ماذا لو كان الزمالك في دوري المحترفين السعودي؟! سؤال يبدو هزليا, لكنه يحمل مفاجآت صادمة, وتكشف الإجابة عليه المكان الحقيقي الذي وصلنا له في كرة القدم.. بل إنها تجيب علي سؤال آخر طالما رددناه: هل نسير نحو الاحتراف أم الانحراف؟! نعود لتفاصيل القصة.. في نفس موعد انسحاب الزمالك أمام مصر المقاصة.. وبالتحديد يوم13 أبريل من العام المنصرم, لم يتمكن فريق الحزم من توفير حجوزات طيران للحاق بمباراته أمام اتحاد جدة,ضمن ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين, تدخلت لجنة المسابقات وأجلت المباراة24 ساعة.. لكن الأخير قال إنه لم يجد حجوزات للموعد الجديد أيضا. رفضتلجنةالمسابقات التأجيل وتمسكت بتطبيق اللائحة بعد تأكيدات عبد الله مقحم رئيس الحزم بأنه غير مهتم بالتهديدات, وذهب اتحاد جدة مع الحكام إلي ملعب الجوهرة المشعة في الموعد.. وجلسوا20 دقيقة حتي يعلن الحكم رسميا انسحاب الحزم. القصة تشبه إلي حد كبير ما فعله الزمالك أمام مصر المقاصة في شهر العواصف أبريل.. لكن ماذا فعلوا وماذا فعلنا؟ اكتفي اتحاد الكرة لدينا بالكشف عبر موقعه الرسمي عن عقوبات هزيلة للمنسحبين تصل إلي خصم6 نقاط مع غرامة مالية؟أما اتحاد الكرة السعودي الذي كان يرأسه الدكتور أحمد عيد فقد أعلن في نفس الليلة باعتبار اتحاد جدة فائزا بثلاثة أهداف.. مع تحويل أمر انسحاب الحزم للجنة الانضباط. لم تتأخر لجنة الانضباط.. وأصدرت علي رأس الأسبوع4 عقوبات مغلظة مصحوبة ببيان شديد اللهجة, شملت إلغاء جميع نتائج الفريق المنسحب في المسابقة واعتباره خاسرابثلاثة أهداف, وتغريمه50 ألف ريال, وحرمانه من المشاركة في كأس خادم الحرمين الشريفين في الموسم الذي يليه, وأخيرا حرمانه من الإعانة المخصصة للبطولة والتي يقدمها اتحاد اللعبة للأندية. أعود للإجابة علي السؤال بسؤال آخر: هل يجرؤ اتحاد كرة لدينا أن يفعل ذلك؟ أنا وأنتم نعرف الإجابة. وعلينا أن نشكر الله علي الستر والفوضي غير الخلاقة التي نعيشها!!