كيف يمكن أن يكتسب المنتج المصري الثقة في مستوي إنتاجه وكفاءته ونحن من يساهمون في القضاء علي سمعته ولست أدري سببا منطقيا لغياب الضمير في نفوسنا إلي هذه الدرجة التي تجعل كل منا يسهم بقدر ما في غش الآخر طمعا في مال أكثر لا يهم أن يكون حراما, ألا يدري من يغش في إنتاج سلعة ما أنه يغش نفسه في المقام الأول قبل غيره؟, فمن يستهلك سلعته هو أيضا يمارس حرفة الفهلوة التي باتت تتحكم في كل سلوكياتنا الحياتية ويمعن في غش غيره. وبالتالي لو دققنا النظر قليلا فيما يحدث لوجدنا أننا عندما نسيء لغيرنا فيما نقدمه من عمل سواء كان هذا العمل سلعة منتجة صناعيا أو زراعيا أو حتي عمل مهني في شتي المجالات سوف نتلقي نحن أيضا هذا السوء ونتشبع به كل بنفس القدر.. ولعمري أن من يفسد صناعته بيده طمعا في مكسب غير مشروع هو نفسه من يطعم هذا الطعام الفاسد ويمرض به وساعتها لن ينفعه ماله الحرام لعلاج ما فعله بنفسه ولعله يصطدم بطبيب انعدم فيه الضمير أو مستشفي قائم علي الاتجار بصحة البشر لا علاجهم فلا يقومون علي علاجه بالشكل السليم حتي يموت ويخسر حياته وماله بمفسدة الضمائر متبادلة المنافع هذه. ولعلك تخرج في الصباح متجها إلي عملك وأثناء سيرك بسيارتك تجد الفرامل لا وجود لها تحت قدمك وتواجه خطرا يساوي حياتك لا لشيء سوي أنك اشتريت قطعة غيار سيئة الصنع أو أن الميكانيكي مارس معك نظرية الفهلوة منعدمة الضمير وأفسد لك السيارة حتي تعود إليه مرة أخري ويصلحها بفساد آخر وفي كل مرة يزيد ماله الفاسد ليشتري به طعاما فاسدا ويدفع منه لمدرس فسد ضميره فأهمل رسالته في الفصل الدراسي وهدد طلابه بالرسوب في امتحانات الشهر ليجبرهم علي الدروس الخصوصية.. ولعلك تقابل هذا المدرس وأنت تتخبط بسيارتك ذات الفرامل الفاسدة وهو في طريقه للمدرسة فتصدمه وفي الحقيقة ما صدمه أو قتله غير فساد ضميره تماما مثل من قتله طعام فاسد أنتجه شخص آخر داهمه مرض فقتله إهمال طبي أو دواء تم التلاعب في المادة الفعالة له. أليست هناك صحوة ضمير كي نفيق من كل هذا ولا يخدع كل منا نفسه بخداعه للآخر؟ كيف لبلدنا أن يقوم من عثرته وينهض باقتصاده مع انعدام الضمائر ونظرية الفهلوة؟ لعلنا نفيق يوما يا سادة ونكتشف الحقيقة, و كيف لنا أن نغيرها بواقع من ضمير يقيم ميزان العدل في الحياة ونعرف أن كل منا لو أخلص واتقي الله فيما يعمل سينصلح حالنا وننهض من عثرتنا. وصدق الرسول الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم عندما قال: من غشنا فليس منا. خ. ح. ا [email protected]