رابط مفعل.. خطوات التقديم لمسابقة ال18 ألف معلم الجديدة وآخر موعد للتسجيل    عاجل - سعر الدولار مباشر الآن The Dollar Price    حماية المستهلك يشن حملات مكبرة على الأسواق والمحال التجارية والمخابز السياحية    جيش الاحتلال يُقر بمقتل رقيب من لواء المظليين في معارك بقطاع غزة    زيلينسكي: الهجوم على خاركيف يعد بمثابة الموجة الأولى من الهجوم الروسي واسع النطاق    خالد أبو بكر: مصر ترفض أي هيمنة غير فلسطينية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح    تفاصيل قصف إسرائيلي غير عادي على مخيم جنين: شهيد و8 مصابين    أكسيوس: محاثات أمريكية إيرانية غير مباشرة لتجنب التصعيد بالمنطقة    إنجاز تاريخي لكريستيانو رونالدو بالدوري السعودي    نصائح طارق يحيى للاعبي الزمالك وجوميز قبل مواجهة نهضة بركان    الأول منذ 8 أعوام.. نهائي مصري في بطولة العالم للإسكواش لمنافسات السيدات    مواعيد مباريات اليوم السبت والقنوات الناقلة، أبرزها الأهلي والترجي في النهائي الإفريقي    التشكيل المتوقع للأهلي أمام الترجي في نهائي أفريقيا    موعد مباراة الأهلي والترجي في نهائي دوري أبطال أفريقيا والقناة الناقلة    ننشر التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي قضاة مجلس الدولة    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    حلاق الإسماعيلية: كاميرات المراقبة جابت لي حقي    تدخل لفض مشاجرة داخل «بلايستيشن».. مصرع طالب طعنًا ب«مطواه» في قنا    أحمد السقا يرقص مع ريم سامي في حفل زفافها (فيديو)    مفتي الجمهورية: يمكن دفع أموال الزكاة لمشروع حياة كريمة.. وبند الاستحقاق متوفر    سعر العنب والموز والفاكهة بالأسواق في مطلع الأسبوع السبت 18 مايو 2024    مصطفى الفقي يفتح النار على «تكوين»: «العناصر الموجودة ليس عليها إجماع» (فيديو)    مذكرة مراجعة كلمات اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي نظام جديد 2024    بعد عرض الصلح من عصام صاصا.. أزهري يوضح رأي الدين في «الدية» وقيمتها (فيديو)    موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 في محافظة البحيرة.. بدء التصحيح    عيار 21 يعود لسابق عهده.. أسعار الذهب اليوم السبت 18 مايو بالصاغة بعد الارتفاع الكبير    عمرو أديب عن الزعيم: «مجاش ولا هيجي زي عادل إمام»    لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي البلاد    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    هل مريضة الرفرفة الأذينية تستطيع الزواج؟ حسام موافي يجيب    مؤسس طب الحالات الحرجة: هجرة الأطباء للخارج أمر مقلق (فيديو)    تعرف على موعد اجازة عيد الاضحى المبارك 2024 وكم باقى على اول ايام العيد    نحو دوري أبطال أوروبا؟ فوت ميركاتو: موناكو وجالاتا سراي يستهدفان محمد عبد المنعم    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    خبير اقتصادي: إعادة هيكلة الاقتصاد في 2016 لضمان وصول الدعم لمستحقيه    ماسك يزيل اسم نطاق تويتر دوت كوم من ملفات تعريف تطبيق إكس ويحوله إلى إكس دوت كوم    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    حظك اليوم برج العقرب السبت 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    «اللي مفطرش عند الجحش ميبقاش وحش».. حكاية أقدم محل فول وطعمية في السيدة زينب    "الدنيا دمها تقيل من غيرك".. لبلبة تهنئ الزعيم في عيد ميلاده ال 84    عايدة رياض تسترجع ذكرياتها باللعب مع الكبار وهذه رسالتها لعادل إمام    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    سعر اليورو اليوم مقابل الجنيه المصري في مختلف البنوك    «الغرب وفلسطين والعالم».. مؤتمر دولي في إسطنبول    محكمة الاستئناف في تونس تقر حكمًا بسجن الغنوشي وصهره 3 سنوات    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    انطلاق قوافل دعوية للواعظات بمساجد الإسماعيلية    حدث بالفن| طلاق جوري بكر وحفل زفاف ريم سامي وفنانة تتعرض للتحرش    الأرصاد تكشف عن موعد انتهاء الموجة الحارة التي تضرب البلاد    هل يمكن لفتاة مصابة ب"الذبذبة الأذينية" أن تتزوج؟.. حسام موافي يُجيب    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأهرام المسائي يحاور الدكتور شريف حتاتة..
في ظلال مائة عام من العشق والنضال والإبداع نعم كنت انتهازيا ومستهترا ومتساهلا في أحيان كثيرة

أحيانا كثيرة تتملكني حالة نفسية سيئة, وأشعر بأن النهاية قد دنت, وأني لم أعد قادرا علي أن أكون منتجا كما كنت من قبل, وأني قد أصبحت عاجزا عن فعل أي شئ..
بهذه الكلمات المفعمة بالأسي والألم تكلم د.شريف حتاتة إلي الأهرام المسائي وحرصنا علي أن نلتقيه بما له من قيمة أدبية ونضالية كبيرة يحترمه فيها كل أطياف المجتمع, لما دفعه خلال رحلته من ثمن غال من حريته وعمره وصحته...
ويتكلم د. شريف في مراجعة لكثير من الخطوات التي أقدم عليها في شبابه, ويقول: عندما أفكر في انضمامي لمنظمة حدتو, وعندما تركت عملي كطبيب لأتفرغ للعمل السياسي السري يأخذني العجب من تلك التصرفات, ولذلك عندما أفرج عني بعد13 سنة ونصف تركت المنظمة للعمل السياسي الحزبي.. لكنه الشباب.
ويقول برغم الحملة الشعواء التي شنتها علي زوجتي السابقة د.نوال السعداوي, عند اقتراني بالدكتورة أمل الجمل, إلا أنني ما زلت أحترمها وأعتز بسنوات عمري التي قضيتها معها..
وقال: برغم سنوات عمري التي تشر ف علي قرن من الزمان فما زلت أكتب وأفكر وأحب وأعشق وأحترم النساء, وأحلي الكلمات لم أقلها بعد, وأحلي الروايات لم أكتبها بعد...
(ونحن حينما نتحاور مع الدكتور شريف حتاتة نرتكز علي كثير من إبداعاته باعتباره كاتبا ذا رؤية مميزة وروائيا ذا حنكة وإبداع من طراز فريد وهو ما تراه في إبداعاته( العين ذات الجفن المعدني) و(الهزيمة) و(الشبكة) و(قصة حب عصرية) و(نبض الأشياء الضائعة) و(عمق البحر) و(عطر البرتقال الأخضر) و(ابنة القومندان) و(الوباء) و(رقصة أخيرة قبل الموت) و(النوافذ المفتوحة) و(طريق الملح والحب) وغيرها من الأعمال الإبداعية واليوميات والدراسات الأدبية والكتابات السياسية ومنها( فكر جديد في اليسار) و(العولمة والإسلام السياسي) و(فكر اليسار وعولمة رأس المال).
وكان د. شريف صريحا معنا إلي أبعد الحدود عندما سألناه: هل من الممكن أن يصف د.شريف حتاتة نفسه علي طول عمره الأدبي, بأ نه كان مثقفا ملتزما؟
بالطبع لا.. فقد مرت علي أوقات كثيرة كنت أتصرف فيها تصرفات سيئة, وكنت انتهازيا ومستهترا ومتساهلا في أحيان كثيرة, ولحظات كثيرة كنت فيها ضعيفا جدا, هذه اللحظات عندما أتذكرها الآن أندم كثيرا عليها لأنني لم أتخذ فيها الموقف الذي كان يمليه علي كوني مثقفا ملتزما, فالإنسان تتنازعه نوازع شتي هي التي نطلق عليها الخير والشر, وهذا الصراع أبدي, ولكن محاولتك إصلاح نفسك هي مسألة مهمة, لأنك في محاولتك للوقوف بعد سقوطك وتصحيح أخطائك هي محاولة لإصلاح الذات, وليس عيبا أن أخطئ أو أسقط مرة ومرات, العيب أن أترك نفسي بلا مراجعة وأنا أسير في طريق الخطأ.
وما الأشياء ندمت عليها في حياتك؟
ندمت علي أشياء عديدة, أهمها علي شكل علاقتي بأمي, والرواية التي كتبتها مؤخرا فيها شجن وعرفان, وفيها ندم, بالإضافة لشعوري القوي بأنني لم أعط هذه السيدة حقها كما كان ينبغي, وكذلك ندمت علي علاقات كثيرة في حياتي لم أوفها حقها مع آخرين.
.. وكمثقف, هل هناك ما ندمت عليه في مشوارك الأدبي؟
كثيرا من المواقف التي ندمت عليها, ورأيت بعد ذلك أنه كان يجب أن أتخذ خلالها موقفا مغايرا, ومواقف أخري سكت عنها وما كان يجب علي السكوت تجاهها..
مشوارك في الحياة.. هل فعلت فيه كل شيء, أم أن هناك أحلاما مازالت مؤجلة, وآمالا تتمني لو طال بك العمر لتنجزها؟
بالطبع لم أفعل كل شيء خططت له وحلمت به, ومازال لدي الأمل لأكتب, ومازلت أقول إن أجمل الروايات لم أكتبها بعد, وإن أفضل الكلمات لم أقلها بعد, وعندما أفكر في مشوار حياتي بشكل عام, أحيانا أكون راضيا, وأحيانا أخري غير راض.
لو رجع الزمن بك سبعين عاما للوراء, هل كان من الممكن أن تمشي نفس الخطوات التي مشيتها في حياتك؟
هذا سؤال لا أجد إجابة عليه, ومع ذلك أعتقد أنني كنت سأفكر بتريث وبشكل أعمق, لكن في العموم أنا راض عن حياتي, وإلا ما كنت أحببت حياتي ومن فيها..
هل هناك طقوس معينة تتبعها للكتابة الآن؟
أكتب يومياتي, وعندما يشغلني أمر ما أكتب عنه, وإن كنت لا أنشر شيئا مما أكتبه الآن, والآن لا يشغلني التفكير في روايات أخري بعد روايتي الأخيرة, التي كتبتها عن أمي, التي كانت حاضرة معي في كل كلمة من كلماتها..
كم عدد أعمالك التي أنتجتها خلال مشوار حياتك؟
كتبت12 رواية و3 كتب رحلات وعدد من الكتب الفكرية, وكم كبير من المقالات التي جمعت بعضها في كتب, لكن معظمها مازال متفرقا في عدد من الصحف المختلفة.
لسيرتك الذاتية ظلال في كل أعمالك, ومن يقرأ النوافذ المفتوحة يري هذا بوضوح.. فلماذا الاتكاء علي الذات في حين أن الموضوعات كثيرة ومتعددة في حياتك؟
أنا أحب السيرة الذاتية, وتظهر بأشكال مختلفة في رواياتي المختلفة, وكتاب كثيرون كانت معظم كتاباتهم من خلال ذواتهم, وبعضهم قال عن نفسه: كل ما كتبته سيرة ذاتية مستقلة, وأي عمل لأي كاتب مهما كان ستجد فيه جزءا صغيرا أو خيطا رفيعا من السيرة الذاتية, وأنا لست مغرما بالصراع الدائر بين السيرة الذاتية والرواية, وسواء سميتموها رواية أو غير ذلك, الفيصل فيها, هو أن أكتب أدبا أم لا, والنوافذ المفتوحة يعتبرونها سيرة ذاتية, وهي أفضل من روايات كثيرة, والبعض يقول لي إنهم يريدون أن يكتبوا سيرة ذاتية مثلي, فقلت لهم لكي تكتبوا مثلي, فلا بد أن تعيشوا حياتي.
ما بين الميلاد والذكريات, قرابة قرن من الزمان, كيف تبدلت الأشياء والمعاني وتغيرت الظروف والأوطان والأمكنة؟
أبدأ من قبل البداية, حيث ولدت عام1923, في فترة مضطربة من حياة العالم, وفي منطقة الشرق بشكل خاص, في وقت كانت الخلافة الإسلامية تلفظ أنفاسها الأخيرة مع غروب شمس الإمبراطورية العثمانية, ومصر تغلي بالمظاهرات التي لا تهدأ علي أثر الاعتقالات وأحكام الإعدام التي صدرت بحق قيادات ثورة..1919 ويصدر دستور1923 ما بين قبول البعض ورفض الأغلبية..
وكان والدي يدرس في بريطانيا وتزوج من سيدة بريطانية, وولدت في لندن ورجعت إلي مصر عقب اندلاع الحرب العالمية الأولي, وسافرنا مرة أخري ورجعت وعمري5 سنوات, وكانت طفولتي وفترات الدراسة عادية جدا ولا يوجد بها شيء ملفت, وكنت أتكلم اللغة العربية بلكنة أجنبية, ودرست في مدارس أجنبية ثم التحقت بكلية الطب, وكان لدي إحساس دائم بالعزلة لطبيعة الحياة التي عشتها مع أمي, وكانت كلية الطب في مقدمة الكليات التي قادت المظاهرات والحركة الطلابية, وشاركت في هذه المظاهرات, وهنا أحسست بإحساس جديد, شعرت بأنني جزء من المجتمع المصري التي كانت علاقتي به ضعيفة جدا.
لكن.. ما الذي دفعك للانخراط في العمل السياسي السري وأنت من أسرة أرستقراطية ومستقبلك مضمون إلي حد ما؟
في هذه السن حركتني عوامل مختلفة كثيرة, أولها الحركة الوطنية التي التحقت بها, وثانيها: أنني فوجئت بالفقر الشديد الذي رأيته علي وجوه المرضي وأجسادهم وأنا نائب بالقصر العيني, ورأيت أننا نعالج المرضي ثم يعودون لنا في حالة أسوأ وأشد مرضا مما تركناها عليهم آخر مرة, وأحسست أن عملي في تلك الظروف بلا جدوي, وثالثها: أنني كنت أبحث عن حياة جديدة, حياة مختلفة, مليئة بالتطلعات والحماس..
كل هذه الأفكار هي التي دفعتني للانضمام لليسار, وبقيت في المنظمة حتي رحيل الملك ومجيء الرئيس محمد نجيب ثم عبد الناصر, وأيدنا الضباط الأحرار, ولكن بدأ الصدام عندما أصر عبد الناصر ورفاقه علي ألا يكون علي الساحة أي تنظيمات سياسية سواهم, وتمسكت الحركة بوجودها لضمان حياة ديمقراطية مستقلة, نتج عن هذا الموقف أن قادنا الضباط للسجن في سنة1954, من خلال قضية الجبهة الوطنية التي حكم فيها علي أنا وخمسة عشر آخرون بالأشغال الشاقة لمدة عشر سنوات أمام محكمة الدجوي, وأضيف لهذا الحكم فترة الخمس سنوات التي حكم علي بها قبل الثورة وهربت من تنفيذها وخرجت من مصر في حادثة معروفة مختبئا في قاع سفينة إلي فرنسا, وأصبحت فترة اعتقالي خمسة عشرة سنة, قضيت منها بالضبط ثلاث عشرة سنة ونصف السنة وخرجت في نهاية عام1963 م, وخرجت من المعتقل وأنا علي عهدي بالعمل في السياسة, وتركت حركة احدتوب والتحقت بحزب العمل لمدة عام, وتركته لما وجدت أنه حزب لا ينتمي لليسار بأي شيء, وأنه حزب يساري حكومي, ولم تعجبني الشخصيات التي تقوم بالعمل السياسي, فلم يكن الأستاذ خالد محيي الدين هو الذي يقود ويحرك العمل بالحزب, بل كان رفعت السعيد هو المتحكم في كل شيء, فقد بدأ السعيد سكرتيرا للأستاذ خالد, ثم أصبح للسكرتير التأثير الغالب علي الأستاذ, وكان رفعت السعيد يعطي كل وقته للحزب وكان يتدخل ويقوم بحل كثير من المشاكل بالحزب, ما جعل اعتماد الأستاذ خالد عليه كبيرا, وفوق هذا كانت تربطهما علاقة قوية, وتركت حزب التجمع.
في تلك الفترة عدت للعمل بوزارة الصحة, وتعرفت علي زميلتي في العمل, ووجدنا أن اهتماماتنا واحدة, ومنطلقاتنا في الحياة ليست مختلفة إلي حد كبير, فهي مهتمة بقضايا المرأة, وأنا تجذبني قضية الحريات والديمقراطية, وهي كاتبة مشهورة, وأنا لي ميول وإن لم تظهر بعد في الكتابة الأدبية, كانت هذه الزميلة هي الدكتورة نوال السعداوي.
ووجدت أن مكابدة الكتابة شيء مبد ع ومثير, ولما انتهيت من الكتابة تساءلت أمام نفسي: هل سأعود للكتابة مرة أخري؟
في هذا الوقت كنت أعمل في المجلس الأعلي للأسرة وجاءني عرض للعمل في الأمم المتحدة وسافرت إلي الهند وآسيا وكانت تجربة غنية جدا في حياتي, ولما رجعت كتبت رحلة االحب والملحب ثم أولي رواياتي االشبكةب.
رواية الشبكة هي التي تعرفت من خلالها علي زوجتك د. أمل الجمل.. أليس كذلك؟
بالضبط فمن خلال رواية االشبكةا أيضا كان لقائي مع د.أمل الجمل, حيث كانت تعد لعمل سيناريو لها بالاشتراك مع الفنان نور الشريف عام2004, وكانت تأتيني وتسألني عن الرواية وتحدثني عن الميزات الموجودة في الرواية, ولأول مرة أفاجأ بشخص يكلمني عن ميزات عملي وأسراره, ما أثر في ذلك وانجذبت إليها وأعجبت بها وأحبيتها, وارتبطت بها من خلال الرواية, وبعد ذلك كنا نذهب للسينما سويا, ونناقش الأفلام والحياة وارتبطنا معا, وأنا أعتز بها لرقتها وشخصيتها القوية.
من هم أبطال الدكتور شريف حتاتة, أبطالك في الكتابة, وأبطالك في الحياة, وأبطالك المتخيلون؟
حقيقة الأمر أني لم يكن لي أبطال, بل كان لي أناس أثروا في وتركوا في نفسي بصمة وعلامات, سياسيون وغير سياسيين, أصدقاء وغير أصدقاء, أناس من تجارب وعلاقات مختلفة من خلال العمل والصداقة والعلاقات, ولا أستطيع أن أقول إنه لدي أبطال خارقون, وأتحفظ في استخدام كلمة أبطال لأن البطولة أمر نسبي, وعندما تنظر إلي رواية الشبكة, البطل فيها ضعيف وقوي, مناضل وانتهازي, نبيل في حزنه, ورقيق في فرحه, أشياء بسيطة تغيره, وحوادث كبيرة لا تستطيع النيل منه, والبطل عندي, هذا هو الإنسان, وأنا أحب الإنسان وأنحاز للإنسان..
كيف تقرأ, وكيف تقضي يومك, وكيف تنتقي كتبك؟
ليست لي قراءات منظمة أو من خلال خطة, أقرأ كثيرا من الأدب وعلم النفس ومن كل اللغات, وبعضا من الفلسفة, وإن انقطعت الآن عن قراءة كتب الطب..وفي يوم من الأيام كنت أجلس بالبيت, وفي حالة نفسية سيئة لظروف السن وتعب الشيخوخة, وأنا أشعر بأن النهاية قد دنت, وأصبحت عاجزا عن فعل شيء مثلما كنت من قبل, في هذا اليوم كنت عاجزا ويائسا, نزلت من البيت أتمشي, ولم أستطع السير إلا مسافة قصيرة جدا, وجلست علي الرصيف, وجلست أفكر: ماذا أفعل؟ وفي هذا اليوم عثرت علي كتاب يحكي قصة الكون منذ أن كان خلية أولي, الكتاب مكتوب بشكل عبقري, ولم أتركه إلا وقد انتهيت منه, وألهمني كتابة آخر رواية لي وهي رواية اشريط الحزن الأبيضب.
هل هي الحياة المختلفة التي دفعت د.شريف لأن يترك الطب والحياة المطمئنة للعمل السري,الذي دفع ثمنه ثلاث عشرة سنة ونصف السنة من حياته خلف القضبان, وعشرات المطاردات, وترك من ورائه أما لا تعرف أين يقيم إبنها الوحيد, وهل هو حي أم ميت؟
أنا في الأصل لست مغامرا, لكن أكره الجدران والنوافذ المغلقة, وأمقت السدود والحدود, ولما أتحبس أبذل كل ما في وسعي لكي أخرج, ولما أمل من الطب أغيره, ولا أطيق العيش في مكان أو وظيفة لفترة طويلة إلا إذا كانت حياتها متغيرة ومتبدلة, لأني أكره الرتابة, وحياتي ثرية جدا ولا تحب البقاء علي حال واحد, فلما اعتقلوني هربت, ولما اعتقلوني مرة ثانية فكرت في الهروب لسنوات, ولكني في النهاية خرجت إفراج, والحياة غنية جدا ومتداخلة جدا وتحتاج إلي مرونة عالية, وهي كالبحر كلما سبحت فيها زادت متعتك وبهجتك .
وحتي في زيجاتي, لم أبق علي حال واحد فتزوجت ثلاث مرات, ليس لأن زيجاتي كانت فاشلة, بل العكس أعتز بكل زوجاتي, والثلاثة ظللن صديقاتي حتي بعد الانفصال, وإن كانت واحدة منهن رحلت, وأهديتها آخر كتبي, كانت أمها إيطالية وأبوها مصري, ولم يستمر زواجنا سوي خمسة شهور واعتقلت أنا, وانضمت هي لمنظمة كانت تهرب المناضلين الوطنيين من البلاد التي يحكمها الطغاة, وسجنوها في فرنسا وهربت من السجن.
في سيرتك الذاتية االنوافذ المفتوحة بقدر ما ذكرت أمك كثير ا, لم تذكر والدك إلا قليلا.. ما السبب؟
ذكرت والدي, وإن لم يكن كثيرا, لأن والدي كان من الناحية العملية غير موجود دائما بالبيت, وهو موظف كبير بالحكومة المصرية, وحالته المادية ميسورة, وكان اقمارتيب مدمنا علي لعب القمار ويرجع غالبا مع الفجر, وكان ظريفا معي, وساعدني مساعدا ت كبيرة خلال مشوار حياتي, ومع ذلك لم يكن له تأثير قوي علي شخصيتي, لأنه لم يكن اجتماعيا معي بما فيه الكفاية..
الحب والعشق في حياتك.. كيف عشت حياتك وعشقت حبيباتك, وأنت رجل عشقت الحرية قبل عشقك للنساء, وأراك حرا في أفكارك, ولا شيء يقيدك, فهل كانت رؤيتك لمن أحببتهن, بمثل عشقك لحريتك؟
أشياء كثيرة تقيدني, منها الحب نفسه, فأنا لما أحب زوجتي أكون مرتبطا بها في شراكة حياة وأقدرها وأصبح مسؤولا في علاقتي مع من أحب, وأنا أحترم المرأة جدا, ورأيي أن تأثيرها خطير, ومع ذلك لم تنل حقها للآن, وعلاقتي مع زوجاتي كلها في قمة الاحترام, فأنا عشت مع الدكتورة نوال السعداوي أربعين سنة, وكانت الصداقة بيننا قوية جدا وبرغم الاختلافات التي بيننا إلا أنني كنت أحترمها جدا.
وكذلك علاقتي بالدكتورة أمل الجمل قوية جدا, ولما ارتبطنا ببعض وحدث علينا هجوم كبير من المجتمع, ومن أطراف مختلفة, والسخيف جدا مما أثير حولنا من كلام وإشاعات وكلام ما كان يجب أن يقال, لم نسكت بل دافعنا عن حبنا وعن هذه العلاقة بكل ما فينا من قوة وكتبت وتكلمت كثيرا دفاعا عن حقنا في الحياة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.