سميحة هي إحدي أميرات العائلة المالكة قبل1952, وكانت مهووسة بمحمود إبراهيم الشهير بشكوكو والمولود زي النهاردة من سنة1912, كان هذا في منتصف الثلاثينيات, وكان هو يقدم مونولوجات في حفلات شعبية. ولأن الأميرة لا يمكنها الاختلاط بالعامة, فقد اشترت التذاكر كلها. يتلقي المطرب خبر نفاد التذاكر دون أن يعرف السر, فيدخل المسرح ببهجته المعتادة, ليجد الجمهور عبارة عن سيدة. يرفض الغناء, ويقول إن فنه وإبداعه وألحانه هي أشياء لا تشتري, فيزداد تعلق الأميرة بالصعلوك, وتنشأ قصة حب, يقال إنها توجت بالزواج. قالت الأميرة للصعلوك: تمن علي أي أمنية أحققها لك فورا, ويختار شكوكو طلبا واحدا هو أن يغني من الحان عبدالوهاب, ويحدث, ويدخل شكوكو السينما والإذاعة ويعتزل النجارة التي ورثها عن والده الذي كان يمتلك ورشة صغيرة في الدرب الأحمر.81 فيلما, وعشرات من الأغنيات التي تبدو فكاهية, غير أنها في الحقيقة علي مستوي عال سواء من حيث الكلمات أو الألحان, خاصة الألحان, فقد غني المطرب والممثل الشعبي من موسيقي كل من محمد عبدالوهاب, ومحمد فوزي, ومحمد الموجي, ومحمود الشريف, ومحمد الكحلاوي, بالإضافة إلي ألحانه البديعة. كما أنه تغني بكلمات فتحي قورة وأحمد المسيري ومحمود فهمي, وهم نجوم الكتابة في ذلك الوقت. عشرات من المعلومات المهمة والتفاصيل المثيرة يمكن ذكرها عن شكوكو, لكن سنتوقف هنا أمام مصطلح واحد وهو أن فنه من ماركة صنع في مصر لذلك فقد كان شكوكو نجم الجماهير الحقيقي سواء كمطرب أو ممثل أو أراجوز أو راقص أو فنان عرائس, وهو الممثل المصري الوحيد الذي صنعوا له تمثالا يباع. فقد كان هناك بائع يمر أمام البيوت يشتري زجاجات المياه الغازية الفارغة, لكنه لم يكن يشتريها بنقود, كان يمنح صاحبها شيئا ما, وفي فترة صعود شكوكو, كان هذا الشيء هو تمثال صغير لشكوكو. وعندما انتشرت قصة زواجه من الأميرة سميحة صنعوا لها هي الأخري تمثالا, وكان البائع ينادي: شكوكو بإزازة.. سميحة بإزازة. وما لايعرفه الكثيرون عن شكوكو أنه غني أغنيات كثيرة بعيدا عن الأفلام, وقد طبعها علي أربعة ألبومات اشترت حقوقها شركة صوت القاهرة التي أهملت تماما إعادة طباعتها في سيديهات وشرائط كاسيت. هلي تحدثنا عن شكوكو؟ بالطبع لا, كيف يحدث هذا في400 كلمة؟ هل نتحدث عن نظرته للحب الذي هو بهدلة؟ أم عن اختياره لأصعب القوافي وتطويعها في أبسط الصور؟ أم عن لبلب المصري الذي رزع شمشون الإسرائيلي سبعة أقلام وطرده من الحارة بفضيحة؟ أم عن وفاته1985 فقيرا بعد أن أنفق كل أموال الفن علي إحياء الفنون الشعبية كالأراجوز ومسرح العرائس؟ ربنا يرحم الأراجوز والعرائس والفن وشكوكو.. ويرحم الجميع