أقل الخسائر عاد بها الفريق الأول لكرة القدم بالزمالك من الإسماعيلية بعد تعادله مع الإسماعيلي صفر/ صفر ليفقد نقطتين ويفرط في النقطة الرابعة علي التوالي في المباراة. التي أقيمت بين الفريقين مساء أمس في ستاد الإسماعيلية في الأسبوع رقم19 لمسابقة الدوري العام ليرتفع رصيد الزمالك إلي40 نقطة والإسماعيلي إلي35 ويحتفظ الأول بالقمة ويبقي الثاني علي آماله قائمة في المنافسة علي درع الدوري العام ولكنهما الزمالك والإسماعيلي منحا الأهلي طموحا جديدا في اللقب بعد تعادله مع المصري يوم الجمعة الماضية وفشله في كسر حاجز الست نقاط بينه والزمالك المتصدر. أجاد الإسماعيلي وهاجم بكل قوة وبدا وكأنه فريق أوروبي يهاجم من كل الجبهات ويضغط بكل لاعبيه ويؤدي كرة شاملة لا تعترف لا بالمركزية ولا بغير الواجبات الهجومية وتألق نجومه ولكن كان أكثرهم إبداعا مديره الفني عماد سليمان تماما مثل حسام حسن الذي لم يكابر ولكنه كان واقعيا.. وقبل كل هؤلاء يأتي الحكم جهاد جريشة الذي أدر المواجهة بكفاءة عالية. تقاسم الفريقان السيطرة علي الشوط الأول وسط خطورة محدودة علي المرميين وغياب شبه تام للهجمات المنظمة بإستثناء فرصة واحدة للزمالك الذي بدا الأفضل والكثر تنظيما في كل قطاعات الملعب عكس الإسماعيلي الذي وضح علي لاعبيه اللعب تحت ضغط عصبي لا مبرر له انعكس بشكل كبير علي قدراتهم في التسلم والتمرير والحركة وأداء الواجبات المزدوجة. والسبب في الفارق بين الفريقين في الجوانب الفنية لم يكن للضغط العصبي الذي بدا عليه لاعبو الإسماعيلي أكثر من الزمالك وإنما لعوامل فنية أخري متعددة أهمها طريقة اللعب الرقمية التي لعب بها كل فريق منهما ففي الوقت الذي اعتمد فيه الإسماعيلي علي الطريقة الرقمية5 3 2 فإن الزمالك. لعب ب4 3 3 وبدأ الدراويش اللقاء بتشكيل مكون من محمد فتحي, وأمامه الثلاثي حسني عبدربه وإبراهيم يحيي وعبد الله الشحات وأحمد صديق وأحمد سمير فرج, وفي وسط الملعب أحمد خيري وجون أويري وعبد الله السعيد, وفي الهجوم محمد محسن أبو جريشة وجودوين, بينما لعب الزمالك بتشكيل مكون من عبد الواحد السيد ومحمود فتح الله وعمرو الصفتي وحازم إمام ومحمد عبد الشافي, وإبراهيم صلاح وحسن مصطفي وعاشور الأدهم, وشيكابالا وحسين ياسر محمدي وأحمد جعفر. ورغم الاختلاف الشديد في طريقتي اللعب الرقمتين بين الفريقين فإن الواجبات بدت شبه واحدة للاعبين حتي في أعداد أصحاب المهارات والنجوم الذين يملكون الإمكانات الهجومية والقوة الدفاعية والقدرة علي أداء الواجبات المزدوجة ففي الإسماعيلي لا يختلف أحدعلي القدرات العالية لأحمد صديق وأحمد سمير فرج في التحول من الدفاع للهجوم والأداء في الثلث الهجومي بكفاءة عالية وصناعة مساندات مؤثرة مثل حازم إمام ومحمد عبدالشافي, والمثير أنه في الوقت الذي منح فيه عماد سليمان المرونة لحسني عبدربه ليبرو الفريق بالتقدم والزيادة فإن حسام حسن لم يبخل عليها في الزمالك علي محمود فتح الله والفارق بين المدربين تمثل في أن الزمالك لعب بثلاثة لاعبين ارتكاز كان أحدهم غالبا إبراهيم صلاح يتولي تأمين تقدم محمود فتح الله وبدا وكأنه في أوقات كثيرة قلب دفاع متقدم وليبرو لخط الوسط. وما بين عيوب الربط في الزمالك بين الثلاثي المهاجم وثلاثي الإرتكاز وما بين غياب الإنسجام في الإسماعيلي بين لاعبي الوسط ورأسي الحربة فإن الشوط الأول لم يكن به من الأحداث ما يرقي لمستوي الإثارة ولا لأهمية المباراة للفريقين في ترتيب الجدول ومسيرتهما فيها. وغابت الفرص الخطرة علي المرميين بإستثناء أشباه الفرص التي كانت معظمها من تسديدات عشوائية جاءت للتخلص من الكرة أو من ضربات ثابتة مثل التي نفذها شيكابالا في الدقيقة25 وأنقذها محمد فتحي.. أو تلك التي لعبها عبد الله السعيد في الدقيقة42 وأنقذها عبد الواحد السيد.. وما بينهما كانت هناك أربع محاولات ثلاث منهم للزمالك بدأها محمد عبد الشافي بإختراق من الناحية اليسري ولعب أرضية رائعة زاحفة شتتها حسني عبدربه بإقتدار.. والثانية إنفراد لحسين ياسر من الناحية اليسري وسدد في الشباك من الخارج بدلا من التمرير العرضي.. والثالثة تسديدة من عاشور الأدهم يمسكها بإقتدار محمد فتحي.. والفرصة الوحيدة للإسماعيلي كانت تسديدة لأحمد جعفر أمسكها علي مرتين عبد الواحد السيد بكفاءة عالية.. لينتهي الشوط الأول بالتعادل صفر/ صفر. وفي الشوط الثاني بدا الإسماعيلي في أول خمس دقائق الأكثر نشاطا رغم أن الزمالك بدأ الأحداث بهجمة أنقذها محمد فتحي.. إلا أن الكرة إرتدت سريعا علي مرمي الزمالك عندما وصلت الكرة إلي محمد محسن أبو جريشة تسلمها وحاول المرور من إبراهيم صلاح وفشل ليمرر إلي جودوين المنطلق ليشتتها الدفاع وتجد عبد الله السعيد علي بعد خطوات قليلة من خط الست ياردات يسدد بشكل سييء فوق العارضة. وتأتي الدقيقة15 ليتسلم شيكابالا الكرة في منتصف الملعب ويمرر كرة رائعة بينية لأحمد جعفر الذي ينفرد تماما بالمرمي ولكنه يسددها فوق العارضة.. ويليها حسن مصطفي في الدقيقة18 بإنطلاقة ويسدد كرة قوية يحولها محمد فتحي ببراعة لضربة ركنية. ويضطر عماد سليمان وسط ضغط الزمالك للدفع بكل أوراقه بعد إشراك عمرو السولية فيلعب محمد حمص وأحمد الجمل لتعود السيطرة شبه تامة للإسماعيلي للحد الذي سيطر لاعبوه علي الكرة بشكل تام لمدة خمس دقائق كاملة حاصروا الزمالك في وسط ملعبه وظهر تألق أحمد الجمل وقدرة محمد حمص علي القيادة في وسط الملعب وبدا الإسماعيلي قادرا علي التحرك بدون مركزية وقدم درسا رائعا في الكرة الشاملة فلم يكن يعلم أحد علي وجه الدقة مراكز اللاعبين فالكل يتحرك في المساحات الخالية دون التقيد بمراكز وجميع اللاعبين يملكون الإمكانات الرائعة للعب في كل المراكز بكفاءة عالية وبانتشار رائع غير عادي. وتتهيأ للإسماعيلي ثلاث فرص للتهديف في أقل من عشر دقائق إنتهت جميعها بتسديدات بدأها أحمد الجمل بعد عدة تمريرات وأنقذها عبد الواحد السيد والثانية من جون أويري أنقذها أيضا حارس الزمالك المتألق.. والثالثة من عبد الله السعيد تألق في إنقاذها المبدع عبد الواحد السيد. ويجري عماد سليمان أكثر من تغيير تكتيكي في مراكز اللاعبين داخل الملعب أو بمنحهم حرية كبيرة في اللعب ومساحات غير عادية للإبداع خاصة مجموعة خط الوسط ولكن المشكلة أنه بقدر ماكانت تغييرات عماد سليمان المدير الفني للإسماعيلي الذي أجاد إدارة المباراة جيدة فإنها افتقدت لرأس الحربة المتمركز بعد خروج محمد محسن أبو جريشة وجودوين ولكن الجميل فيها أنها منحته سيطرة كبيرة في الثلثين الأوسط والهجومي. ويشعر حسام حسن بخطورة سيطرة الإسماعيلي علي الكرة في الثلثين الأوسط والهجومي فيدفع بهاني سعيد وعمر جابر الأول لأداء دور مزدوج في الثلثين الأوسط والدفاعي.. والثاني لمساندة حازم إمام في الجبهة اليمني في ظل تفوق جون أويري الكبير في محاولة لكسر سيطرة الإسماعيلي وإنهاء العمل المنظم لجبهتيه اليمني واليسري والقدرة علي الإختراق من العمق ولكن الأهم أن تغييرات عماد سليمان أتاحت لفريقه إستمرارية الهجمة للحد الذي حاصر فيه الزمالك في آخر20 دقيقة إذا وضع في الإعتبار الخمس دقائق التي إحتسبهم الحكم جهاد جريشة الذي أدار اللقاء بكفاءة عالية.. بل إن المدير الفني للزمالك لم يكتف بمحاولة إعادة التوازن لفريقه وإنما دفع بمحمد أمين عودية علي أمل خطف هدف.. ولكن إستمرت سيطرة الدراويش بإستثناء تحرك عرضي لحسين ياسر محمدي انتهي بتسديدة أمسكها محمد فتحي. ويضغط الإسماعيلي بقوة وينقذ هاني سعيد كرة من علي خط المرمي من تسديدة من ضربة حرة مباشرة سددها أحمد سمير فرج وأكملها في الزاوية العكسية عبدالله السعيد.. وتشهد الدقائق التي إحتسبها الحكم جهاد جريشة قمة الإثارة من الفريقين سواء بضغط الإسماعيلي الصعب الذي أسفر عن تسدية قوية لجون أويري وانفراد ينقذها عبد الواحد السيد مقابل إختراق من الناحية اليمني لحازم إمام يراوغ أكثر من لاعب ويسقط داخل منطقة الجزاء بلا سبب. لينتهي الشوط الثاني واللقاء بالتعادل بدون أهداف ليصل رصيد الزمالك للنقطة رقم40 والإسماعيلي للنقطة.35