اشتعلت أمس أزمة السولار بالقاهرة والمحافظات بعد تزايد الطلب عليه من قبل سائقي النقل والأجرة وأصحاب المخابز والمزارعين. وتزاحم المواطنون بالعشرات أمام محطات السولار. وحدثت بعض الاشتباكات بين السائقين في محافظات الغربية والفيوم والمنوفية, في حين شهدت محافظة بني سويف أمس أول ضحية لطوابير السولار, وفي الوقت نفسه أعلنت وزارة البترول: أنه تم زيادة الكميات المطروحة في الأسواق8% وأشارت إلي حدوث انفراجة فعلية للأزمة خلال يومين. وتكرر مشهد طوابير المواطنين وهم يحملون, الجراكن الفارغة, فيما تكدست السيارات التي تعمل بالسولار أمام المحطات التي شهدت مشاجرات عديدة بين السائقين حول أسبقية الحصول علي السولار. وأمام تزايد الطلب علي السولار اضطرت بعض المحطات إلي وضع لافتات تشير إلي عدم وجوده منعا للتزاحم, فيما لجأت محطات أخري, كما هو الحال في الغربية إلي توزيع السولار علي السائقين برخصة القيادة منعا لعمليات التحايل التي لجأ إليها البعض للحصول علي كميات كبيرة من السولار. في غضون ذلك ارتفعت أسعار السولار ووصلت إلي أسعار فلكية حيث تجاوز سعر الصفيحة40 جنيها. فيما لجأ عدد كبير من المواطنين إلي تخزين كميات داخل منازلهم ومحلاتهم وبيعها في السوق السوداء مستغلين الإقبال المتزايد علي الشراء وغياب الرقابة التموينية بما يشير إلي أن أزمة السولار بدت تستعصي علي الحلول وتزداد اشتعالا يوما بعد يوم. وشيع أهالي قرية أشمنت بمركز ناصر جثمان أول ضحية في طابور البوتاجاز بقرية أشمنت بمركز ناصر, الذي لقي مصرعه أثناء ازدحام الأهالي أمام المستودع للحصول علي اسطوانة البوتاجاز, حيث تبين أن السيارة المحملة بالاسطوانات توقفت أمام المستودع ونتيجة تزاحم الأهالي سقطت إحداها علي رأس شخص يدعي أيمن مصطفي أبو عيطة23 سنة متزوج منذ عام, كان يقف أسفل السيارة في انتظار الحصول علي أنبوبة.. وذلك أثناء قيام تباع السيارة بتفريغ الحمولة لتسقط الأنبوبة علي رأس الشاب فيلقي مصرعه في الحال. رفض أهالي الشاب إبلاغ الشرطة وتحضير محضر بالواقعة واعتبروا الحادث قضاء وقدرا, وشيعوا جثمانه. كانت قرية أشمنت التابعة لمركز ناصر, قد شهدت ارتفاعا جنونيا في أسعار البوتاجاز, ووصل سعر الإسطوانة إلي30 جنيها, مما سبب أزمة كبيرة. وقال محمود محمد علي من أهالي القرية: إن مديرية التموين لم تقوم بارسال سيارات البوتاجاز إلي مستودع نبيل منصور بالقرية منذ أكثر من أسبوعين, وعندما وصلت السيارة صباح اليوم تزاحم الأهالي أمام المستودع للفوز باسطوانة, فنتج عن ذلك مصرع أيمن مصطفي أبو عيطة. من جانبه أكد المهندس محمد شعيب نائب العمليات بهيئة البترول: أنه تم زيادة الكميات المطروحة بالمحطات والمستودعات بحوالي8% عن معدلات الاستهلاك المعتادة, موضحا أن ما يتردد حول انخفاض الكميات المستوردة أمر غير صحيح, فمنذ يوم الخميس الماضي والكميات المتعاقد علي استيرادها وصلت فعلا ويجري ضخها بالأسواق. وأضاف: أنه تم الاتفاق مع التضامن الاجتماعي في جميع المحافظات بالإبلاغ عن أي محطة تشتكي من عدم وجود السولار ليتم الضخ إليها فورا. ولم ينف نائب هيئة البترول وجود طوابير أمام المحطات مؤكدا: أن حدة الطوابير بدأت في الانخفاض وأنه من المتوقع أن يشعر المستهلك للسولار بانفراج الأزمة فعليا خلال يومين علي الأكثر.