بالرغم من المحنة التي يمر بها نادي الاتحاد السكندري حاليا والأزمات والمشكلات فان مراجعة التاريخ لمسار نادي الاتحاد تشير إلي أنه ضحية السياسة ورجال الأعمال. ولعل كثيرين لا يعرفون أن بداية اختيار موقع النادي الحالي بالشاطبي ترجع إلي الراحل محمود فهمي النقراشي رئيس وزراء مصر الأسبق قبل الثورة وأحد أقطاب الوفد وقتها. كما أن نادي الاتحاد ظل النادي الوحيد الذي يرفض عضوية الأجانب وتولي رئاسته العديد من السياسيين البارزين منهم الفريق أنور عبداللطيف وكان واحدا من القيادات المعروفة وله تاريخ حافل بالعطاء إلا أن أشهر رجال السياسة الذين تولوا رئاسة النادي كان الدكتور محمود القاضي زعيم المعارضة والبرلماني الشهير الذي حول النادي وقتها إلي منبر للحرية ضم العديد من أقطاب المعارضة ودفع الثمن بدخوله قائمة المعتقلين السياسيين في سبتمبر1981. ويعد الدكتور القاضي الأب الروحي لأقطاب المعارضة السكندرية حاليا وعلي رأسهم أبوالعز الحريري وكمال أحمد ومع ذلك فقد شهد نادي الاتحاد في عهده أفضل نتائج علي مدار تاريخه بفوزه ببطولة كأس مصر مرتين بالفوز علي الأهلي في نهائي عامي73 و76 وشارك في بطولة أفريقيا كأول ناد مصري لكن الاستقرار الذي كان عليه النادي سرعان ما انتهي بتدخل الدولة وانتهي الأمر إلي اسقاطه في انتخابات الاتحاد السكندري وتفوق الراحل عبدالله علي حسن عليه ليتولي الرئاسة ليدخل نادي الاتحاد مرحلة الصراعات السياسية وبعد أن كان النادي يشهد اجتماعات المعارضة بدأ يشهد اجتماعات أشهر رجال الدولة في مصر منهم عثمان أحمد عثمان ومحمود أبوالوفا ورشاد عثمان ومحمد عبداللاه وبعد رحيل الرئيس السادات انتهي نفوذ عبدالله علي حسن ليدخل نادي الاتحاد في صراعات المجالس المعينة حتي يقرر عبدالله علي حسن ترك النادي لتأتي مرحلة رجال الأعمال وليشهد النادي صراعات وخلافات حتي يرحل المجلس باستقالة جماعية ويحل محله مجلس معين هو الأشهر بقيادة د.كمال شلبي ومعه أساتذة الجامعة د.إبراهيم السمرة ود.يوسف حويلة وغيرهم وهي الفترة التي شهدت استقرارا غير عادي وطفرة كبيرة في كافة أنشطة النادي حتي جاءت انتخابات1996 والتي فاز بها دكتور كمال شلبي ليشهد النادي أول ظهور لمحمد مصيلحي كرجل أعمال في قائمة د.كمال شلبي ثم توالت المجالس ليتم تعيين مجلس عفت السادات2002 ومعه مجموعة رجال أعمال هم خالد خيري وعلي سيف وبدأت فكرة الاستفادة من شعبية النادي وجماهيره لجمع المال بالسلطة حيث أثمر مجلس نادي الاتحاد السكندري عن نجاح معظم أعضائه في برلمان2005 وهم محمد مصيلحي وعلي سيف وخالد خيري وآمر أبوهيف ولعبت جماهير الاتحاد السكندري دورا كبيرا في إنجاح هؤلاء وبدأت فكرة الترشيح لعضوية مجلس إدارة نادي الاتحاد تراود رجال الأعمال وقطاعات عديدة باعتباره الطريق إلي البرلمان والشهرة وهكذا أصبح النادي يدور في فلك السياسة والبيزنس وعندما قامت ثورة25 يناير وبدأت الأصوات تعلو ضد رجال الأعمال ورجال السياسة من الحزب الوطني السابق هرب منه الجميع تاركين النادي يعيش مأساة حقيقية ليدفع الاتحاد ثمن لعبة السياسة والمال ويكون هو الضحية ويترهل ويدخل في دوامة الهبوط وتتراجع معظم ألعابه. صحيح أن بعض رجال السياسة والأعمال عشقوا الاتحاد وقدموا له الكثير فالدكتور القاضي رغم انشغاله بهمومه لكنه كان عاشقا للاتحاد وقدم له الكثير ودافع عنه بقوة وظل تاريخه حافلا بالنجاحات. والحاج علي السيد رجل الأعمال الشهير في الثمانينيات تدخل عدة مرات لإنقاذ النادي من أزمات مالية وهكذا أصبح النادي بين عاشق ومحب وراغب وطامع فهناك من دخل محبا وهناك من كان يبحث عن الشهرة, والأضواء والمجد وفي النهاية وقع الاتحاد السكندري فريسة وضحية لرجال السياسة والأعمال ويبحث النادي عنهم حاليا فلم يتقدم أحد الكل تركوا النادي يواجه مصيره المجهول ولا أحد لديه الرغبة في انتشال القلعة الخضراء فالسلطة ضاعت ورجال الأعمال هربوا وأصبح النادي في انتظار عشاق بجد يحبون النادي ليس لغرض أو هدف وإنما فقط من أجل القلعة الخضراء التي تنهار حاليا ولا تجد من ينقذها. والسؤال هل يظل الاتحاد السكندري يدور بين فلك السياسة ورجال الأعمال أم أن الثورة ستظهر برجال آخرين قادرين علي الدفاع عن ناديهم وإنقاذه من أزماته بفكر ورؤية ونهج مختلف عن الفترات السابقة هذا ما ستعلنه الأيام المقبلة وان كان الكل يتمني أن يخرج الاتحاد من جلباب السياسة ورجال الأعمال نهائيا.