صدام عسكري وشيك بين أمريكا وروسيا

في تداعيات خطيرة للضربة العسكرية الامريكية علي سوريا, اتهم مندوب روسيا في الامم المتحدة فلاديمير سافرونكوف أمس الولايات المتحدة
بانتهاك القانون الدولي بشنها ضربة صاروخية في سوريا في وقت مبكر أمس.
وقال سافرونكوف خلال اجتماع طارئ لمجلس الامن ان الولايات المتحدة هاجمت اراضي سوريا ذات السيادة,نحن نصف هذا الهجوم بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي وعمل عدواني.
ومن جانبه صرح رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف بأن الهجوم الأمريكي علي قاعدة سورية كان يمكن أن يقود إلي نزاع عسكري مع موسكو.
وكتب مدفيديف علي حسابه بموقع فيسبوك أمس قائلا: هناك انعدام ثقة تام فيما بيننا الآن.
وأضاف رئيس الوزراء أن هذا الأمر محزن للغاية بسبب الأضرار التي لحقت بالعلاقات بين واشنطن وموسكو.
وواصل مدفيديف علي ذات الموقع قائلا: الولايات المتحدة انتهكت بشدة القانون الدولي فيما أقدمت عليه, فليس هناك تأييد لهذا الإجراء من جانب الأمم المتحدة, مشيرا إلي أن ترامب ينتهك وعوده الانتخابية ذاتها, حين قال إنه سيحارب الإرهاب.
وقال مدفيديف إن الولايات المتحدة قصفت بصواريخ كروز قاعدة سورية كرد فعل علي هجوم محتمل بالغاز السام علي بلدة خان شيخون, مشيرا إلي أن روسيا حليف وثيق للرئيس السوري بشار الأسد.
وأعلن مصدر عسكري سوري أمس ان القوات السورية ابلغت مسبقا بالتهديدات الامريكية قبل ساعات من الهجوم الصاروخي علي قاعدة الشعيرات الجوية.
وقال المصدر لفرانس برس علمنا بوجود تهديدات أمريكية وقصف مواقع عسكرية داخل الأراضي السورية, واتخذنا إجراءات احترازية في أكثر من نقطة عسكرية, منها مطار الشعيرات, حيث أخلينا عددا من الطائرات باتجاه مواقع أخري.
واضاف المصدر نحن في حرب والحالة الاعتيادية لدينا هي الاستنفار, لكننا في الساعات الماضية رفعنا من جاهزية الاستعداد لدي جنودنا ومراصدنا. توقعنا حدوث الامر قبل ساعات.
واطلقت القوات الامريكية59 صاروخا من طراز كروز علي قاعدة الشعيرات الجوية في وسط سوريا.
وهي المرة الاولي التي تقوم فيها الولايات المتحدة بعمل عسكري مباشر ضد قوات الرئيس بشار الاسد.
ومن جانبها أكدت الرئاسة السورية أمس أن العدوان الأمريكي علي مطار الشعيرات تصرف أرعن غير مسئول ولا ينم إلا عن قصر نظر وضيق أفق وعمي سياسي وعسكري عن الواقع وإنجرار ساذج وراء حملة وهمية دعائية كاذبة محمومة.
من ناحية أخري ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو تعمل علي تعزيز الدفاعات الجوية السورية في أعقاب الهجوم الصاروخي الأمريكي علي قاعدة جوية سورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف في بيان إن موسكو ستزيد فعالية أنظمة الدفاع الجوي التي تحمي البنية التحتية الرئيسية في سوريا في المستقبل القريب.
وكانت موسكو قد قالت العام الماضي إنها سترسل نظام الدفاع الجوي الروسي القوي من طراز إس300- إلي سورية, لاسيما لحماية القاعدة البحرية الروسية الواقعة في مدينة طرطوس الساحلية.
وأدان الرئيس الروسي. فلاديمير بوتين أمس الهجوم الصاروخي الامريكي ووصفه بأنه انتهاك للقانون الدولي.
ووصف بوتين الهجوم بأنه اعتداء ضد دولة ذات سيادة طبقا لتصريحات متحدثه التي نقلتها وسائل الاعلام الرسمية.
وينظر إلي الهجوم الصاروخي علي إنه أول هجوم أمريكي متعمد علي القوات السورية, تحت قيادة الرئيس الامريكي دونالد ترامب, الذي قال سابقا إنه سيحاول دعم التعاون مع روسيا في سورية.
ومن جهة أخري. أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء/ سانا/ الأمس بأن تسعة مدنيين, بينهم أربعة أطفال, لقوا حتفهم جراء سقوط عدد من الصواريخ, التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية فجر أمس, علي منازل المواطنين في عدد من القري بريف حمص الجنوبي الشرقي.
وترتفع بذلك حصيلة القتلي جراء الهجوم الأمريكي إلي15 شخصا, بينهم ستة عسكريين, بالإضافة إلي13 مصابا, ضمنهم ستة عسكريين.
عالميا توالت ردود الافعال المؤيدة والمعارضة للهجوم الامريكي علي سوريا ففي طهران أدانت إيران, الحليفة الاخري لسوريا الضربة الامريكية واتهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف الولايات المتحدة باستخدام ادعاءات كاذبة, وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي صرح بأن الضربة ستساعد المجموعات الإرهابية التي هي في طور الانحسار, وستزيد من تعقيد الوضع في سوريا والمنطقة.
وفي بكين دعت الصين إلي تفادي أي تدهور جديد للوضع في سوريا منددة باستخدام أي بلد أسلحة كيميائية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا شويينج نعارض استخدام أسلحة كيميائية من قبل أي بلد أو منظمة أو فرد, وأيا كانت الظروف والهدف, كما طالبت بتحقيق مستقل وتام, معتبرة أننا بحاجة إلي أدلة لا يمكن دحضها.
ومن جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش أمس الي ضبط النفس لتجنب أي عمل من شأنه أن يعمق معاناة الشعب السوري مشيرا الي عدم وجود وسيلة أخري لإنهاء هذا النزاع سوي الحل السياسي.
وفي برلين أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل عن دعمهما أمس للضربة الامريكية وحملا الرئيس السوري بشار الاسد المسئولية الكاملة عنها لاتهامه بانه استخدم اسلحة كيميائية وأن هذا الأمر لا يمكن ان يمر دون عقاب.
وفي انقرة: رحب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالضربة الامريكية وقال في انطاكية القريبة من الحدود مع سوريا ارحب بهذه الخطوة الايجابية لكن هل هي كافية؟ لا اعتقد انها كذلك. كما دعا ابراهيم كالين, المتحدث باسمه الي ضرورة فرض منطقة حظر جوي ومناطق آمنة في سوريا بدون تاخير.
ومن جانبها اكدت الرياض التأييد الكامل للعمليات العسكرية الأمريكية علي أهداف عسكرية في سوريا, محملة النظام السوري مسئولية تعرض سوريا لهذه العمليات العسكرية. ووصفت قرار ترامب بالشجاع.