انتهي اليوم الأول من المحادثات بشأن الصراع السوري في آستانة علي أمل أن تستكمل اليوم وسط تفاؤل حذر بإمكانية تحقيق تقدم, ولاسيما أن مصادر مطلعة قالت إن الدول الراعية تعكف علي صياغة وثيقة مشتركة. وتحدث مصدر قريب من المحادثات لوكالة رويترز عن إشارات تدعو للتفاؤل الحذر بإمكان تحقيق تقدم, مضيفا أنه من المتوقع أن تواصل روسيا وتركيا وإيران المحادثات والعمل علي إعداد وثيقة مشتركة محتملة اليوم الثلاثاء. واجتمعت الأطراف السورية المتنازعة في عاصمة كازخستان لإجراء محادثات لأول مرة منذ تسعة أشهر, حيث توحي المؤشرات الأولية بأن فرص تحقيق انفراجة مهمة في المحادثات ضعيفة لإنهاء الصراع السوري المستمر منذ ستة أعوام. وهذا الاجتماع هو الأول الذي يشارك فيه ممثلون للحكومة السورية والمعارضة معا منذ تعليق المحادثات التي توسطت فيها الأممالمتحدة في جنيف مطلع العام الماضي, إلا أن الوفدين لم يعقدا مباحثات مباشرة. وقالت مصادر لسكاي نيوز عربية أن الأطراف الراعية للمحادثات تأمل في أن تشهد جلسات اليوم مباحثات مباشرة بين وفد المعارضة الذي يترأسه محمد علوش والحكومة برئاسة مندوب سوريابالأممالمتحدة بشار الجعفري. وكان رئيس الوفد السوري بشار الجعفري قال, بعد بدء المحادثات أمس: إن مفاوضي قوات المعارضة كانوا وقحين وغير مهنيين واتهمهم بالدفاع عن جرائم حرب ارتكبتها جبهة فتح الشام التي كانت تعرف باسم جبهة النصرة وتتبع لتنظيم القاعدة. وقال مصدر معارض: إن ممثلي المعارضة يعتزمون التفاوض مع ممثلي الحكومة عبر وسطاء, وأبلغ علوش الحاضرين بأنه يريد وقف إراقة الدماء بتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار الهش وتجميد العمليات العسكرية. وأعرب مستشار وفد المعارضة السورية إلي مفاوضات آستانة يحيي العريضي, عن استعداد نشطاء المعارضة السورية للتفاوض بشكل مباشر مع النظام السوري, ولكن بشروط معينة, منها وقف إطلاق النار. وقال العريضي في تصريح لوكالة أنباء إنترفاكس الروسية: بالطبع, نحن مستعدون للتحدث معهم دمشق, إذا التزموا بالهدنة ورفعوا الحصار عن بعض المناطق وأطلقوا سراح السجناء. وقال إن نظام الأسد يحتجز200 ألف شخص في السجون, ويمكن أن يكون إطلاق سراحهم هو الخطوة الأولي التي يجب أن يتخذها نظام الأسد كدليل علي حسن النوايا. وأضاف أن الشروط المذكورة آنفا ليست في الواقع شروطا مسبقة, قائلا: هذا ليس شرطا مسبقا, بل هو الأساس لأي مفاوضات ناجحة, حيث يجب إظهار دلالات علي حسن النوايا. ويجب أن يتوافق هذا مع ما وقعت عليه المعارضة السورية في31 ديسمبر الماضي, لافتا إلي أن اتفاقية وقف إطلاق النار لم تنتهك لأن إطلاق النار لم يتوقف أبدا, بل هو مستمر, فلماذا ينتهكون الاتفاق ويريدون الجلوس للتفاوض في نفس الوقت؟ وميدانيا أفادت مصادر ميدانية بانسحاب جميع مسلحي تنظيم جند الأقصي التابع لفتح الشام جبهة النصرة سابقا من قري ريف إدلب إلي اتجاه ريف حماة. وقالت المصادر لقناة سكاي نيوز الإخبارية أمس: إن جميع مسلحي تنظيم جند الأقصي انسحبوا من قري جبل الزاوية بريف إدلب باتجاه ريف حماة وذلك بإشراف من جبهة فتح الشام جبهة النصرة سابقا.