في الوقت الذي تهتم فيه الدولة بقطاع السياحة باعتباره أحد مصادر الدخل القومي وأحد مصادر النقد الأجنبي نجد أن الوضع يختلف في محافظة سوهاج اختلافا تاما من حيث عدم الاهتمام بالسياحة الداخلية أو الدعاية لزيارة المناطق الأثرية من قبل الوافدين الأجانب والعرب بالرغم من وجود العديد من مقومات السياحة والتي تتمثل في وجود العديد من الآثار التي تعود للعصور المختلفة ومناطق الجذب السياحي مثل منطقة عرابة أبيدوس ومدينة أخميم الأثرية وغيرها من مناطق الجذب السياحي تستطيع المحافظة من خلالها جذب العديد من السياح العرب والأجانب بالإضافة إلي السياحة الداخلية. في البداية يقول الدكتور محمد السيد أستاذ الآثار بكلية الآداب جامعة سوهاج: إن مدينة أخميم تحتها معبد أثري كبير يفوق معبد الأقصر, ناهيك عن الآثار المدفونة والتي تنتظر الخروج إلي النور أمام سياح العالم حيث تم الكشف عن أكبر تمثال لرمسيس الثاني وزنه1000 طن بالصدفة أسفل مقابر أخميم أثناء الحفر لإنشاء مكتب بريد ومازال التمثال يقبع مكانه حتي الآن ومن قبله تم الكشف عن تمثال لميريت آمون إحدي بنات الملك رمسيس الثاني من زوجته نفرتاري.. وتوقفت أعمال التنقيب بسبب وجود هذه الآثار تحت منطقة المقابر.. وتمت إقامة مقابر بديلة لأهالي المدينة بمنطقة الحواويش.. وقام بعض الأهالي بالفعل بدفن موتاهم.. إلا أن الأمور سرعان ما عادت لنقطة الصفر عقب قيام ثورة يناير بسبب تعنت بعض الأهالي وكذلك لعدم جاهزية منطقة المقابر الجديدة.. ومطلوب حل هذه المشكلة بشكل عاجل لما يمكن أن تحدثه هذه الاكتشافات الأثرية من نقلة كبيرة لوضع سوهاج في صدارة المحافظات الأثرية. ويضيف رأفت أبو الحمد موظف أنه منذ عام1990 تم وضع حجر الأساس لإقامة متحف سوهاج الأثري وذلك لعرض كافة آثار المحافظةبه.. إلا أن العمل توقف به فجأة ثم عاد العمل مرة أخري بعد عدة سنوات ونتيجة لبعض الخلافات وارتفاع أسعار الخامات توقف مرة أخري, ثم عاد العمل.. ولم يستكمل حتي الآن.. وبسبب ذلك تم حرمان سوهاج من ملايين الدولارات التي يمكن أن تتدفق عليها نتيجة زيارة المئات من السائحين يوميا من بين الذين يترددون علي معبد أبيدوس أكبر المعابد الجنائزية.. ولذا نطالب بسرعة افتتاحه. وطالبت سوسن عبد الهادي موظفة بضرورة قيام جميع المدارس بكافة قري ومدن المحافظة بتنظيم زيارات للطلاب والطالبات إلي المناطق الأثرية بالمحافظة حيث إن معظم الطلاب لا يعرفون شيئا عن آثار سوهاج التي تفوق آثار الأقصر مما يؤكد أن المسئولين بالمحافظة غائبون تماما عن تنشيط السياحة الداخلية. وأكد إبراهيم عبود موظف ضرورة عمل ملصقات لمعالم سوهاج الأثرية بجميع المطارات والمواني لكي يتعرف العالم أجمع علي معالم سوهاج الأثرية التي أصبحت عنصرا أساسيا من موارد أي دولة. ويقول خليل مرسي موظف لم تعد السياحة الداخلية والخارجية مجرد التجوال للنزهة.. بل أصبحت تدر دخلا يساهم في تحقيق التنمية لأي دولة ومعظم الدول أصبح المورد الأساسي لها هو السياحة وحتي في الدول التي لا تملك أي مقومات لإقامة صناعة سياحة. وأوضحت سهام عبد المنعم مدرسة أن المزارات السياحية بالمحافظة متعددة سواء منطقة أبيدوس أو جزيرة قرمان أو المخيم السياحي بالكوثر والأديرة التاريخية وبرغم كل هذه المزارات إلا أنها لم تلق أي اهتمام من قبل الوافدين وذلك لعدم اهتمام المسئولين بالمحافظة بتطويرها والاهتمام بها بالإضافة إلي قيام المسئولين بإلزام الوافدين إليها بدفع رسوم عالية وخصوصا بمنطقة أبيدوس ويجب علي المسئولين بالمحافظة أن تكون الزيارة للمناطق السياحية والترفيهية لأبناء المحافظة بالمجان. وقالت حنان خلف إن سوهاج تتميز عن باقي المحافظات في الصناعة اليدوية التي تشتهر بها المحافظة.. والتي يمكن أن يقبل السائح علي شرائها ولكن للأسف تسبب عدم اهتمام المسئولين بالحرف اليدوية والحرفيين في هجرة أصحابها لها وأغلقوا ورشهم التي كانت تدر عليهم قوت يومهم بسبب ارتفاع الخامات وعدم تسويق المنتج. ومن جانبه أكد الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج أن المحافظة تسعي للانتهاء من المشروعات الأثرية التي ستقام علي أرضها من أجل توفير البنية الأساسية للسياحة, كاشفا أنه جار الانتهاء من إنشاء المتحف في أبريل من العام المقبل وافتتاح مزارات سياحية جديدة بالمحافظة للزائرين بالإضافة إلي تطوير منطقة معبد أبيدوس والذي يمثل أحد المزارات الأساسية للسائح بالمحافظة وكذلك استكمال الحفريات بالمنطقة الأثرية بأخميم بعد نقل المقابر القديمة الموجودة بالمنطقة إلي مقابر الحواويش التي يجري تطويرها وحيث تعوق المقابر عملية استكمال التنقيب. وأشار إلي نجاح المحافظة خلال الفترة السابقة في جذب عدد من الفنادق العائمة والتي تقدم خدمة فندقية متميزة للسائح داخل سوهاج ووضع المزارات الأثرية بالمحافظة علي خريطة البرامج السياحية لعدد من الشركات.