يعرض حاليا في قاعة صلاح عبد الصبور بمسرح الطليعة مسرحية الجلسة: شغل عفاريت للمخرج مناضل عنتر الذي انتقل من فرقة الرقص المسرحي الحديث التابعة لدار الأوبرا ليخرج عرضا مسرحيا لأول مرة في البيت الفني للمسرح, ويقدم من خلاله فكرة عن علاج المس الشيطاني وطرد الأرواح الشريرة والتداخل بين عالم الجن والبشر. وقال عنتر إن هذه الفكرة موجودة في الموروث الشعبي وهناك الكثير من القصص والأساطير التي تدور حول عالم الجن والعفاريت, مشيرا الي أنه لا يوجد نص مسرحي يتناول هذه الفكرة علي الرغم من أنها مترسخة في وجدان الناس من خلال الموروث الشعبي لذلك فكر في هذه الفكرة في رمضان قبل الماضي وقرر الكتابة عنها وهو بذلك أول نص حقيقي يتناول هذا الموضوع. واضاف أنه قرأ في انجيل متي عن قصة مريم المجدلية التي تعتبر أساس العرض حيث جاء في الإنجيل أنها لم تكن بطبيعتها شخصية سيئة وانما كانت ممسوسة من7 عفاريت مختلفة وعندما قام المسيح عليه السلام بطردهم من جسدها عادت لشخصيتها الحقيقية, مشيرا الي أنه أضاف في العرض إلي هذه الفكرة لعنة المجدلية التي تستمر في نسل مريم المجدلية وهي فكرة ليست لها علاقة بالقصة الحقيقية لأنه لم يثبت أن هناك نسلا للمجدلية. وأشار الي أن العرض ينتقل باللعنة الي عام2016 مع فتاة من نسل المجدلية ممسوسة من الجن, ونكتشف في نهاية العرض أن الجن الذي يعذبها هو لوسييفر أو عزازيل والذي يقول للشيخ والقسيس اللذين يحاولان طرده من جسدها أنه مر بهذا الموقف الآف المرات فهو كبير الشياطين وواجه الكثيرين واغوي الكثيرين علي مدار قرون. واكد أنه استعان بأكثر من مرجع في كتابة هذا العرض وعلي رأسها كتاب اكام المرجان في أحكام الجان لمؤلفه محمد بن عبد الله الشبلي الدمشقي الحنفي وهو شيخ وعالم بعيد كل البعد عن الخرافات اعتمد في كتابه علي القرآن والسنة النبوية الشريفة, مشيرا إلي أنه عندما فكر في تقديم هذا العرض حاول تقديم القصة في إطار فني بعيد عن الخرافات يجذب الشباب والجمهور العادي ويقدم نماذج من الموروث الشعبي مثل قصة جن المراية العاشق وأم الصبيان ربما لا نعرف عنها الكثير. وقال إنه مهووس منذ فترة طويلة بالموضوعات ذات البعد الديني, وقصة الشيطان مغرية باعتباره واحدا من اثنين فقط لا مساس بهم الي أن يأتي يوم القيامة, وهما الشيطان والسامري, مضيفا أن هذا هو النص الثاني الذي يكتبه في هذا الإطار بعد نص الضريح إلا أن الأخير لم ينفذ علي المسرح بعد. وعن انتقاله من فرقة الرقص المسرحي الحديث لإخراج عرض في فرقة الطليعة بالبيت الفني للمسرح, قال مناضل إنه من الخطأ أن يتم التعامل مع أعماله في فرقة الرقص المسرحي الحديث علي أنها مسرح نوعي لأنه مسرح راقص أو أنه مصمم رقصات وليس مخرجا مسرحيا, مضيفا أن مخرج الحركة يقدم أصعب أنواع المسرح لأن التعبير بالحركة لتوصيل الفكرة أصعب من استخدام الكلمة. وقال إن طه خليفه بطل العرض يقوم بدور الشيطان للمرة الثالثة في عمل فني حيث تعاون معه من قبل في عملين قام فيهما بنفس الدور, كما تعاون من قبل مع كل من إيمان غنيم وميدو عبد القادر من قبل في عرض جميلة الذي قام بتصميم رقصاته مع المخرجة مروة رضوان, ويري أن لديهما قدرات فنية كبيرة.