أخيرا وبعد جهود مضنية وسنوات من العرق والكفاح ومشوار طويل بدأت أولي خطواته في سبعينيات القرن الماضي أصبح للإعلاميين نقابة بعد أن حفيت أقدامهم وكلت أيديهم ومتونهم وهم يطرقون أبواب المسئولين من وزراء إعلام وأعضاء في مجالس الشعب متوسلين إليهم راجين منهم الموافقة علي إنشاء نقابة للإعلاميين ترعي مصالحهم وترتقي بمهنتهم وتعمل علي أن يكون الأداء الاعلامي متوازيا ومدافعا عن مصالح الوطن وحماية المجتمع كنت خلال تسعينيات القرن الماضي أشاهد الإعلامي التليفزيوني شفيع شلبي الذي أعتبره أحد الرواد الذين نادوا بنقابة للإعلاميين حاملا حقيبة مليئة بالأوراق والمستندات والحجج التي تؤكد حق الإعلاميين في نقابة لهم شأنهم شأن الطوائف الأخري التي لها نقابات ترعي مصالحها وتحافظ علي كياناتها لقد ظل شفيع شلبي سنوات يجاهد من أجل تحقيق الأمل إلي أن رفع يديه واستسلم بعد أن فاجأه وزير الاعلام قائلا لماذا تطالبون بنقابة للإعلاميين وقد وفرنا لكم الخدمات التي توفرها النقابة ووفرنا لكم خدمات طبية متميزة ونوفر لكم المصايف والبلاجات في شهور الصيف والإجازات وجئنا لكم بلائحة تعطيكم مكافآت ومرتبات مجزية لاتتوفر لغيركم.. إذن انتم تريدون إنشاء نقابة لكي تصبحوا زعماء وتعلنون الأحزاب لأي سبب تافه. يا شفيع النقابة علي جثتي وجاء بعد شفيع آخرون منهم الراحل محمود سلطان الذي لقي الأمرين من وزير الاعلام وهو يرجوه أن يسهم في إنشاء نقابة للاعلاميين إلي أن جاء حمدي الكنيسي الذي كانت له ذكريات مع الوزراء أيضا من أجل النقابة حمدي الكنيسي رفع العلم ولم يقنط بل جاهد وثابر والتقي العديد من المسئولين وناقشهم وفجأة تغيرت الأحوال ورحل عن الصفوف من كانوا ضد إنشاء نقابة الاعلاميين وجاء عهد جديد بعد الثالث من يوليو وأصبح المناخ مواتيا والأجواء مهيأة من أجل نقابة للاعلاميين خاصة بعد أن تكاثرت القنوات وبعد أن دخل إلي مجال المهنة اناس قفزوا إلي الشاشة والميكروفون من النوافذ وليس لهم دراية بأصول الاعلام بل انهم لا يعرفون معني الكلمة فهذا لاعب انتهي زمنه في الملاعب يصبح مذيعا ومقدما للبرامج وهذا شخص لم يمارس الرياضة وانما انتسب إليها لأنه من عائلة مارس ربها الرياضة فإذا به يصبح اعلاميا تتخاطفه الشاشات فهذه فنانة تعمل بالتمثيل وأخري كانت راقصة وثالثة كانت مطربة فإذا بهن جميعا اعلاميات يناقشن قضايا المجتمع وانشطته المختلفة!! ناهيك عن الأطباء والمحامين وغيرهم ممن دخلوا الاستديوهات وهات يا إعلام ليصبح الاعلام سداحا مداحا يستطيع أي انسان أن يرتاده وهو كما قلنا لا يعرف ألف باء المهنة وما تتطلبه من شروط فهو لا يعرف كلمة الحياء ولا يعي شيئا عن الموضوعية والمصداقية وكيف يقدم البرنامج وكيف تكون مناقشة الضيوف ومن هنا وبعد سقطات فادحة حدثت علي الشاشات كان لزاما أن يصدر قانون نقابة الاعلاميين لصالح الاعلام ولصالح المجتمع كان لزاما لكي نحمي مهنة الاعلام وتقنن ضوابط الأداء أن تكون هناك نقابة تصدر ميثاق شرف يلتزم به جميع الممارسين للمهنة الاعلامية المعنية بانتاج وبث البرامج من خلال ميكروفون الاذاعة وشاشات التليفزيون نقابة الاعلاميين ستكون المؤسسة المعنية بوضع هذه الضوابط وذلك ما يتسق مع روح العصر التي تقول إن أصحاب الشأن هم المعنيون بالأمر وأن أهل مكة أدري بشعابها وليس جهة الادارة التي كانت تضع الضوابط وبعد لقد انتهي عهد السداح مداح بعد أن أصبحت نقابة الاعلاميين حقيقة ملموسة علي أرض الواقع ولن يستطيع كل من هب ودب أن يقف خلف الميكروفون أو يظهر علي الشاشة يقدم برامج ويعطينا الفتوي فيما يجب أن يكون عليه صالح العباد فلابد من شروط معينة يرسمها القانون لكي يصبح شخص ما عضوا بنقابة الاعلاميين وبالتالي يتاح له أن يمتهن مهنة الإعلام ومن يرد أن يقدم برامج فعليه أن يطلب الإذن من النقابة, ويدفع الرسوم المطلوبة وبالتالي لن يستطيع أي لاعب معتزل أن يقدم برامج الا بإذن النقابة والحاليون من اللاعبين الذين يقدمون اعلاما إذاعيا وتليفزيونيا عليهم أن يتقدموا بطلب للنقابة وأن يدفعوا مقابلا ماديا ليحصلوا علي الاذن بالعمل الاعلامي ثم إن من يخطئ من الاعلاميين سيلقي الجزاء حسب مواد قانون النقابة الذي قد يحرمه نهائيا من العمل الاعلامي نقابة الاعلاميين ستضبط الأمور وستجعل الجميع يحترمون المهنة ويعملون حسب لوائحها وإلا كان العقاب والحساب كما انها ستحتضن كل من يجيد في عمله ويقدم إعلاما راقيا وأهلا بنقابة الاعلام, تضيء الساحة الاعلامية.