صعّدت أمريكا من لهجة العنف إزاء الأزمة السورية بتوعدها بعمل عسكري إضافي إثر الهجوم الصاروخي الذي شنته على قاعدة «الشعيرات» الجوية في سوريا ردا على هجوم كيماوي تتهم واشنطندمشق بارتكابه في شمال غرب البلاد. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي قبيل اجتماع طارئ عقده مجلس الأمن مساء أمس لبحث تطورات الوضع السورى، إن بلادها أقدمت على خطوة مدروسة جدا ، مؤكدة استعداد واشنطن للمزيد ، واعتبرت أن القصف الأمريكي «مبرر تماما». وأضافت :«الولاياتالمتحدة لن تنتظر بعد اليوم أن يستخدم الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية دون عواقب ، وهذه الأيام ولّت ، وانتقلنا إلى مرحلة جديدة». وقبيل الاجتماع ، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى «ضبط النفس»، مشددا على أن الحل في سوريا لا يمكن إلا أن يكون «سياسيا» ، فيما قال ماثيو رايكروفت السفير البريطاني لدى الأممالمتحدة :«لندن تدعم بالكامل تحرك واشنطن وهو رد ملائم على جريمة خان شيخون المشينة ، فهي جريمة حرب. ومن جانبه ، أعرب السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر عن أمله في تغيير يساعد على إحياء المفاوضات السياسية» ، فيما أدانت بوليفيا التى دعت للجلسة الطارئة، الهجوم الأمريكي الصاروخي على»الشعيرات» ، وقال سفيرها لدى الأممالمتحدة ساشا سيرجيو لورنتي سوليز :»ما كنا نريده هو تحقيق مستقل بشأن الهجوم الكيماوى المحتمل في محافظة إدلب السورية». كما اتهم مندوب روسيا في الأممالمتحدة فلاديمير سافرونكوف واشنطن بانتهاك القانون الدولي بشنها ضربة صاروخية في سوريا ، وقال :»الولاياتالمتحدة هاجمت أراضي سوريا ذات السيادة ، ونحن نصف هذا الهجوم بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي وعمل عدواني». كما تباينت ردود الفعل الاقليمية والدولية على الضربة الأمريكية الصاروخية، التى استهدفت قاعدة «الشعيرات «الجوية السورية، ردا على هجوم «خان شيخون» الذى اتهمت واشنطن الحكومة السورية بالمسئولية عنه. ففى موسكو، وفى أول رد فعل رسمى تجاه القصف الأمريكي، قال الرئيس فلاديمير بوتين إن «الهجوم الأمريكى على أهداف فى سوريا هو عدوان ضار بالعلاقات الروسية - الأمريكية، والمعركة المشتركة ضد الإرهاب». وأعلن ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن» الرئيس بوتين يعتبر هجمات الولاياتالمتحدة على سوريا عدوانا ضد دولة ذات سيادة، وتمثل انتهاكا للقانون الدولي، وبحجج واهية، وأنها «محاولة لتشتيت الأنظار عن سقوط ضحايا فى العراق، وستعرقل بشكل كبير إنشاء تحالف لمكافحة الإرهاب، الذى كان الرئيس الامريكى ترامب قد أعلنه خلال حملته الانتخابية«. وأضاف بيسكوف أن «الجيش السورى لا يملك أى أسلحة كيماوية»، مشيرا إلى أن «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والوكالات المتخصصة فى الأممالمتحدة تدرك حقيقة تدمير القوات المسلحة السورية جميع مخزوناتها من الأسلحة الكيميائية». وتابع: «الرئيس بوتين يعتبر، فى الوقت نفسه، أن التجاهل التام لحقائق استخدام الأسلحة الكيميائية من جانب الإرهابيين لا يزيد الأمر إلا سوءا بشكل كبير، ودون ذلك، يبدو متأزما». من جانبه، أعلن اللواء إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية تعليق الاتفاق مع واشنطن بشأن منع وقوع حوادث جوية بين طائرات البلدين فوق سوريا، بعد الضربة الصاروخية الأمريكية. وقال كوناشينكوف فى بيان «إن الطرف الروسى يعلق التفاهم مع الولاياتالمتحدة لمنع وقوع حوادث، وسلامة الطائرات خلال العمليات» التى ينفذها الطيران الروسى والأمريكى فى سوريا. وكشف كوناشينكوف عن أن تدابير ستتخذ قريبا لتعزيز نظام الدفاع المضاد للصواريخ فى سوريا. وقال «بهدف تغطية المنشآت الأكثر حساسية فى البنية التحتية السورية، ستنفذ تدابير فى أقرب وقت لتعزيز ورفع مستوى فعالية أنظمة الدفاع الجوية للقوات المسلحة السورية». فى السياق نفسه، قال سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى إن الضربة الأمريكية ضد القاعدة الجوية السورية هى عمل عدوانى مبنى على حجج واهية. وأضاف لافروف أن ما قامت به الولاياتالمتحدة فى سوريا يعيد إلى الأذهان دخولها العراق عام 2003، ودون موافقة مجلس الأمن الدولي، مما شكل خرقا واضحا وكبيرا للقوانين الدولية. وأكد أن ما قامت به الولاياتالمتحدة فى سوريا يضر بالعلاقات بين موسكووواشنطن، والتى هى أصلا متضررة، مشيرا إلى عدم سقوط ضحايا فى صفوف الروس فى سوريا. وفى بكين، دعت الخارجية الصينية إلى «تفادى أى تدهور جديد للوضع» فى سوريا بعد الضربة الصاروخية الأمريكية، منددة ب »استخدام أى بلد» أسلحة كيميائية. وفى طهران، أدانت إيران «بشدة» الضربة الأمريكية، وقال بهرام قاسمى المتحدث باسم وزارة الخارجية : «ندين أى عمل عسكرى أحادى فى سوريا». وأضاف أن الضربة الأمريكية «ستساعد المجموعات الإرهابية التى هى فى طور الانحسار وستزيد من تعقيد الوضع فى سوريا والمنطقة».