يسير العمل علي قدم وساق لإتمام مشروع طلمبات المكس الإسكاني بحي العجمي غرب الإسكندرية,لإنقاذ ما يقرب من200 أسرة من قاطني منطقة ترعة الخندق بالمكس من العيش في منطقة داهمة الخطورة من الدرجة الثانية والانتقال إلي منطقة آدمية تتوافر بها سبل الراحة. وذلك في إطار اهتمام الدولة بتطوير العشوائيات وتحسين أوضاع قاطنيها.. حيث قامت الدكتورة ليلي إسكندر, وزيرة الدولة للتطوير الحضري والعشوائيات سابقا, بوضع حجر الأساس للمشروع في أغسطس2015 وبتكلفة بلغت16 مليون جنيه, ويتضمن9 عقارات تحتوي علي215 وحدة سكنية, ومن المقرر الانتهاء من4 عمارات منها خلال شهر أبريل المقبل علي أن يتم الانتهاء منه نهائيا30 يونيو المقبل. يأتي ذلك فيما تباينت مواقف الأهالي القاطنين علي ضفاف ترعة الخندق, والذي يمتهن أغلبهم الصيد, من المشروع الإسكاني الجديد الذي سينتقلون إليه, ففي الوقت الذي اعتبره البعض منقذا لهم من الحياة في العشش داهمة الخطورة, رفض آخرونفكرة ترك منازلهم الملاصقة للخندق ولمراكبهم المتواجدة أسفل منازلهم مباشرة وهو الوضع الذي استقروا عليهلعشرات السنوات. يرفض الحاج إبراهيم, المعروف بشيخ الصيادين في المكس, قرار نقلهم, مؤكدا إنه ولد وتربي في تلك المنطقة ولايعلم موطنا له إلا علي ضفة الخندق, وهو حال معظم الأهالي, مشيرا إلي أن منازل الصيادين في المدن الساحلية علي البحر المتوسط تكون ملاصقة لمحل عملهم كما هو الحال في منطقة الخندق. ويضيف: ظل المسئولون يؤكدون للأهالي لسنوات طويلة تطوير المنطقة وإطلاق اسم فينيسيا الشرق عليها, ولكن ذهبت تلك الوعود أدراج الرياح, وفي ليلة وضحاها قرر المسئولون إزالة المنطقة ونقلهم من موقع ذي طابع تراثي ساحلي فريد في حاجة للعناية والاهتمام فقط. في المقابل, يرحب عدد من الأهالي وخاصة النساء بالنقل إلي المنطقة الجديدة, حيث إن العيش علي ضفاف الخندق تحمل الكثير من المخاطر, بسبب وجود مواسير ضخمة تابعة لشركات البترول أسفل منازلهم, وخطر النوات التي تتسبب في ارتفاع منسوب المياه, بالإضافة إلي مداخن شركة البترول التي تصب مخلفاتها في مياه الخندق وتتسبب أحيانا في اندلاع حرائق. تقول نعمة السيد, أحد الأهالي: نعاني من انتشار البلطجية ومتعاطي المخدرات, الذين يتخذون من الشاطئ مقرا لأعمالهم الإجرامية ويمارسون نفوذهم علي الأهالي ويتعرضون للفتيات, مشيرة إلي أن التلوث الذي تتعرض له الترعة دفع الأسماك إلي الهرب وأصبح الرزق قليل. وتطالب بأن تكون رسوم الإيجار للمساكن الجديدة رمزية حتي يتمكنوا من سدادها, فقيمة تأجير حجرة بمنطقة الخندق50 جنيها كل عام, حيث يؤجرها الصيادون من هيئة الثروة السمكية بأجور رمزية. من جانبه أكد علاء يوسف, رئيس حي العجمي, أنه جار العمل لإنجاز مشروع مساكن طلمبات الماكس بحي العجمي, ومن المقرر الانتهاء من عدد4 عمارات منه خلال شهر أبريل علي أن يتم الانتهاء منه نهائيا30 يونيو القادم, وذلك ضمن اهتمام الدولة وقيادتها السياسية بتطوير المناطق العشوائية في جميع أنحاء الجمهورية وتحسين معيشة قاطنيها. ويوضح يوسف أن المحافظ السابق قام بجولة تفقدية لأعمال التنفيذ في المساكن, ووجه بزيادة عدد العمالة بها لسرعة الانتهاء من أعمال التشطيبات النهائية للعقارات والوحدات السكنية, كما شدد علي المسئولين بإدارة العشوائيات بالمحافظة بضرورة متابعة سير الأعمال وحصر العمالة الموجودة بها يوميا لسرعة تسليمها لمستحقيها خلال الأشهر القليلة القادمة.