بعد أن خرج عياد الشهير بلقب أبو سويلم من السجن, كان عليه أن يسدد الديون التي تراكمت عليه, إضافة إلي توفير مصدر رزق له, لكن نفسه الضعيفة لم تكن ترغب في تحقيق ذلك بمعاناة وجهد, فمال مرة أخري نحو محاولة الاتجار بالمخدرات فعاد وتواصل مع أحد المصادر السرية التي تجلب الحشيش واتفق معه علي تدبير حصة له لتوزيعها. وعند اتساع دائرة نشاطه فكر في الاستعانة بأقرب الأشخاص له ويدعي عيد حتي يساعده في تجارته الرابحة وبدأ الاثنان عملهما الجاد في بيع الحشيش وتضاعفت تجارتهما بشكل ملحوظ وأدخرا جزءا من العائد المالي الناتج من طرحهما للحشيش لإيداعه في البنوك بأسماء المقربين لهما أو تشغيله في مشروعات تنموية تدر عليهم ربحا ثابتا والتظاهر أمام أقاربهما وجيرانهما أنهما يعملان في سمسرة الأراضي الزراعية والعقارية والتي ساهمت في تحولهما من الفقر للغني في فترة وجيزة. بعد وصول معلومات حول استمرار نشاطهما وتوسعه, وضعهما رجال مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء تحت المراقبة الدقيقة ورصدوا تحركاتهما وأوقات ظهورهما لتسليم بضاعتهما لزبائنهما وتم ضبطهما وبحوزتهما كميات من الحشيش الخام ماركة الملك وهاتفي محمول وتحرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء أحمد عمر مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات قد عقد اجتماعا تنسيقيا مع وكيليه اللواءين أحمد عبد الكريم ومحمد ثروت في حضور اللواء حسن عبد الرسول مساعدهم لمنطقة القناة وسيناء لفحص المعلومات الواردة إليهم بشأن وضع خطة للقبض علي عيد وعياد, حيث تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد سلامة رئيس منطقة الإسماعيلية لمكافحة المخدرات ووكيليه العقيد عصام جبر والعقيد مفيد فوزي والرائدين علي عبد النبي وإسلام حافظ والنقيب أحمد المحمدي مفتشو المنطقة ودلت تحرياتهم أن المدعو عياد الشهير بلقب أبو سويلم26 سنة عاطل- ينتمي لأصول بدوية سييء السمعة سبق دخوله السجن في قضية مخدرات وخرج من محبسه بعد إنتهاء الحكم في شهر ديسمبر الماضي. وأضافت التحريات أن أبو سويلم فضل أن يعود لعالم الكيف من أوسع أبوابه بعد أن حرم من العائد المالي الوفير الناتج عنه طوال فترة وجوده خلف القضبان الحديدية وحدد المصدر الذي يتعامل معه من عصابات التهريب الدولية التي تجلب الحشيش من الخارج, وأشارت التحريات إلي أن المتهم استعان بزميله عيد الشهير بلقب اللباد27 سنة عاطل- سيئ السمعة يسكن في ذات المكان لكي يعاونه في تجارته وأغراه بمنحه عائد مالي ثابت مقابل الصفقات التي يستخدمها ويطرحها للبيع في سوق المخدرات ولم يعترض صديقه علي أن يكون ساعده الأيمن في هذه التجارة وصارت أحوال الاثنين علي ما يرام وانتفخت جيوبهما بالمال الحرام وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط تاجر الكيف. أعد مفتشو مكتب مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط المنطقة التي يسكن فيها المتهمان وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليهما بعد غروب الشمس ونصبوا كردونا حول الموقع الذي ينتظر فيه أحد عملائهما لتسليمه البضاعة الموجودة بحوزتهما من طرب الحشيش الخام وتم ضبطهما دون مقاومة من هول الصدمة التي تعرضا لها وتم اقتيادهما وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترفا تفصيليا بالاتجار في الحشيش للتربح من ورائه وبعرضهما علي أسامة مندور مدير النيابة العامة باشر التحقيق معهما تحت إشراف كمال الشناوي رئيس نيابة مركز الإسماعيلية.