رغم أن محافظة سوهاج تزخر بالعديد من المواقع الأثرية التي تعود إلي العديد من العصور التاريخية ابتداء من العصر الفرعوني مرورا بالعصر الروماني والبطلمي والقبطي وحتي العصر الإسلامي إلا أنها سقطت من خريطة السياحة ولم يسجل اي موقع بها في اجندة السياحة وتوجد عدة اسباب مجتمعة تمثل عائقا امام السياحة بسوهاج منها عدم الدعاية الإعلامية الكافية بالاضافة إلي عدم ترميمها بصفة مستمرة وعدم التنقيب عن باقي الآثار المدفونة بباطن الأرض مما يعرضها للسرقة, وفشل جميع المحافظين في جذب المستثمرين والسائحين إليها. في البداية يقول الدكتور محي الدين رشوان إن محافظة سوهاج تزخر بالعديد من الآثار وخصوصا مدينة أخميم, ومنها معبد رمسيس الثاني أحد المعابد الفرعونية الذي يحتوي علي تماثيل من عصور مختلفة, وأشهرها تمثال الأميرة ميرت آمون الذي تم اكتشافه في عام1981 ويعتبر أكبر تمثال لزوجة فرعونية, ويبلغ طوله12 مترا وبجانبه تمثالان لرمسيس الثاني, كما يضم المعبد أعمدة وبقايا جدران وأربعة آبار توجد بها مياه يرجع تاريخها إلي العصر الروماني, وكذلك مقابر الحواويش ومقابر السلاموني بالإضافة إلي منطقة أتريبس ومقابر الهجارسة, وطالب بضرورة توفير الاعتمادات المالية للكشف والتنقيب واستخراج باقي الآثار من باطن الأرض قبل سرقتها. ويقول هاني يعقوب مدرس إن سوهاج تضم العديد من الآثار الإسلامية والقبطية, ومنها الجامع العتيق, ومسجد العارف, ومسجد الأمير حسن, ومسجد الأمير محمد والجامع الصيني الذي تم انشاؤه علي يد محمد بك ومسجد الشيخ جلال, والدير الأبيض ودير الأنبا بشاي, وكنيسة أبوسيفين, ودير السيدة العذراء, ودير الشهداء, ودير مار جرجس, ودير الأنبا بسادة, ودير الملاك.. كل هذه المواقع الأثرية المميزة لم تأخذ حظها في الدعاية من قبل وزارة السياحة. ويضيف المهندس محمد علي ربيع, أن سوهاج تتعدد بها المناطق الأثرية التاريخية إضافة الي أنها تتمتع بمقومات عديدة في مجال السياحة والآثار لو أحسن استغلالها ستصبح للمحافظة مكانة متميزة علي خريطة السياحة العالمية ومنها آثار العصر الفرعوني بمنطقة أبيدوس بمركز البلينا, التي تقع علي بعد60 كيلو مترا من سوهاج, وأطلق عليها في مصر الفرعونية أسم أبجوا أو أبدو وفي اليونانية اسم أبيدوس وهي العاصمة الدينية للإقليم الثامن, وقد قدس فيها الآله أوزير وتميز المعبد بأنه الوحيد في مصر المغطي بالكامل, وكذلك معبد ستي الأول والأوزويون, ومعبد رمسيس الثاني, ولكن يعاني مشكلات عديدة ومنها المياه الجوفية التي تهدده بالتصدعات والتآكل بالإضافة إلي كثرة الحشائش, وكذلك مدينة جرجا التي تضم مقابر ترجع إلي عصر الأسرات وأوائل الدولة القديمة والدولة الوسطي والعصر المتأخر وهي مقابر طينية مغطاة بالرمال. وتشير الدكتورة سحر وهبي أستاذة بكلية الآداب قسم الصحافة بسوهاج الي انه بالرغم من ان المحافظة تضم اكثر من40 موقعا اثريا مهما ويمكنها استقبال الاف السائحين يوميا, إلا انه لا يوجد سوي موقعين أو ثلاثة متاحة للزيارة, حيث أن عدد السائحين الذين يترددون علي المحافظة سنويا قليل جدا مؤكدة علي أن المحافظة يمكنها ان تضاهي الاقصر واسوان بآثارها, حيث انه مازالت هناك كنوز اثرية ضخمة, اما مدفونة أو مهملة, وطالبت بضرورة متابعة عمليات الكشف والتنقيب والاهتمام بعمليات الاعلان عن الاثار بصورة تجذب السياح. ومن جانبه, أكد اللواء محمود عتيق محافظ سوهاج, أن المحافظة ستشهد طفرة تنموية في جميع المجالات وخاصة القطاع السياحي نظرا لما تحتويه المحافظة من آثار لكافة العصور الفرعونية والبطلمية والرومانية والقبطية والإسلامية, مشيرا الي أن الحكومة تبذل قصاري جهدها في الاهتمام بالصعيد عامة, وخاصة سوهاج لما تتميز به من مقومات تنموية علي جميع المستويات والمجالات. رابط دائم :