نشأ سويلم الشهير بلقب مبروك وسط قبيلة بدوية يتمتع كبارها وشبابها بحسن السيرة والسمعة الطيبة ويرفضون دائما من يسيء إليهم من بينهم ويلفظونه, هكذا فعلوا معه وقت أن انحرف واتجه للاتجار في المواد المخدرة وجلبها من مصادرها السرية من داخل محافظتي شمال وجنوب سيناء الذين أمدوه بالكميات الوفيرة من نبات البانجو الذي يقوم بتهريبه بمساعدة آخرين عن طريق نفق الشهيد أحمد حمدي والمعابر المائية المطلة علي المجري الملاحي لقناة السويس لتخزينه بمزرعته التي يمتلكها تمهيدا لبيعه. ولم يضع مبروك في مخيلته أن يقع في قبضة الأجهزة الأمنية للتحصينات التي شيدها حول منزله الذي يقع في منطقة نائية من الصعب علي أي فرد أو جماعة الوصول إليه بسهولة حيث يخفي بضاعته داخل حظيرة المواشي فضلا عن وضع البعض منها في مخازن سرية مدفونة في باطن الأرض. وكان اللواء أحمد الخولي مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات قد عقد اجتماعا مع وكيليه اللواءين حاتم مطر وأحمد عمر في حضور اللواء محمد ثروت مساعدهم لمنطقة القناة وسيناء لفحص المعلومات الواردة إليهم بشأن وجود بؤر إجرامية يزاول من خلالها تجار الكيف الكبار نشاطهم في بيع المواد المخدرة بالجملة ويتردد عليها الراغبون في الشراء منهم سواء بائعي أصنافها المختلفة بنظام القطاعي أو المدمنين للحصول علي احتياجاتهم من المخدرات وكيفية ملاحقة الجناة وضبطهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة للقصاص منهم. تم تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء محمد فهمي رئيس منطقة الإسماعيلية لمكافحة المخدرات ضم وكيله العميد محمد سلامة والعقداء وجيه دعبس وعصام جبر ومفيد فوزي وحافظ مهران والمقدم علي عبد النبي مفتشو المنطقة. ودلت تحرياتهم أن المدعو سويلم الشهير بلقب مبروك35 سنة صاحب مزرعة يسكن في منطقة سامي سعد علي الحدود ما بين محافظتي الإسماعيلية والشرقية له معلومات بالمنطقة سبق اتهامه في قضيتي مخدرات يمتلك قطعة أرض يقوم بزراعتها بالفاكهة والخضروات ويتخذها ستارا لإخفاء تجارته المحرمة. وأشارت التحريات إلي أنه اتفق مع مصادره السرية في شمال وجنوب سيناء لإرسال كمية من النبات البانجو لحاجته الملحة لتسليم صفقة للبعض من زبائنه وبالفعل لبوا مطلبه واستلم البضاعة وقام بتخزينها تمهيدا لبيعها مع بداية العام الجديد. وبعرض التحريات علي النيابة العامة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد مفتشو مكتب مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء الخطة المناسبة التي تساعدهم لاستهدافه وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه بصحبة مجموعات قتالية من الأمن المركزي ونصبوا كردونا أمنيا حول مزرعته وتم مداهمتها أثناء وجوده بداخلها مع أولاده وبتفتيشه عثر علي النبات المخدر موضوع في أماكن سرية وبلغت الكمية المضبوطة ربع طن من البانجو دفعة واحدة بخلاف الأفيون ووقتها أصيب بصدمة من هول المفاجأة والدقة في مداهمته والوصول للبضاعة التي يخفيها واستخراجها. تم اقتياده وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف بحيازته للمضبوطات بقصد الاتجار فيها والتربح من وراءها وتحرر المحضر اللازم بأقواله وبعرضه علي إسلام العرابي وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف نبيل عباس رئيس نيابة أبو صوير الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.