اشتهر كريم بلقب سوسن فقد نشأ مدللا داخل أسرته منذ صغره وعندما اشتد عوده فشل في دراسته واتجه للبحث عن حرفة تدر ربحا ماليا عليه ولم يجد في بادئ الأمر من يعمل لديه وشعر بالإحباط. وظل لفترات جليسا بمسكنه يعتمد علي والديه دون غيرهما حتي تعرف علي بعض أصدقاء السوء الذين دعوه لمرافقتهم والسهر معهم لتعاطي المواد المخدرة وبعد فترة أدمنها وأصبح لا يستطيع الإقلاع عنها ونظرا لحاجته الملحة للسيولة المادية لجأ للاتجار فيها بعد أن تعرف علي المصادر السرية الذين ينتموا لأصول بدوية ونجح كسب ثقتهم للحصول علي نبات البانجو لإعادة بيعه بنظامي الجملة والقطاعي لزبائنه وعلي مدار الثلاث سنوات الأخيرة انتعشت تجارته ولم يبال بنصائح الجيران في الكف عن مزاولته لهذا النشاط الآثم وراح يدعو شقيقه الأصغر الطالب بالتعليم الفني لكي يساعده لتغطية احتياجات عملائه الوافدين من مختلف المحافظات المجاورة وحقق من ورائهم أرباحا مادية لا بأس بها بدلت أحواله المعيشية للأفضل وصار ينفق ببزخ علي ملذاته الشخصية وادخر جزء من المال لغسيله في إقامة مشروعات صغيرة ووصل عمله الإجرامي الذي لم يراع فيه إلا الكسب المادي بأي وسيلة ممكنة ضاربا بعرض الحائط بتدمير قطاع ليس بالقليل من الشباب المدمنين لهذا الصنف ونظرا لخطورته وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوبين الإمساك بهم لإسهامه بدرجة كبيرة في إغراق أسواق منطقة القناة بالبانجو وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية من رصد تحركاته والأشخاص الذين يترددون عليه حتي تم استهدافه مع أخيه الأصغر وعثر بحوزتهما علي لفافات كبيرة من النبات المخدر معدة للبيع وتحرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق. كان اللواء مصطفي سلامة مدير أمن الإسماعيلية عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لفحص ودراسة المعلومات الواردة حول وجود بؤر يطرح من خلالها المواد المخدرة للمدمنين من الجنسين والتي تتسبب في دفعهم لارتكاب جرائم القتل والسرقة بالإكراه والخطف والتحرش. وتم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد طارق الطحاوي رئيس فرع شمال والرائد محمود سرايا رئيس مباحث القنطرة شرق ومعاونيه النقباء أحمد قاعود وإقدام عامر ومحمود مغربي ودلت التحريات أن المتهم كريم الشهير بلقب سوسن 27 سنة عاطل منذ وفاة والده تغير سلوكه وتحول للإجرام هدفه التمرد علي حياة الفقر التي يعيشها مع عائلته للبحث عن الثراء ولم يجد أمامه سوي مزاولة الاتجار بالمواد المخدرة لأنها الأسرع والأسهل في ترويجها للراغبين في شراءها وهم كثر وأضافت التحريات أن المتهم لم يراع توسلات أسرته وجيرانه للابتعاد عن مزاولة نشاط ترويج البانجو خشية أن يزج به خلف الأسوار الحديدية وواصل عمله غير المشروع وأغري شقيقه محمد 18 سنة طالب بالتعليم الفني في أن يكون ساعده الأيمن يسلمه البضاعة عند وصولها إليه من مصادره السرية لمنحها لعملائه حسب الطلب وبسعر لا يقل عن ألف و200 جنيه للكيلو الواحد نظرا لجودة النبات المخدر عن مثيله. وأشارت التحريات إلي أن محمود الشهير بلقب سوسن بات من التجار الكبار الذي يتوافد عليه الزبائن لرغبتهم في شراء البانجو بأي كمية يريدونها وقدرته علي مساعدتهم لتهريبه عن طريق المجري الملاحي لقناة السويس بوسائل تمويه يجيدها وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وشقيقه وأعد رئيس مباحث مركز القنطرة شرق ومعاونوه خطة أمنية محكمة اعتمدت علي مراقبة المتهمان جيدا والأماكن التي يقضيا أوقاتهما فيها وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليهما بعد أن وصلت معلومة إليهم باستقلالهما دراجة نارية توك توك علي طريق العريش الدولي وقاموا بتثبيتهما وبتفتيشهما عثروا معهما علي لفافات كبيرة من البانجو وتم اقتيادهما وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهتهما بما أسفرت عنه واقعة الضبط والتحريات اعترفا بالاتجار في المواد المخدرة وبعرضهما علي محمد صلاح وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معهما تحت إشراف أحمد أمين مدير نيابة القنطرة الذي أمر بحبسهما أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهما في الميعاد وسرعة ضبط المصادر السرية التي يتعاملا معها لجلب النبات المخدر.