ارتبط البربري بصديق له حصل علي دبلوم فني, وكان الاثنان يبحثان عن عمل شريف يوفر حياة كريمة لهما, وفي سبيل ذلك طرقا العديد من الأبواب في القطاع الحكومي, ولم يجدا ضالتهما وراحا يترددان علي المقاهي والكازينوهات السياحية, لقتل وقت فراغهما, ومع ضيق ذات اليد, لعب الشيطان برأسيهما وأصبحا من تجار الكيف المشهورين, حيث استأجرا سيارة لهذا الغرض واشتهرا ب الوكر المتحرك, وانتعشت ثروتهما المالية, حتي تمكن رجال مباحث الإسماعيلية من القبض عليهما متلبسين وبحوزتهما كمية من نبات البانجو المخدر, وحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق. كان اللواء محمد عيد, مدير أمن الإسماعيلية, قد تلقي إخطارا من اللواء هشام الشافعي مدير إدارة البحث الجنائي, يفيد بقيام شخصين بترويج المخدرات بأحياء المحافظة الثلاثة, في ظاهرة خطيرة تستوجب ملاحقتها والقضاء عليها. علي الفور, تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد خالد فوزي, رئيس مباحث الإسماعيلية, ضم العقيد طارق الطحاوي وكيل إدارة البحث, والرائد أحمد الشناوي رئيس مباحث قسم أول.. ودلت تحرياتهم علي أن المتهم الأول يدعي إسلام البربري(26 سنة( عاطل, يسكن في منطقة علي عيد, ليس له كارت إجرامي, تعرف علي صديقه محمد محمود(22 سنة( عاطل, مقيم في المكان نفسه وأصبح الاثنان لا يفترقان عن بعضهما البعض, ووجدا في الاتجار بالمواد المخدرة ملاذا لتحقيق الثراء. وأضافت التحريات أن المتهم الأول شجع الثاني علي التوسع في نشاطهما, وذلك باستئجار سيارة ملاكي لتوزيع البانجو من خلالها علي المدمنين الذين يقومون بالاتصال بهما هاتفيا لتحديد مكان تسلم حاجتهم من نبات البانجو نظير مبالغ مالية تتراوح ما بين20 و60 جنيها للفافة الواحدة, وهذا السعر حقق الرواج لهما, لأنه في متناول يد الشباب المدمن. وأشارت التحريات إلي أن المتهمين علي علاقة وثيقة بعدد من التجار الذين ينتمون لأصول بدوية ويمدونهما بسلعتهم الفاسدة في أي وقت وبالكمية التي يحتاجانها, نظرا للثقة التي نشأت بينهم, من حيث الالتزام بسداد المال فور الحصول علي لفافات البانجو بالأحجام المختلفة. وبعرض التحريات علي النيابة, تم استصدار إذن لضبط المتهمين وأعد النقباء محمد عبدالله وأمير الألفي وهشام محمد الشافعي معاونو قسم أول خطة أمنية محكمة للإمساك بهما, اعتمدت علي نشر أكمنة ثابتة ومتحركة في الأماكن التي يترددان عليها بسياراتهما, حتي وصلت إليهم معلومة عن وجودهما في منطقة المحطة الجديدة. وحاول البربري وصديقه محمد الفرار لكنهما فشلا وألقي القبض عليهما, وبتفتيش سياراتهما عثر علي لفافات كبيرة من البانجو المخدر, وباقتيادهما لغرفة التحقيقات, اعترفا بحيازة المضبوطات من أجل الاتجار.. وبإحالتهما إلي أحمد حجازي, وكيل النيابة العامة, تحت إشراف محمد صادق مدير نيابة أول, أمر بحبسهما4 أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهما في الميعاد.