أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي حرص مصر علي تعزيز العلاقات مع فرنسا ومواصلة العمل علي تطويرها وتنميتها علي جميع الأصعدة, خاصة علي مستوي العلاقات البرلمانية بين البلدين بما يسهم في تعزيز التواصل علي المستويين الرسمي والشعبي, ويعزز من تنسيق المواقف حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس السيسي أمس مع وفد مجموعة الصداقة الفرنسية المصرية بمجلس الشيوخ الفرنسي, برئاسة كاترين موران رئيسة لجنة الثقافة والتعليم والإعلام بمجلس الشيوخ الفرنسي, وبحضور السفير الفرنسي بالقاهرة. وأشاد الرئيس, بجهود مجموعة الصداقة الفرنسية- المصرية في تعزيز العلاقات الثنائية والدفع قدما بأطر التعاون بين البلدين, مشيرا إلي ما تشهده العلاقات المصرية الفرنسية من زخم خلال السنوات الماضية ووصولها إلي مستوي الشراكة الحقيقية في مختلف المجالات. وأفاد السفير علاء يوسف المتحدث الرئاسي بأن الرئيس استعرض تطورات الأوضاع في مصر, وجهود تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والخطوات التي تم اتخاذها علي هذا الصعيد, بما في ذلك الاتفاق مع صندوق النقد الدولي, بالإضافة إلي الجهود التي تبذل لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية وتوفير مناخ داعم لها, وتنفيذ المشروعات القومية بما يتيح توفير فرص العمل وزيادة معدلات النمو الاقتصادي بهدف تحسين مستوي معيشة المواطنين بشكل ملموس. وأشار الرئيس إلي أن الشعب المصري أثبت خلال السنوات الماضية صلابة معدنه وعمقه الحضاري من حيث رفضه للإرهاب والتطرف والتمييز الديني وتمسكه بهويته الوطنية, مؤكدا أن الدولة حريصة علي تعميق مبادئ المواطنة والتسامح وقبول الآخر, وبذل أقصي الجهد من أجل تحقيق التوازن بين الحريات الأساسية وحقوق الإنسان من جانب, والحفاظ علي ما تحقق من استقرار وأمن علي الجانب الآخر. ولفت الرئيس إلي الجهود التي تقوم بها مصر علي صعيد استعادة الاستقرار وتسوية الأزمات القائمة بالمنطقة, مؤكدا ضرورة بذل مزيد من الجهد علي المستوي الدولي لمكافحة الإرهاب باعتباره خطرا مشتركا يهدد العالم بأسره, مع ضرورة تبني استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب تشمل الأبعاد الثقافية والتنموية إلي جانب التدابير الأمنية والعسكرية, فضلا عن العمل علي وقف تمويل التنظيمات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين. ومن جانبه, أكد أعضاء الوفد الفرنسي مساندة بلادهم لجهود مصر في مكافحة الإرهاب وتقديرهم لما تبذله من جهود في هذا الصدد, مشيرين إلي أهمية دور مصر في الشرق الأوسط باعتبارها قوة استقرار وسلام رئيسية بالمنطقة. وعبر الوفد الفرنسي عن تقديره الكبير لقدرة مصر علي تعزيز استقرارها وسط محيط إقليمي مضطرب, والاستمرار في ذات الوقت في الإصلاح الاقتصادي, مشيدين بالإجراءات الاقتصادية التي تم اتخاذها بهدف معالجة المشكلات المزمنة وبأسلوب يتسم بالشجاعة ومصارحة الشعب بالحقائق. كما أكد أعضاء الوفد الفرنسي مساندة بلادهم لمصر قيادة وشعبا, والاستمرار في استغلال حالة الزخم في العلاقات بين البلدين في أعقاب الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي إلي القاهرة في نوفمبر الماضي, واعتزامهم الدفع نحو مزيد من تعزيز العلاقات الثنائية, خاصة فيما يتعلق بتشجيع السياحة إلي مصر, فضلا عن تطوير مستويات التعاون الصناعي والزراعي. وعلي صعيد متصل أشاد الرئيس السيسي خلال استقباله, أمس المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر, ورئيس مجلس إدارة شركة هيرنكنيشت الألمانية لصناعة ماكينات الحفر العملاقة ومارتن هيرنكنيشت بالعلاقات المصرية الألمانية وما تشهده من دفعة قوية علي مختلف الأصعدة, لاسيما عقب زيارة المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل إلي القاهرة مطلع الشهر الجاري. وأشار الرئيس السيسي إلي حرص مصر عل مواصلة الارتقاء بالتعاون الثنائي مع ألمانيا, وخاصة في المجالات الاقتصادية والعمل علي جذب مزيد من الاستثمارات الألمانية لمصر. وأوضح السفير علاء يوسف المتحدث الرئاسي أن اللقاء تطرق إلي مستجدات العمل بمشروع حفر الأنفاق أسفل قناة السويس الذي تشارك في تنفيذه ماكينات الحفر العملاقة المصنعة من جانب شركة هيرنكنيشت الألمانية, حيث أشاد الرئيس في هذا الإطار بما أظهرته الشركة الألمانية من جدية والتزام خلال العمل بمشروعات حفر الأنفاق, والتي تسير وفقا للبرنامج الزمني المحدد. من جانبه عبر شرودرعن سعادته بزيارة مصر مجددا, وما لمسه خلال زيارته الحالية من نشاط اقتصادي وتطورات إيجابية تعكس ما تتمتع به مصر من مستقبل واعد. وأشاد شرودر بالعلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين البلدين, مستعرضا بعض المقترحات لتعزيز التعاون في مجال التدريب والتأهيل الفني للكوادر المصرية للاستفادة منها في المشروعات التي تنفذها الشركات الألمانية. وبدوره, أعرب رئيس الشركة الألمانية عن تقديره للتعاون القائم مع السلطات المصرية, مشيدا بأداء الشركات المصرية والمهندسين المصريين العاملين بالمشروعات التي تشارك في تنفيذها الشركة بمصر.