في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة دعم الاستثمارات الأجنبية بتوفير المناخ المناسب لها, وذلك من خلال الهيئة العامة للاستثمار التي قامت باتخاذ العديد من القرارات لتيسير الإجراءات أمام المستثمرين الأجانب والمصريين, ترددت أخبار عن طلب مجموعة أندوراما الهندية سحب استثماراتها من شركة أندوراما شبين تكستيل غزل شبين الكوم سابقا, الأمر الذي يؤثر سلبا علي المناخ العام الاستثماري لمصر. وحول هذا قالت الدكتورة عالية المهدي عميدة كلية اقتصاد وعلوم سياسية: إن الإضرابات الفئوية للعاملين بالمشروعات الاستثمارية تؤثر سلبا علي المناخ الاستثماري في مصر دون قصد هؤلاء العمال الذين يحاولون المطالبة بحقوقهم, وذلك نتيجة عدم وجود اتحاد عمال قوي وفعال يمكنه المطالبة بحقوق العاملين, مشيرة إلي أن تلك المشكلة تعود إلي ثلاث سنوات نتيجة خصخصة المصنع وبيعه إلي المستثمرين الهنود دون وضع شروط في العقد تنص علي بقاء العاملين في تلك المصانع, مما أدي إلي ظهور هذه المشكلة, وبالتالي المستثمرين الهنود فكروا في سحب استثماراتهم بسبب الخسائر التي لحقت بهم نتيجة تلك الإضرابات للعاملين بالمصنع. وأكدت أن مثل هذه الأخبار تؤثر سلبا علي عجلة الاستثمار, مما يدفع بعض المستثمرين إلي التفكير في البحث عن أسواق أخري أكثر أمنا واستقرارا حتي يعود الاستقرار للمنطقة العربية, خاصة مصر, بالإضافة إلي تراجعنا في المؤشرات الدولية إقامة الأعمال, خاصة بعد تحسن أدائنا خلال السنوات الثلاث الماضية والصعود عدة مراكز متعددة, وهذا سيحولنا إلي جذب مستثمرين جدد خلال الفترة المقبلة. وأضافت عالية أن هذا يجعل المستثمرين الراغبين في مصر بقوة يفكرون باستقطاب العمالة الأجنبية مع الاعتماد علي التكنولوجيا التي تقلل من حجم فرص العمالة المصرية بتلك المشروعات الاستثمارية, في الوقت الذي تعمل فيه الدولة علي حل مشكلة البطالة, وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص والمشروعات الاستثمارية, مضيفة أن الفترة الحالية تحتاج إلي تكاتف الجميع بشكل إيجابي يحدث العكس بصورة تزيد الأمر سوءا. قال الدكتور حمدي عبدالعظيم أستاذ الاقتصاد ورئيس أكاديمية السادات سابقا: إن المستثمرين يبحثون دائما عن المناطق الأكثر أمنا واستقرارا, وبالتالي يحققون أرباحا جيدة, مشيرا إلي أن ما يحدث يؤثر بصورة كبيرة علي الاستثمارات الأجنبية علي المدي الطويل. وطالب الحكومة باتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لعودة الثقة مرة أخري, وذلك بإصدار بيانات تؤكد عدم المساس بالاستثمارات الأجنبية وتقديم جميع التسهيلات مثل الإعفاءات الضريبية, بالإضافة إلي الترويج للاستثمارات المصرية بمحافظات مصر المختلفة من خلال إجراء دراسات جدوي اقتصادية وتوزيعها علي السفارات المصرية بالخارج.