انقلبت أحوال أحمد الشهير بلقب ميدو بعد وفاة والده وعقب انتهاء حصوله علي الدبلوم الفني عندما تعرف علي أصدقاء السوء الذين تعلم علي أيديهم تعاطي المواد المخدرة بمختلف أصنافها خلال جلوسه معهم حتي الساعات الأولي من الصباح. وبدأت أقدام الشاب تدق أبواب الإجرام التي انفتحت له بعد أن اتجه للاتجار في المواد المخدرة وتخصص في ترويج الحشيش الخام الذي يجلبه من مصادر سرية بمنطقة الكيلو11 لإعادة بيعه في محيط محل إقامته وخلال السنوات الأخيرة ذاع صيته وانتفخت جيوبه بالمال الحرام واعتقد أن الأمور من حوله تسير علي ما يرام لا يستطيع أحد الاقتراب منه يفعل كيفما شاء لا يعنيه نظرات المقربين إليه وجيرانه الذين تضرروا من تصرفاته عندما يجلس علي قارعة الطريق ينتظر زبائنه ليمنحهم بضاعته حسب الطلب.. وفي ظل الشهرة التي اكتسبها والمال الوفير الذي تجمع بين يديه فكر في الزواج بالرغم من صغر سنه وارتبط بإحدي الفتيات التي لم تكن تعلم شيئا عن نشاطه الآثم وعاش معها حياة رغدة يصرف عليها ببذخ من عائد المخدرات الذي يتضاعف مع اتساع دائرة تعاملاته التي لم تتوقف علي محيط سكنه وإنما امتدت لأماكن أخري ووسط ارتفاع أسهمه بين نظرائه من تجار الكيف نصحه أحد الأشخاص بالتوقف عن ترويج المخدرات لكي لا يقع في قبضة الأجهزة الأمنية بعد أن كثر أعداؤه إلا أنه لم يعره اهتماما وواصل تعاملاته غير المشروعة في طرح الحشيش الخام في شهر رمضان غير عابئ بحرمته. ونظرا لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة استهدافهم للشكاوي المتعددة من المواطنين نحوه وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية عقب مجهودات مضنية من البحث والتحري من إلقاء القبض عليه متلبسا وبحوزته كميات من مخدر الحشيش وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير ادارة البحث الجنائي لبحث ودراسة المعلومات المتوافرة لديهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتردد عليها المدمنون للحصول علي احتياجاتهم من المواد المخدرة. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمود فاروق رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدمين حسام حسن مفتش المباحث الجنائية وأحمد محيي رئيس العمليات ضم الرائد فهمي عبدالصمد رئيس مباحث أبوصوير ومعاونيه محمد سالم وعبدالله العادلي ومحمد فؤاد ومحمد سليم ودلت تحرياتهم أن أحمد الشهير بلقب ميدو23 سنة عاطل سييء السمعة سبق اتهامه في قضية مخدرات يرتبط بعلاقة وطيدة مع حسن الشهير بلقب تونة الذي سقط قبل أسابيع متهما بترويج المخدرات وأضافت التحريات أن ميدو لم يتعظ من دخول أقرب أصدقائه للسجن ويمتنع عن بيع الحشيش إلا أن المال الحرام أعمي بصيرته. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط ميدو وأعد ضباط المباحث خطة محكمة لمراقبته بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر تم استهدافه والإمساك به دون أي مقاومة واصطحابه وهوفي حالة من الذهول بغرفة التحقيقات ووسط حراسة أمنية مشددة وفرحة غامرة من جيرانه لسقوطه متهما في قضية مخدرات وبتفتيشه عثر معه علي كميات من الحشيش واعترف بحيازتها بقصد الاتجار فيها وبعرضه علي محمد عبد الهادي وكيل النيابة العامة باشر التحقيقات معه تحت إشراف محمد أبوطه رئيس نيابة مركز أبوصوير الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.