لم يقتنع محمد بامتلاكه لورشة حداده يعمل من خلالها وتدر عليه ربحا لا بأس به يعينه وأسرته أن يعيش حياة كريمة لكن الشيطان زين له كيفية الحصول علي المال بأسهل الطرق وذلك عن طريق الاتجار في نبات البانجو وبالفعل بدأ نشاطه في العامين الأخيرين عندما تعرف علي مزارع صديق له واتفق معه علي جلب هذا المخدر من مصادر سرية وبيعه بالجملة ونجح في تحقيق ما يصبو إليه وأصبح من المشهورين في تجارته الكل يقصده لكي يشتري بضاعته بأسعار أقل من السوق وتضخمت ثروته بعد أن ترك مهنته الأصلية واعتبرها ستارا حتي لا يظن أحد من أقاربه أو جيرانه في عمله الغير مشروع حتي سقط في قبضة رجال مباحث الإسماعيلية متلبسا بصحبه شريكه وبحوزتهما لفافات كبيرة من البانجو وأحيلا المتهمين للنيابة التي باشرت التحقيق معهما. وكان اللواء محمد عيد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعه الدوري التنسيقي مع اللواء محمد عناني نائبه واللواء هشام الشافعي مدير إدارة البحث الجنائي لاستعراض الظواهر الإجرامية وكيفية القضاء عليها وفي مقدمتها ترويج المواد المخدرة بمختلف أصنافها وبالتحديد البانجو الذي نشط سوقها بشكل لافت للنظر. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد ممدوح حامد رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد طارق الطحاوي وكيل إدارة البحث والمقدم أحمد فاروق مفتش المباحث الجنائية والرائد عمرو الجوهري رئيس مباحث القنطرة غرب ودلت التحريات أن المتهم محمد25 سنة يسكن في منطقة أبو طفيلة ويمتلك ورشة حداده صغيرة ليس له أي سجل إجرامي لكن سمعته سيئة تعرف علي عبد الحميد26 سنة مزارع- سبق اتهامه في ثلاث قضايا وصادر ضده أحكام جنائية واتفق الاثنان منذ فترة طويلة علي جلب المخدرات من شمال سيناء ومناطق في الكيلو11 والشيخ سليم وعقدا صفقات متعددة مع تجار الجملة, وأضافت التحريات أن محمد صاحب ورشة الحدادة العقل المخطط لعمليات الجلب وترويج البانجو هو الذي يمنح صديقه المزارع المال مع كل صفقة ناجحة يحققها لتحفيزه علي مواصلة العمل معه وأنه يستخدم دراجة بخارية في تنقلاته, وأشارت التحريات إلي أن المتهمين رفضا ضم أي عنصر جديد لهما لقدرتهما علي الاتجار من حيث جمع نبات البانجو من المصادر السرية بمبلغ لا يقل عن200 جنيه للكيلو الواحد ويعيدوا طرحه من جديد بسعر800 جنيه للكيلو, وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهمين وأعد النقيبان محمد الرخاوي وأحمد قاعود معاونا مباحث مركز القنطرة غرب خطة أمنية محكمة بدعم ومساندة رجال الشرطة السريين للقبض علي تجار الكيف حيث تنكرا في زي أولاد البلد واستعانا بسيارة أجرة وقاما بنصب كمين للجناة علي مقربة من مدرسة الزراعة بالمنطقة رقم5 وعند مشاهدتهم لهما يستقلا دراجة بخارية تم مداهمتهم والإمساك بهم وبحوزتهم10 كيلو جرام من البانجو في لفافتين كبيرتين ومبلغ من المال وهاتفين محمول وباقتيادهما لغرفة التحقيقات وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترفا بحيازتهما نبات البانجو بقصد الاتجار فيه تحرر المحضر اللازم لهما وبإحالتهما إلي أحمد راشد مدير نيابة القنطرة أمر بحبسهما أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهما في الميعاد.