علي الرغم من أن محافظة سوهاج تضم الكثير من المناطق الأثرية والتي تمثل جميع العصور حيث تضم بين جنباتها آثارا فرعونية ويونانية ورومانية وقبطية وإسلامية منتشرة في ربوع الإقليم إضافة إلي الكثير من الأماكن الترفيهية والجزر النيلية ذات الطبيعة الخلابة الا أنها لا تحظي بأي اهتمام يجعلها مقصدا للسائحين الأمر الذي ينعكس علي الناحية الاقتصادية بالمحافظة التي تتطلع إلي نهضة سياحية تتناسب مع إمكاناتها التاريخية والجغرافية والتي تؤدي إلي توفير الآلاف من فرص العمل لأبنائها الذين يطلبون تشجيع الاستثمار في قطاع السياحة باعتباره مخرجا من حالة الركود الذي تعاني منه المحافظة. يقول صبري عبد الرحيم موظف: من الغريب أن تظل سوهاج بعيدة عن الخريطة السياحية علي الرغم من أنها تتميز بمعالمها الأثرية التي لا يعرفها الكثيرون فعلي أرضها يوجد معبد أبيدوسبمركز البليناوهو من أهم وأجمل المعابد المصرية ومعبد رمسيس الثانيبأخميم الذي يضم تمثال ميرت آمون ابنة وزوجة رمسيس الثاني, وهو أجمل تمثال لسيدة فرعونية متوجة في التاريخ الفرعوني ومقابر الحواويش الأثرية بمركز أخميم كما تضم العديد من الأديرة القبطية مثل الدير الأبيض والدير الأحمر بمركز سوهاج وتضم أيضاالعديد من الآثار الإسلامية مثل مسجد العارف باللهومسجد الفرشوطيبمدينة سوهاج ومسجد الأمير حسن بأخميم والمسجد الصينيومسجد سيدي جلال وحمام علي بك الكبير بجرجا. ويضيف مرعي لطفي وكيل مدرسة أن سوهاج بها العديد من الأماكن الترفيهية والجزر النيلية التي لا تقل عن مثيلاتها في أي مكان آخر مثل جزيرتي الزهور وقرمان التي يمكن إقامة قرية سياحية متكاملة عليها والمخيم السياحي بالكوثر وقرية الكوثر السياحية ويتساءل لماذا لا تكون سوهاج من مناطق الجذب السياحي ليس علي مستوي الجمهورية فقط بل علي مستوي العالم كله؟ ويشير عزت الشرقاوي مدير مدرسة إلي أن قطاع السياحة في سوهاج يمثل مجالا خصبا لجذب المستثمرين للعمل في إنشاء الفنادق والمطاعم والكافتيريات السياحية والبازارات لأن سوهاج في حاجة إلي مثل هذه المشروعات التي يمثل غيابها أحد جوانب الضعف في منظومتها السياحية حيث إن الفنادق والكافتيريات والمطاعم الموجودة حاليا لا يتلاءم مستواها مع السائحين الوافدين للمحافظة. ويتساءل أحمد شكري مدرس ثانوي..لماذا لم يتم الانتهاء من إنشاء متحف سوهاج وافتتاحه بعد مرور عشرات السنين من البدء فيه وتوقف العمل في إنشائه أكثر من مرة لأسباب كثيرة مشيرا إلي أن أهالي سوهاج علقوا أحلاما كبيرة علي هذا المتحف في تنشيط السياحة بالمحافظة لما سوف يحتويه من قطع أثرية نادرة تم العثور عليها من خلال بعثات التنقيب في أرض سوهاج. يضيف خيري محمد حسن موظف أن تنشيط السياحة بالمحافظة لا يقتصر فقط علي تطوير الأماكن الأثرية وإدخال تقنيات جديدة كالصوت والضوء وغيرها وإنما يتطلب تطوير المناطق المحيطة بها وإظهارها بمظهر حضاري يجذب انتباه السائح مشيرا إلي أن المنطقة المحيطة بمعبدي أبيدوس بالبلينا ورمسيس الثاني بأخميم تفتقد إلي الكثير من المقومات وتصل إلي مستوي العشوائيات. ويطالب الدكتور حمدي سعد مدير مستشفي سوهاج الجامعي بأهمية قيام وسائل الإعلام بتسليط الضوء علي آثار سوهاج والإعلان عن المواقع السياحية بها وتقديمها للعالم بهدف تنشيط حركة السياحة بالمحافظة وذلك من خلال تقديم برامج تليفزيونية وإذاعية عن السياحة في سوهاج وقيام مراسلي الصحف بنشر موضوعات صحفية عن الكنوز الأثرية التي تزخر بها المحافظة مشيرا إلي ضرورة قيام مسئولي السياحة بوضع خطة تهدف إلي الترويج السياحي لمعالم المحافظة الأثرية والترفيهية من خلال وسائل الإعلام المختلفة. ومن جانبه أوضح الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج أن المحافظة لا تدخر جهدا في التنسيق مع كافة الجهات المعنية بالسياحة والآثار ومؤسسات المجتمع المدني لوضع الأماكن الأثرية التي تزخر بها المحافظة علي الخريطة السياحية بهدف جذب الوفود السياحية إليها مشيرا إلي قرب الانتهاء من أعمال تجهيز المتحف الذي سيضم الآلاف من القطع الأثرية من مختلف العصور تمهيدا لافتتاحه مما سيسهم في زيادة الجذب السياحي للمحافظة. وأضاف أنه تم تكليف محمود إمام رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة أخميم بتمهيد الطرق المؤدية إلي مقابر الحواويش وعمل البازارات والكافيتريات السياحية لعرض المنتجات التي تشتهر بها مدينة أخميم وخاصة المنسوجات اليدوية وإيجاد مكان بديل لموقف السيارات المجاور لمعبد رمسيس الثاني كما سيتم البدء في إنشاء طريق للربط بين منطقة أتريبس وبين الدير الأحمر والأبيض لتيسير عملية الانتقال بينهما مؤكدا أنه تم في الآونة الأخيرة زيارة العديد من الوفود السياحية من مختلف الجنسيات إلي معبد أبيدوس بالبلينا حيث أبدي السائحون إعجابهم بالمناطق الأثرية التي تحظي بها سوهاج. هذا إلي جانب جهود المحافظة في تنشيط السياحة الداخلية لطلبة المدارس والجامعات لتعريفهم بتاريخ سوهاج علي مر العصور وخاصة مدارس القري والمراكز.