منذ اكثر من خمسة شهور وقرية انطون التابعة لمركز المحمودية بمحافظة البحيرة تعاني من عدم وجود مياه شرب بها رغم ان هذه القرية تقع في حضن نهر النيل ويحيطها ثلاث محطات تابعة لشركة المياه والصرف الصحي بالبحيرة مما اضطر الأهالي للجوء للقري المجاورة للحصول علي احتياجاتهم اليومية من مياه الشرب إضافة الي اعتمادهم علي الطلمبات الحبشية التي تسبب الأمراض المزمنة لاختلاطها بمياه الصرف الصحي. واشتكي اهالي القرية من سوء الخدمات المقدمة لهم وقالوا إنهم تقدموا بشكاوي لمسئولي شركة المياه والوحدة المحلية التي قامت من جانبها بالدفع بسيارات محملة بالمياه كحل مؤقت إلا أن ذلك لم يمنع رحلة العذاب اليومية التي يعانونها للحصول علي المياه ونقلها من القري المجاورة لمنازلهم وتساءلوا كيف يعجز المسئولون التنفيذيون سواء بشركة المياه او بالوحدة المحلية عن إصلاح ماسورة مياه منذ خمسة اشهر. يقول عبد المنعم عبدالرحيم أحد أهالي القرية إنهم سلكوا جميع الطرق السلمية من تقديم شكاوي لشركة المياه والوحدة المحلية والمحافظة ثم اضطروا الي عمل وقفات احتجاجية امام ديوان عام المحافظة للمطالبة بتوفير المياه ولكن دون جدوي مما اضطرنا للاعتصام بطريق أدكو- المحمودية عند كوبري عاشور وقد انهينا الاعتصام بعد تدخل قيادات الاجهزة الامنية بالمحافظة الذين تعهدوا لنا بحل الازمة ولكن حتي الان لم تحل. ويضيف محمد خليل مزارع انه من الطريف ان تكون قرية محاطة بثلاث محطات مياه وتقع في حضن نهر النيل ولا يوجد بها مياه متهما شركة مياه البحيرة بالتقصير والاهمال لانها هي المسئول الاول عن توصيل مياه الشرب لجميع مواطني البحيرة. واشار خليل إلي انه بالرغم من انقطاع المياه عن القرية منذ اكثر من خمسة شهور الا أن شركة المياه لا هم لها سوي انها ترسل شهريا فواتير المياه لتحصيلها من المواطنين مما اضطر اهالي القرية من رفض دفع اي مبالغ ماليه الا بعد عودة مياه الشرب مرة اخري لان هذه المبالغ يتم دفعها مقابل خدمة لم نحصل عليها. وتؤكد سهير عمر فرغلي ربة منزل انها لم تر المياه في حنفية البيت منذ اكثر من خمسة اشهر وتعتمد علي مياه الفنطاس أو الذهاب للقري المجاورة, قائلة نتعرض للإهانة ونشعر أننا نتسول ناهيك عن اننا نتحمل نفقات باهظة لأننا قمنا بشراء جراكن كبيرة لكي تكون المياه بها صالحة للشرب والطهي هذا بخلاف النفقات التي نتكبدها في تأجير عربة لحمل هذه الجراكن عليها اما المياه التي نحصل عليها من الفنطاس او سيارات الوحدة المحلية فنستخدمها في غير اغراض الشرب والاكل اضافة الي اننا نسقي بها الحيوانات لاننا لم نعرف مدي صلاحيتها وسلاماتها لأنها مجهولة المصدر. وقال جابر عثمان محام ان هذه القرية من القري المنسية فهي تفتقر لأبسط الخدمات للاهالي فحتي الآن لا يوجد بها مدرسة فأقرب مدرسة للقرية تبعد عنها اكثر من4 كيلو مترات مما يتسبب في معاناة كبيرة لأطفالنا الذين يقطعون كل هذه المسافة يوميا ذهابا وايابا وقد زادت معاناتنا بعد انقطاع مياه الشرب منذ بداية العام الدراسي وحتي الآن وقد لجأ العديد من الاهالي في اعتمادهم علي مياه الطلمبات الحبشية التي تسبب في الاصابة بالأمراض المزمنة كالفشل الكلوي والكبدي لاختلاطها بمياه الصرف الصحي ورغم اننا تقدمنا بالشكاوي المشروعة للمسئولين الا انه لم يتم تنفيذ وعودهم لنا حتي الآن. من جانبه قال المهندس حسني مساعد, رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة المحمودية ل الاهرام المسائي ان سبب ازمة انقطاع مياه الشرب بالقرية يرجع الي خلاف بين عائلتين احداهما بقرية انطون والاخري باحدي القري المجاورة والتي تمر بها ماسورة المياه المغذية لقرية انطون وللاسف الشديد تم كسر الماسورة لمنع وصول مياه الشرب لأهالي انطون مشيرا الي انه تولي مسئولية رئاسة مركز ومدينة المحمودية منذ فترة قريبة وفوجئ بوجود هذه الازمة. وقال مساعد انه قام بعرض المشكلة علي المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة والتي تدخلت علي الفور من خلال التنسيق مع مديرية الامن وعضو مجلس النواب بلال النحال تم انهاء الازمة بين العائلتين لتقوم شركة المياه باصلاح الماسورة لتعود المياه الي قرية انطون خلال ساعات وفيما يتعلق بعدم وجود مدرسة بالقرية فأكد حسني مساعد انه يقوم حاليا بالبحث عن قطعة ارض داخل القرية لكي يتم اصدار قرار تخصيص لها وانشائها في اقرب وقت.