شهد موسم نصف العام السينمائي غياب تام للبطولة النسائية أو حتي وجود للبطلة كشريكة في العمل السينمائي, ليستكمل الموسم مسلسل تهميش المرأة في الأعمال الفنية, والتي بات دورها شبه مكمل للبطل, ولعل اكبر نموذج علي ذلك الأفلام التي طرحت مؤخرا ومن بينها القرموطي في أرض النار, ياباني اصلي, القرد بيتكلم, مولانا, ليصبح فيلم يوم للستات هو الحالة الاستثنائية الوحيدة وتعليقا علي ذلك قال الناقد طارق الشناوي إن سبب اختفاء نجمات السينما هو سوء إدارة الممثلات لموهبتهن, مشيرا إلي أن هناك بالفعل أعمال نسائية طرحت مثل يوم للستات ونوراة ولكن ليس بالقدر الكافي, كما أن المشكلة تكمن في الممثلة المصرية التي لم تعد نجمة شباك والسينما صناعة وتجارة وفن ولابد وأن يكون لها مردود تجاري وهذا النوع من الأفلام يدور حول الرجل الذي يحقق الإيرادات. وأضاف في السنوات الأخيرة لم تظهر مثلا نجمة شباك بحجم أحمد حلمي أو أحمد السقا كما أيضا الجيل الجديد مثل جيل محمد رمضان لم نر ممثلة شابة في عمره استطاعت أن تكون نجمة شباك مرجعا اختفاء جيل نجمة الشباك بعد أن كن يتصدرن المشهد في عصر ليلي مراد ومديحة حمدي وفاتن حمامة وماجدة وفي جيل نبيلة عبيد ونادية الجندي إلي سوء إدارة الموهبة لفنها وقال لو عرفن كيف يستثمرن موهبتهن لظهرت فاتن جديدة وهكذا. وأشار إلي أن المرأة علي صعيد الدراما التلفزيونية استطاعت أن تحقق نجاحات كبيرة مثل يسرا ونيللي كريم وهند صبري, وأيضا غادة عبد الرازق التي تنجح في الدراما التلفزيونية بينا لم تحقق نفس النجاح في السينما بدليل فيلم اللي اختشوا ماتوا الذي لم يحقق نجاحا يذكر. ومن جانبها أكدت الناقدة ماجدة خير الله أن خوف الممثلات من تحمل مسئولية الفيلم السينمائي هو سبب تراجعها أمام شباك التذاكر مشيرة إلي انه قبل ذلك كانت الفنانة تقاتل من أجل تقديم فيلم سينمائي كبير كما رأينا في الأجيال السابقة التي كانت تعطي من وقتها وجهدها سنوات تبحث وتسعي لعمل فيلم كبير. وأضافت في الألفية الجديدة شكل النجمة اختلف والممثلة أصبحت لا تسعي بل وتخشي من تحمل مسئولية فيلم بعكس الرجل الذي يتحمل الفشل والنجاح علي حساب أسمه وتاريخه فمثلا السقا له أعمال نجحت وأخري لم تنجح ولكنه يتحمل نتيجة عمله وهو ما تهرب منه الممثلة التي فضلت أن تكون تابع للممثل وكثير منهن إذا تحدث إليها منتج يطلبها في عمل تقول لأ لأن أحمد السقا اختارني لأكون معه في فيلم كذا أو كريم عبد العزيز اختارني وهذا في ظني هروب من المسئولية حتي أننا رأينا مني زكي الذي تصدرت بعض أفيشات الأفلام اليوم تكون في فيلم من30 سنة رقم3, واعتقد هذه أسباب كافية جعلت المنتج يهرب من الإنتاج للمرأة وفضل الرجل في السينما لشجاعته فيما يري المخرج عمر عبد العزيز أن تراجع الذوق العام لدي متلقي السينما هو سبب ابتعاد المرأة سينمائيا وقال من يرتاد السينما الأن هم شباب ليسوا علي القدر الكافي ثقافيا والأفلام تخاطب هذا النوع من الشباب ويقدم له ما يرضيه ويقدم لهم البطل الذي يشبههم. وأضاف أن الدارما التلفزيونية سحبت إليها النجمات لأنها الأكثر رواجا الآن ولكنه بالنهاية قال التاريخ الحقيقي للفنان تكتبه السينما ودائما أقول أنها الذاكرة الحديدة بينا التلفزيون ذاكرة سيبرتارية أي أنها تطير بسرعة. وأرجع عبد العزيز ابتعاد الجمهور الحقيقي عن السينما إلي أن الذهاب إليها الآن أصبح عذابا بسبب المواصلات والزحام الشديد وعدم أماكن لجراج العربيات وضرب مثالا بسينما مترو وقال كنا نمر أمامها لنري روادها ومدي شياكتهم وأناقتهم ولكن الآن أنظروا من يذهب إلي السينمات مؤكدا أنها أصبحت مردود لما يحدث في الشارع المصري الآن.