ربما كانت الأمثال الشعبية المتوارثة عبر الأجيال تعبر بصدق عن سلبيات كثيرة نعيشها و نمارسها في حياتنا اليومية دون أن ندرك بما أوتينا من وعي كيف السبيل إلي تغيير هذه السلوكيات أو تعديلها. توارثنا ممن سبقونا بعض الموروثات الثقافية ما قد يمهد الطريق إلي حياة سوية تمثلت في بعض الأمثال الشعبية مثل أن تقول إمشي عدل يحتار عدوك فيك أو من قدم السبت يلاقي الحد قدامه و هنا يرسخ الموروث الثقافي فكرة العمل كمقدمات طبيعية لحتمية الوصول إلي نتائج فعلية فمن يقدم لنفسه بأن يضع قانونا يجعله يعتدل في كل طريق يسلكه يجنب نفسه مخاطر كل من يعاديه فلا يجد له أحد من أعدائه منفذ شر يدخل إليه منه. كذلك يؤكد علي فكرة العمل الجاد فمن يقدم السبت رمزا لما يمكن أن يفعله الإنسان من عمل لابد و أن تكون نتائج عمله مؤكدة ف الحد قادم لا محالة طالما كان السبت يسبقه. ولكن هناك من المقولات والأمثال الشعبية المتوارثة خطأ مثل الرزق يحب الفهلوة وهذا قول غير صحيح سواء من قبيل المعني أو الدلالة فأصل الموروث الثقافي هنا الرزق يحب الخفية دلالة علي أهمية النشاط والحيوية في العمل بما يسبغ عليه من جدية تستوجب جلب الرزق الحلال, أما الفهلوة و التي نعاني منها كثيرا هذه الأيام و التي باتت متداخلة في كل سلوكياتنا بلا ضابط أو رابط لا تمثل أخلاقيات العمل الجاد فالرزق لا يكون مع الخداع و المكر و المداهنة إنما مع السعي و الجد و النشاط والاخلاص. وهناك قول يدعو للمذلة و الخنوع و القهر في دلالته و الكفر في معناه المباشر و لكنا نتداوله بلا وعي ذلك القول هو إذا دخلت بلد تعبد العجل فحش له هذا دون أن نفكر أنه يدعو للشرك بالله و ذلك عند الله عظيم. و في النهاية هناك إلي جانب الموروثات الثقافية المتمثلة في التقاليد المنظمة لبعض الأمور في حياتنا هناك موروث ديني متمثل فيما نزل إلينا من تشريعات سماوية تضع دستور حياة للبشر تستقيم معه كل أمور حياتنا فديننا الحنيف يلخص دستور الأخلاقيات الحياتية مثلا في القول بأن الله يأمر بالمعروف وينهي عن الفحشاء و المنكر و البغي. لعلنا نبتغي لأنفسنا ما يطيب لنا من سلوك حميد و تتطهر معه صورة الحياة فينا من دنايا الفهلوة و العشوائية المتغلغلة في نسيج مجتمعنا و تفرض وجودها بشكل سمج في كل تفاصيل التعايش اليومي. خ. ح. ا [email protected]