مع أولي الخطوات علي مدخل منطقة الدخيلة الجبل غرب الإسكندرية, تظهر حجم المعاناة التي يعيشها سكان المنطقة, فالروائح كريهة جدا والحشرات منتشرة في كل مكان و المياه المتراكمة لأمتار علي جوانب المنازل المتآكلة, تؤكد صدق شكواهم من غرق منازلهم في مياه الصرف الصحي بشكل شبه دائم, مما دفعهم إلي ردم الشوارع الجانبية ووضع الأحجار ليتمكنوا من دخولها. يصف أحمد الضبع, أحد الأهالي, حال المنطقة بالمزري واللا إنساني بعد أن تحولت إلي مستنقع من مياه الصرف الصحي علي حد قوله, موضحا أن محطة الصرف الصحي الموجودة بالمنطقة تتعطل بشكل متكرر وهو ما يتسبب في غرق الشوارع, كما أن الوضع يزداد سوءا في فصل الشتاء مع هطول أمطار غزيرة, ويضيف: المياه غطت مداخل المنازل وتسللت إلي الشقق السكنية في الطوابق الأرضية, متسببة في تلف الأجهزة الكهربائية والأثاث, مشيرا إلي أن عددا من الأسر اضطرت إلي ترك منازلها, ولكن أغلب الأسر محدودة الدخل وغير قادرة علي الانتقال.. ومشيرا إلي أن عددا من الطلاب قاموا بالقفز من شرفة الدور الأول ليتمكنوا من الذهاب إلي المدرسة أثناء فترة امتحانات الفصل الدراسي الأول بسبب غرق مدخل المنزل, مؤكدا أن المياه المتراكمة ساهمت في انتشار البعوض والفئران وهو ما يؤدي إلي نقل الأمراض إلي الأطفال. يقول عيسي الملاح, أحد أهالي المنطقة: محطة الصرف الصحي بالمنطقة توقفت عن العمل لفترة تزيد عن ال3 سنوات, نتيجة تعرضها للسرقة من قبل مجهولين عدة مرات في أعقاب ثورة25 يناير, موضحا أن السارقين نهبوا الأبواب الحديدية والنوافذ بالإضافة إلي الأسلاك الكهربائية الواصلة بمواتير المحطة. في المقابل, يوضح علاء يوسف, رئيس حي العجمي التابعة له المنطقة: إن الحي يعمل علي تطوير شبكة الصرف من خلال عدة مشروعات, يتم العمل علي تنفيذها بمراحل متتالية وفق جدول زمني متفق عليه. ويؤكد يوسف: الحي يعمل بأقصي طاقته لحل الأزمة وفي حال وجود أي شكاوي نتيجة تراكم المياه يتم علي الفور الدفع بسيارات الصرف لشفط المياه من شوارع المنطقة وتنظيف الشنايش.