جماهير بورسعيد تحمل في قلوبها حالة من الرفض للون الاحمر عجزت محاولات الراحل سيد متولي أشهر رئيس ناد في تاريخ المصري عن القضاء عليها أو اذابتها من خلال معاهدات السلام والتعاون المشترك التي أبرمها مع الاهلي واداراته المختلفة في الفترة بين عامي2008,1979. تلك الحالة بدأت منذ خمسينيات القرن الماضي ولها سبب يراه الجيل الاول لمشجعي النادي خلال مشاركته في مسابقة الدوري الممتاز وجيها ونقلوه إلي الاجيال التالية ويعتبرونه السبب الرئيسي في خلو تاريخ المصري من احراز لقب بطولة الدوري الممتاز منذ نسختها الاولي موسم1949/1948 وإلي الان ويتمثل في السطو الاحمر علي أفضل نجوم الماضي في بورسعيد واقناعهم باللعب للاهلي.. حالة عدم حب البورسعيدية بدأت عندما نجح صالح سليم نجم وسط الاهلي في تلك الحقبة في اقناع صديقه حلمي أبوالعاطي وأبوحباجة بخلع قميص المصري واللعب للاهلي.. لكن أكتملت المشاعر مع استغلال الاهلي ما يملكه من امكانات مادية في تلك الحقبة في اغراء السيد الضظوي ثعلب الملاعب وأول مهاجم يكتب اسمه في قائمة عظماء ال100 هدف في تاريخ الدوري باللعب للاهلي نظير راتب شهري كبير لم يكن يناله في المصري. وجاء انضمام الضظوي للاهلي في الخمسينيات ليحدث صدمة وجرحا غائرا في قلوب الجماهير هناك خاصة وانه كان المعشوق الاول للشعب البورسعيدي هناك وساهم في ذلك احتفالات الاهلي عند دخول الضظوي نادي ال100 هدف وتقديمه علي انه انجاز اهلاوي وليس بورسعيديا خاصة ان النصيب الاكبر من أهداف الثعلب البورسعيدي كانت بقميص المصري وأحدث ذلك ضغينة هائلة في المدينة الباسلة والمثير ان انتصارات الاهلي في حقبة الخمسينيات تحديدا كانت ترجع لتألق5 لاعبين كانوا هم الابرز والاعلي نجومية من بينهم الثلاثي البورسعيدي حلمي أبوالمعاطي وأبوحباجة والسيد الضظوي إلي جانب صالح سليم وأحمد مكاوي ابني الاهلي. وأتت حقبة الستينيات هادئة في علاقة الناديين خاصة مع انهيار دولة الكرة في الاهلي.. ولكنها عادت لتشتعل في مطلع السبعينيات عقب قرار اتحاد الكرة بإستئناف النشاط الكروي المحلي وإقامة بطولة الدوري الممتاز بعد توقف طويل بدأ في أعقاب نكسة يونيو1967.. وقتها جرت واقعة ساهمت في احداث الفارق داخل قلوب جماهير بورسعيد بين حب وتقبل للزمالك وعدم رضا عن الاهلي وتمثلت في ترحيب محمد حسن حلمي الشهير بحلمي زامورا المسئول الاول في الزمالك باستعادة المصري لموهبته الفذة مسعد نور الذي كان يلعب ضمن صفوف الزمالك.. في المقابل أغري الاهلي محسن صالح النجم البورسعيدي الثاني في تلك الحقبة بعدم اللعب للمصري والانتقال إلي الاهلي.. وهو ما حدث ليصبح محسن صالح ثاني موهبة كروية هجومية يفقدها المصري لتسهم في صناعة انتصارات كروية عديدة للاهلي ضمن جيل التلامذة الشهير في عقد السبعينيات. وكانت مباريات الفريقين في بورسعيد خلال عقد السبعينيات بمثابة حرب مدرجات تهاجم فيها الجماهير إدارة الاهلي تحديدا برئاسة الفريق عبدالمحسن مرتجي.. وساهم فيها بخلاف واقعة خطف محسن صالح اعلان السيدة جيهان السادات قرينة رئيس الجمهورية محمد أنور السادات انتماءها كرويا للاهلي في الوقت الذي كان هناك توتر في علاقة شعب المحافظة بالقيادة السياسية بسبب مشروعات الانفتاح الاقتصادي واقامة جمارك في بورسعيد وتحرير التجارة هناك إلي جانب التأخر في تعيين محافظ للاقليم الذي لم يحز علي نفس اهتمام السادات بالبنية الانشائية له مقارنة بما فعله في الاسماعيلية أقرب محافظات مدن القناة لبورسعيد. وزادت تلك الحالة في حقبة الثمانينيات وتحديدا مع فقدان المصري لقب كأس مصر الشهير عام1984 عندما خسر امام الاهلي بثلاثة اهداف لهدف في النهائي.. وهناك اعتقاد راسخ لدي جماهير بورسعيد بالتعرض لمؤامرة تحكيمية تمثلت في اهداء علاء ميهوب لاعب وسط الاهلي هدف التعادل لفريقه في الثواني الاخيرة من تسلل واضح لينجح بعدها الاهلي في حسم اللقاء لصالحه في الوقت الاضافي ويضيع لقب مؤكد من المصري البورسعيدي في القاهرة.. وتؤمن جماهير بورسعيد بالمؤامرات كثيرا في علاقة الاهلي بناديهم.. ومن أبرز المؤامرات التي ترددت في أروقة علاقة الناديين ووجدت صدي لدي أجيال سابقة وجود أيد مؤثرة لمسئولين في الاهلي في اتخاذ اتحاد الكرة قرارا شهيرا عام1991 بإعادة محمود الجوهري المدير الفني للمصري البورسعيدي لقيادة المنتخب الوطني خلفا للالماني ديتريتش فايتسا وقبل بداية موسم1992/1991.. لضرب استقرار المصري كرويا خاصة بعد قيام الجوهري بالتعاون مع سيد متولي رئيس النادي ببناء فريق قوي للمصري ضم العديد من أبرز النجوم في تلك الحقبة. وايضا وجود أيد حمراء وراء إيقاف ابراهيم المصري أبرز نجوم الفريق وهدافه الاول في منتصف التسعينيات وقت أن كان المصري ينافس علي لقب الدوري الممتاز. وشهدت الالفية الثالثة عودة الاهلي لخطف نجوم الكرة بالمصري سواء كانوا من أبناء بورسعيد أو لاعبين أجانب.. وكتب عام2003 فتنة أخري بعد ضم الاهلي لمحمد شوقي لاعب الوسط المدافع بعد أن رفض الاخير تجديد عقده مع المصري.. ووقتها كان هو اللاعب الوحيد ببوسعيد المنضم للمنتخب الوطني وكان يحظي بمكانة هائلة في قلوب جماهير المدينة الباسلة. ثم تكرر السيناريو بعدها بعامين عندما ضم الاهلي أكوتي مانساه قلب الوسط المدافع ورغم سداد الاحمر لمليون دولار لاتمام الصفقة وموافقته علي ضم المصري للصاعد محمد عاشور الادهم الذي كان يلعب ضمن فريق الشباب بالاهلي إلا ان الصفقة أحدثت أزمة ساخنة في المدينة الباسلة وخرجت مظاهرات تهاجم سيد متولي الذي حاول تجميل صورته بضم خالد بيبو مهاجم الاهلي بعد استغناء الاخير عنه في نفس الفترة. وتزامنت الواقعة الاخيرة من الاشتباكات الي تمت بين جماهير الناديين مع دخول مسئولي الاهلي في مفاوضات مع أحد أبناء المدينة وهو محمد زيدان المحترف في بروسيا دورتموند الالماني لاقناعه باللعب لمصلحة الاهلي في الموسم المقبل وانهاء مشواره الاحترافي.. في الوقت الذي كان كامل ابوعلي رئيس النادي قد أكد انه سيعمل علي أن يكون المصري هو محطة وداع زيدان لمشواره الكروي في أوروبا بحكم انتمائه للمحافظة واقامة أسرته فيها.