياع للعمل الحر حتي ولو كان بسيطا لإيجاد فرصة حقيقية نحذو بها حذو الآخر.. لنكمل المسيرة التي بدأناها من أجل التغيير؟ بينما في المقابل حقا ودون تزلف لم, يقصر الرئيس ولم يدخر جهدا في العمل البناء والسعي الواعي; منذ اللحظة الأولي; أدرك ما يحاك لمصر فأسرع الخطي بالعمل علي البدء بمشروعات ضخمة; منها.. العاصمة الإدارية الجديدة علي أحدث طراز لتخفيف الضغط والكتلة السكانية المتمحورة في حيز ضيق بالعاصمة القاهرة, كما أعيد إحياء الشبكة القومية للطرق والكباري لتواكب المستوي العالمي, وبناء آلاف الوحدات السكنية لأهالينا تحت خط الفقر, وعقد الكثير من صفقات التسليح للجيش المصري للحفاظ علي الأمن القومي الذي يحفظ لنا الكرامة والشرف, كما قامت قوات الجيش الثالث الميداني, بتطهير جبل الحلال, من البؤر الإرهابية والتكفيرية, وهو ما كان يعد دربا مستحيلا لتمركزهم منذ سنوات طويلة; حرب شرسة مدعومة من أجهزة مخابراتية لدول أجنبية وعربية, كل ذلك وفي المقام الأول, أعاد لمصر مكانتها علي الصعيدين المحلي والدولي رغم الصراعات المستمرة; ما جعل صندوق النقد الدولي يتوقع معدل النمو لمصر أكثر من5 6% خلال العام الحالي, ورغم الظروف الصعبة; انتقل الاحتياطي النقدي من أدني مستوياته خمسة عشر مليار دولار إلي حوالي ثلاثين مليار دولار في عامين, وهو ما أثار الرعب في قلوب أعدائنا حينما أدركوا بأن مخططاتهم قد باءت بالفشل, رغم ما زج من مليارات الدولارات والتي مازالت تنفق علي الإرهابيين حتي الآن. لذا فإنني أقول; علينا جميعا قبل فوات الأوان أن ننتبه وألا ننسي أننا مشاركون منذ البدء في القضاء علي الإرهابيين, وهو ما سوف يكلفنا وقتا وجهدا وعملا, علينا أن نتذكر دائما أنه كان اختيارنا منذ البدء وإلا أصبحت ذاكرتنا كذاكرة السمك ننفعل سريعا وننسي سريعا; فيصلون إلي مآربهم الدنيئة بالسطو علي مقدراتنا وتفتيت مصر إلي دويلات وبالتالي إلي فصائل متناحرة نستبح مبادئنا الأصيلة, من أجل المأكل والملبس غير عابئين بما يدور, فقط رغي وصفصطة بلا جدوي; تحولنا جميعا لحكام وجلادين, نجلد أنفسنا بعدم اتخاذ مواقف جادة تحت مسميات متنافرة لعدم الوقوف بجانب الوطن والعمل الدءوب علي تحمل اللحظة الفارقة, كي لا نعطي الفرصة لأعدائنا فنبكي يوما لا يجدي البكاء..فالأمم تتجدد أعمارها برجالاتها النافعة المبدعة لا المقيتة, تتجدد بالأشخاص المضيئة لا المعتمة.