أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سوريا أمس الجمعة لاستخدام القوة الفتاكة مع المحتجين المسالمين وأمر بفتح تحقيق في حوادث القتل وغيرها من الجرائم. وأيد المجلس الذي يضم47 عضوا في جلسة طارئة في جنيف مشروع قرار تقدمت به الولاياتالمتحدة وذلك بموافقة26 عضوا واعتراض تسعة وامتناع سبعة عن التصويت. وتغيبت سبعة وفود منها وفود الأردن وقطر والبحرين عن التصويت. في غضون ذلك, قال مسئولان أمريكيان مطلعان إن من المتوقع ان تعلن الولاياتالمتحدة عقوبات جديدة أمس الجمعة ضد أشخاص وكيانات في سوريا مرتبطة بحكومة الرئيس بشار الأسد. وأضاف المسئولان لرويتر أن وزارة الخزانة بصدد تحديد خمسة أشخاص وكيانات سورية لفرض عقوبات ضدهم علي أساس تورطهم في انتهاكات لحقوق الانسان في الوقت الذي تشن فيه حكومة الأسد حملة ضد المحتجين علي حكمه. وقال مصدر طبي ان مستشفي قريبا من مدينة درعا السورية استقبل أمس الجمعة15 جثة مثخنة بجراح من اثر طلقات رصاص وهي لقرويين قتلوا حين اطلقت قوات الامن النار علي الالاف لدي محاولتهم دخول المدينة الجنوبية المحاصرة. وقال المصدر في مستشفي طفس علي مسافة12 كيلومترا شمال غربي المدينة لرويتر ان المستشفي استقبل38 مصابا اخرين من القرويين. وذكر شاهدان ان القوات السورية جرحت العشرات حين فتحت النار علي آلاف القرويين الذين توجهوا صوب مدينة درعا المحاصرة تضامنا مع سكانها. وقال أحدهما' أطلقوا النار علي الناس عند البوابة الغربية لدرعا في منطقة اليادودة علي بعد نحو ثلاثة كيلومترات من وسط المدينة.' وقال الاخر خلال اتصال هاتفي انه شاهد عشرات المصابين ينقلهم محتجون آخرون بالسيارات. وذكرت وكالة الأنباء السورية أن مصور أخبار التليفزيون السوري في اللاذقية أصيب جراء اعتداء مجموعة مسلحة في شارع انطاكيا بمدينة اللاذقية. وأفادت الوكالة أن مدينة دمشق لفها الغيوم عقب صلاة الجمعة وشهدت عاصفة من الامطار الغزيرة ترافقها عاصفة من حبات البرد الكبير, حيث بدت كافة شوارع العاصمة وميادينها شبه خالية تماما من المارة, كما بدت حركة سير السيارات ضعيفة نظرا للاجواء الجوية في العاصمة. فيما لم تشر أية مصادر رسمية سورية او اعلامية الي أية معلومات تشير الي وجود مسيرات او تظاهرات في عدد من المناطق المحيطة والمتاخمة لمدينة دمشق, حيث نفت الفضائية السورية في بثها المباشر وجود أي تظاهرات جرت عقب صلاة الجمعة في منطقة الميدان بقلب العاصمة دمشق, فيما تنتشر العديد من الحواجز الأمنية علي الطرقات الرئيسية بين العديد من المناطق والعاصمة دمشق. كانت دعوات قد وجهت عبر شبكة التواصل الاجتماعي' الفيسبوك' الي الخروج في مسيرات والتظاهر أمس عقب صلاة الجمعة فيما سموها' بجمعة الغضب والحساب'. في غضون ذلك, قال نشطاء حقوقيون ان حوالي عشرة آلاف سوري شاركوا في مسيرة لدعم مدينة درعا في منطقة الميدان القديمة في دمشق أمس الجمعة في اكبر مظاهرة في العاصمة السورية منذ بدء الاحتجاجات الشعبية المؤيدة للديمقراطية قبل ستة اسابيع. وأضافوا ان المظاهرة التي بدأت من الميدان والمناطق المحيطة به ثم تزايدت فرقتها قوات الامن التي اطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع علي المتظاهرين حول مستشفي المجتهد قرب ميدان الامويين الرئيسي. في الوقت نفسه, قال دبلوماسيون في فيينا حيث مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن مفتشي الاممالمتحدة ربما يقولون في تقرير قادم إن الموقع الذي دمر في الصحراء السورية عام2007 كان علي الارجح مفاعلا نوويا سريا الامر الذي يفتح الباب أمام إحالة القضية إلي مجلس الامن التابع للامم المتحدة. وطبقا للدبلوماسيين فإن الوكالة قالت في السابق إن هناك دلائل تشير إلي احتمال حدوث نشاط نووي في موقع دير الزور لكن التقرير المنتظر ربما يحمل توصيفات أكثر دقة. وقال الدبلوماسيون إنه من غير الواضح ما اذا كان الامر سيحال إلي مجلس الامن خلال اجتماع للوكالة في يونيو وإنه قد يمر وقت اطول قبل اتخاذ اجراء لا سيما في ضوء الاضطرابات الحالية في سوريا والتي عقدت الصورة.