بالتأكيد نحن في حاجة إلي وقفة حاسمة نواجه فيها أنفسنا وننزع عن وجوهنا تلك الأقنعة الفاسدة ونمحو ملامح الزيف الأخلاقي التي باتت صورتها القبيحة تفرض نفسها علي كثير من علاقات بعضنا البعض في مكيافيلية قميئة لا تعترف بغير المصلحة أساسا لكل شئ ومن أجل الغايات تستباح كل الوسائل اخلاقي منها وغير اخلاقي. استهلالي هذا لكي أؤكد أن انعدام الخلق هو أساس تخلف الشعوب فالأخلاق أساس كل شيء خاصة أن ديننا دين أخلاق وتسامح وحب في اساس ولنا في رسولنا الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم القدوة الحسنة فقد كان قرآنا يمشي علي الأرض حتي أن الله سبحانه تعالي عندما وصف نبيه الكريم محمدا في كتابه العزيز وإنك لعلي خلق عظيم, القلم:4], ويقول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم عن نفسه إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق( رواه الترمذي). وإذا كنا نعاني هذه الأيام من تردي السلوكيات بين الناس وفي المؤسسات التعليمية والإعلامية فلابد من التمسك بأسباب الخلق طوق نجاة من لجة التخلف الذي يحيط بنا جهلا ومرضا تتواري معهما أي أمة عن ركب التقدم وكما قال عبد الرحمن الكواكبي: الإرادة هي أم الأخلاق لذلك أساس نجاح إرادتنا في بناء مصرنا الجديدة هي الأخلاق لا غير وإرادة لا تستند علي خلق كأنها لم تكن وإذا كان ألبرت شويتزر يقول بأن اخلاق هي تقديس للحياة فسوفوكليس يرد عليه بألا شيء في العالم يفسد الأخلاق كالمال. وهنا تكمن الأزمة في مصر فعندما سيطر رأس المال علي كل المؤسسات التعليمية والإعلامية وحتي الحزبية وكذلك التيارات السياسية باتت له الغلبة في فرض توجهاته المغرضة والهدامة حتي أنه في أحايين كثيرة أصبح كالسوس ينخر في أساس سليم لا يتركه حتي يجعله هشا ضعيفا سرعان ما يتهاوي وسرعان ما تسقط من أثره الدول بتردي أخلاقيات شعوبها. وصدق أمير الشعراء أحمد شوقي عندما قال وإذا أصيب القوم في أخلاقهم... فأقم عليهم مأتما وعويلا وإذا تيقنا من حتمية العودة لمكارم اخلاق تذودنا بها وقودا للتقدم إلي الأمام لابد أن نعي أن فكرة العمل لا تختلف عن فكرة الخلق الذي يكون في ذاتنا قانونا خفيا ينضبط معه العمل وكما يقول برتولت بريشت في البدء يكون الخبز, ثم تكون الأخلاق. ومن هنا علينا أن نتعلم أن الخلق هو نقطة البداية لبناء شعب متحضر وقبل المدرسة علي كل أب أن يزرع في ابنه خلقا يقوم سلوكه فينضبط به باقي مشوار حياته. خ ح ا [email protected]