(لقد أتينا لنقيم أنفسنا ونأخذ جرعة أمل فأصابنا اليأس والإحباط لعدم قدرتننا علي الإجابة بما في أذهاننا فقد تم حصر معلوماتنا وأفكارنا داخل إطار ضيق لا يمكن الخروج منه). بهذه الكلمات العفوية الحزينة المحزنة ختمت طالبة الثانوية العامة( منة) رسالتها التي أرسلتها بعد الامتحان التجريبي علي نظام البوكلت, ولأنها من الطالبات الفائقات فقد جاءت أفكارها منظمة وكلماتها العفوية معبرة غاية التعبير وأعتقد أنها وأمثالها خير مؤشر عن نجاح أو فشل تجربة البوكيلت الجديدة وأعتقد أن امتحان التجربة هذا قد أعطي مؤشرا واضحا لوزير التعليم بفشل هذا النظام والدليل عزوف الطلاب عن خوض الامتحان إلا قليلا منهم, ثم جاءت صرخات الطلاب الذين خاضوا التجربة عن سلبيات النظام الجديد لتؤكد فشله, مما يحتم علي وزير التعليم إصدار قرار جريء بإلغاء أو تأجيل نظام البوكليت هذا, فلم يتم أي تدريب علي هذه الطريقة وتمت علي عجالة لا أقصد تدريب الطلاب فقط بل حتي واضعي الامتحان ولا ندري ماذا سيكون مصير المصححين فلم يتم أي تدريب لهم فلا داعي أن نترك أبناءنا حقلا للتجارب التي قد تبوء بالفشل, والدليل علي عدم التدريب وأن الأمر كان علي عجالة أنه لم يتم وضع نموذجا للإجابة عن هذه النماذج التجريبية بل اكتفت الوزارة بنشرة فيها توزيع الدرجات وتركت الأمر لاجتهادات المعلمين التي قد تخطئ وقد تصيب, وكما تقول نفس الطالبة لقد رأينا ثلاثة نماذج استرشادية كما يسمونها ولكن لم نر نموذجا واحد للإجابة فأين الاسترشاد كيف سنعرف الإجابة التي يريدها واضع الامتحان؟ والدليل الثاني علي التعجل في وضع الامتحانات أن امتحان التربية الإسلامية كان عجيبا فقد تكرر سؤال التسميع أربع مرات في أماكن متفرقة وهذا غير تربوي بالمرة فقد بدأ الطالب في التسميع ما الحكمة أن يأتي بسؤال حديث ثم عقائد ثم تسميع مرة ثانية ثم أسئلة متنوعة ثم تسميع, أما سؤال الحديث فقد تكرر7 مرات في كل مرة يكتب نفس الحديث ثم سؤالا عليه وفي أماكن متفرقة مما يشتت الطالب, مع العلم ان المفترض في وضع أي امتحان مراعاة الجانب النفسي والذهني للطالب. والأمر الآخر فقد فرح الطلاب مع مجيء الدكتور طارق شوقي وزيرا للتعليم وأول قرار اتخذه كان عودة الأسئلة الاختيارية ولكنه صدموا مع النماذج التجريبية إذ إن الاختياري كان في جزئيات بعض الأسئلة وليست في بعض الموضوعات كما كان يتم سابقا. فقد جاءت أسئلة القراءة عبارة عن سؤالين إجبارين والمعتاد أن يتأتي سؤالان ويختار منهم واحدا وكذلك النصوص جاءت ثلاثة أسئلة إجبارية ولا مجال للاختيار منهم وكأنه التفاف علي قرار الوزير الذي وعد بعودة الأسئلة الاختيارية. أما الشكوي العامة من الطلاب الفائقين فهو عدم وجود مساحة كافية للإجابة فنجد الأسئلة المقالية أعطي لها مساحات قليلة وعدد أسطر قليل لا يتيح للطالب الإجابة بما يريحه ذهنيا بل هو مقيد بهذا الإطار اللعين الذي يحجمه عن الإجابة التي يعتقد صحتها مما يصيبه بالتوتر والعجيب أنه هناك أسئلة كالمفردات ترك لها أربعة أسطر بينما الإجابة بكلمة واحدة فمثلا في السؤال رقم23 طلب جمع كلمة سلسلة وترك لها ثلاثة أسطر فهل تخيل واضع الامتحان أن جمعها يحتاج ثلاثة أسطر. وهكذا نجد أن نظام البوكليت معيب ويجب الرجوع عنه لحين اكتمال التدريب عليه للطلاب وواضع الأسئلة والمصححين, ونقولها لوزير التعليم وهو رجل علم همام: كن جريئا وخذ القرار فالرجوع إلي الحق خير من التمادي في الباطل كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه.