وما مصر إلا مسرح كبير.. كانت الفرجة عليه أيام عمنا يوسف وهبي وحتي هذه الأيام ببلاش, لكن من يريد دخول المسرح والتعرف علي تفاصيل السيرك العجيب بات مطالبا ب60 دولارا.. هي رسم الدخول الجديد الذي سيطبق بعد4 أشهر من الآن في مطار القاهرة وجميع مداخل مصر المعمورة. جميل أن يكون لكل شيء في بلدنا ثمن, فهناك دول كثيرة تفعل ذلك, لكن الغريب حقا أن يبقي سيرك كرة القدم المصرية وحده مهجورا.. ملاعبنا خاوية علي عروشها, ورياضتنا بدون صناعة احترافية أو قيمة سوقية حقيقية. لدينا منتخب كبير حقق وصافة إفريقيا.. نملك نجوما ملء السمع والبصر في أوروبا.. لدينا تاريخ وإرث عريق, حضارة وإنجازات يعرفها القاصي والداني, مبدعون وموهوبون بلا عدد, لكن كرتنا مازالت غارقة في العشوائيات, تعيش فوضي تنظيمية وتسويقية عارمة.. معارك وتهديدات.. هري ليل نهار عبر الفضائيات في قضايا قتلت بحثا.. ودفنت أيضا! لا تذهبوا بعيدا.. فعقد رعاية الأهلي أكثر أندية العالم حصولا علي الألقاب لم يتجاوز231 مليون جنيه(77 مليون جنيه في العام) وهو مبلغ يساوي وفق سعر السوق اليوم(4.8 مليون دولار).. وهذا الأخير يقل عما يدفع لمحترف أجنبي واحد في الدوري السعودي علي الضفة الأخري من البحر.. والمثال هنا يتعلق بالأهلي وليس ببعض الأنديةالتي تشاهد عقود الرعاية عبر التليفزيون فقط! لقد أعجبتني جملة رائعة قالها خبير ألماني مؤخرا في أحد المنتديات العالمية.. قال بفخر وكبرياء: نحن أبطال العالم في الصناعة.. ظن الكثيرون وأنا منهم أنه سيذكرنا بأن بلاده هي حاملة لقب كأس العالم.. لكنه اختار الصناعة التي تقود كل القطاعات ومنها الرياضة, فكرت وقتها أن أسأله: تعرف مجدي عبد الغني الذي يذكرنا كل يوم بهدف يتيم سجله قبل27 عاما؟! لكني تمالكت نفسي وقلت بنفس الفخر: ونحن أبطال العالم في الكلام!.