ذكرني التقرير الذي نشر في الأهرام المسائي قبل أيام بعنوان كرة القدم المصرية تسبح في بحر من الفساد للدكتور سعد أحمد شلبي أستاذ الاقتصاد والتسويق الرياضي بالمرافعة الشهيرة للممثل الراحل العبقري أحمد زكي في فيلم ضد الحكومة للمخرج عاطف الطيب.. حين صرخ في أرجاء المحكمة وجلل أذان السامعين وهو يقول: كلنا فاسدون.. كلنا فاسدون. لا أخفيكم أنني شعرت بحالة من الضبابية لم أستيقظ منها إلا وأنا أشاهد تقريرا مصورا عن ديون الأندية السعودية التي تجاوزت5 مليارات جنيه مصري( نعم الرقم صحيح) ربعها فقد علي نادي الاتحاد الذي يلعب بين صفوفه محمود كهربا.. أما المشاكل والقضايا الموجودة أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا فقد تخطت120 قضية! ماذا لو كانت هذه الأرقام المفجعة موجودة في رياضتنا؟ ماذا لو اكتشفوا أن مداخيل تجاوزت50 مليون ريال(250 مليون جنيه مصري) لم يتم تسجيلها ضمن الأوراق الرسمية لأحد الأندية؟! كيف سيعالج إعلامنا المفتوح علي البحري هذه القضايا؟.. هل سيتوقف الأمر عند البحر.. أم سنلجأ إلي لغة أخري تصل إلي المحيطات والكواكب الأخري! مهلا يا دكتور سعد.. الصورة ليست بهذا السواد, والأرقام التي ذكرتها تسبح كلها في العموميات وتغرقنا في تفاصيل لم نشعر في نهايتها بوقائع محددة للفساد, صحيح أنك ونحن أيضا نستمتع بجلد الذات.. لكن ستبقي في رياضتنا حاجات كثيرة حلوة لا يشعر بها إلا من يشاهد المشهد من بعيد. في كل الأحوال وجدتني مشدودا لسماع كلمات طيب الذكر أحمد زكي وهو يجلل أرجاء المحكمة: أنا ابن هذه المرحلة والمراحل التي سبقتها تاجرت في كل شيء.. في القانون والأخلاق والشرف لا أنكر شيئا ومستعد للحساب وتحمل المسئولية لا أستثني أحدا حتي بالصمت العاجز إلي آخر الكلام.. المهم أن تكون لدينا الشجاعة فعلا لتحمل المسئولية.. لأننا لسنا أبناء العجز والإهمال والتردي.. ولا يمكن أن نختم كلامنا كما فعل أحمد زكي ونقول: أغيثونا.. أغيثونا!