لم يحسب جودة أن رجال مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء قد وضعوه تحت المراقبة الدقيقة ورصدوا تحركاته وشريكه حتي أوقات عبورهما للمجري المائي للقناة والأشخاص الذين يتعاملون معهما حتي نجحوا في القبض علي الشريك الثاني متلبسا وبحوزته ربع طن من النبات المخدر داخل سيارة بدون لوحات معدنية فيما هرب جودة لجهة غير معلومة وتحرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق. ظن المتهم كرم الشهير بلقب جودة الاتجار بالبانجو سيحقق له حلم الثراء السريع فراح يبحث عن المصادر التي توفره له ووجدها شرق قناة السويس لدي أحد الأشخاص الذي ينتمي لأصول بدوية يقوم بجلبه من صحراء جنوبسيناء ويضعه في مخازن سرية وينتظر زبائنه لتسليم البضاعة ويحصل علي عائدها ويساعدهم في نقلها للوادي عبر المجري الملاحي للقناة باستخدام الشاحنات والسيارات النقل. اتفق جودة مع مصدر منهم علي أن يكون ذراعه الأيمن في توريد البانجو له وبدأ بالفعل نشاطه الآثم قبل عدة أشهر مستعينا بصديق له يعاونه في نقله من مكان وجوده في قرية العبور للضفة الغربية من القناة واستمر الصديقان في نشاطهما حتي فاحت رائحتهما. كان اللواء أحمد عمر مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات قد عقد اجتماعا تنسيقيا مع وكيليه اللواءين أحمد عبد الكريم ومحمد ثروت في حضور اللواء حسن عبد الرسول مساعدهم لمنطقة القناة وسيناء لفحص المعلومات الواردة إليهم باستمرار البعض في جلب المخدرات من شرق القناة رغم المراقبة الدقيقة. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد سلامة رئيس منطقة الإسماعيلية لمكافحة المخدرات ووكيليه العقيد عصام جبر والعقيد مفيد فوزي والرائدين علي عبد النبي وإسلام حافظ والنقيب أحمد المحمدي مفتشي المنطقة ودلت تحرياتهم علي أن المدعو كرم الشهير بلقب جودة33 سنة عاطل مقيم في أبو سلطان سيئ السمعة ينتمي لأسرة ليس بينها أي فرد لديه سجل جنائي ويستعين بصديقه أحمد الشهير بلقب بهلول23 سنة عاطل يسكن في منشية السلام الجديدة مركز فايد للعمل معه واتفقا مع بعض المصادر السرية في شرق قناة السويس لتوفير البانجو لهما تمهيدا لتهريبه عبر المجري الملاحي للقناة بطرقهما الخاصة. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهمين وأعد مفتشو مكتب مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط المنطقة التي يقومان بجمع لفافات البانجو منها ووضعها في شاحنات نقل تمهيدا لتهريبها للوادي وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا لهما تحت جنح الظلام الدامس بصحبة مجموعات قتالية من الأمن المركزي وكلاب الحراسة المدربة ووجدوا سيارة ربع نقل بدون لوحات معدنية وأجبرهما علي التوقف بعد تحذير قائدها الذي فر هاربا وسط الزراعات فيما سقط صديقه الثاني بهلول وبتفتيش المركبة وجد بها ربع طن من لفافات البانجو السيناوي وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وأدلي باعترافات كاملة منها الأماكن التي يتردد عليها زميله الهارب وأنكر صلته بالمضبوطات التي أقر أنها تخص صديقه الذي فر من مسرح الجريمة لجهة غير معلومة وبعرضه علي أحمد حافظ رئيس نيابة القنطرة باشر التحقيق معه وأمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق وسرعة القبض علي شريكه.