أعرب الفنان يحيي الفخراني عن حزنه من نجاح الأعمال الفنية التي تبرز البلطجة والعشوائية, ويزداد حزنه مما ترسخه تلك الاعمال لدي المشاهدين بالوقوف ضد القانون دون النظر إلي مصلحة مصر, ضاربا مثال بالإعتداء علي أقسام الشرطة لإسقاط الرئيس السابق حسني مبارك, قائلا نسقط مبارك ونسقط أي شخص ولكن لا نسقط مصر. جاء ذلك خلال ندوة فلسفة الفن وتأثيره في المجتمع التي نظمتها اللجنة الفنية العليا باتحاد طلاب جامعة الإسكندرية في كلية الطب أمس وذلك في إطار احتفال الجامعة باليوبيل الماسي, بحضور الدكتور أحمد عثمان, عميد الكلية والدكتور محمد هشام وكيل الكلية لشئون الطلاب والتعليم. وأوضح الفخراني أن النجاح الكبير الذي تحققه الأعمال الفنية المسفه بسبب وجود عامة من الشعب غير مثقفه وهذا الوضع يحدث في العالم أجمع وليس في مصر فقط, وهو ما يضع مسئولية علي عاتق المثقفين لكي يقودوا الفن الهادف والمفيد, مضيفا إن الفن دائما مرأة المجتمع والواقع سئ بالفعل ولكن يتم تضخيم ذلك الواقع من أجل جذب المشاهدين. وأشار إلي أن الفن الذي لا يصل إلي المشاهدين لا قيمة له, ولذلك يجب تقديم الفن الهادف ولكن بطريقة ممتعة, موضحا أن نجاح فناني جيله بسبب رغبة المشاهدين في مشاهدة أشباههم علي الشاشة عكس الأجيال التي سبقته فكان الفن بمثابة حلم في ذلك الوفت, ذاكرا موقف له مع الفنان الراحل أحمد زكي حيث شكا الأخير من سوء الحالة الفنية, فكان رده احمد ربنا إحنا لو كنا في زمن أنور وجدي كنت أنا أشتغلت طباخ وأنت بواب. وأكد الفخراني إنه متفائل بمستقبل مصر, قائلا أنا اؤمن أن الوضع سوف يصبح أفضل بالنسبة للأجيال القادمة, لو تركت القوي العضمي مصر في حالها, مشيرا إلي أن من يتذمرون من الأحوال الاقتصادية وغلاء الأسعار ليس فقراء ولكن من لديهم طموح في تحسين وضعهم وشراء سيارات أحدث. ودعا إلي السماح للشباب بالممارسة السياسية في الجامعة, فلابد أن يثور الشباب ويعبر عن ارائه, مؤكدا أن التضييق علي الشباب داخل أسوار الجامعات وخارجها سوف يدفعهم إلي إتخاذ طرق أخري لا يرغب بها أحد. وعن الأدوار التي قدمها وكان متخوف منها في البداية, قال الفخراني إنه تردد كثيرا عندما عرض عليه مسلسل شرف فتح الباب لأنه شعر إنه شخصية كئيبة, ولكن الصورة المنتشرة لموظف هيئة الرقابة الإدارية الذي حصل علي رشوة أثناء أدائه لمناسك الحج, أكدت له حسن أختياره للمسلسل والشخصية. وعن قلة أعمالة السينمائية, أكد إنه يفضل الأعمال التليفزيونية لأنها الأكثر تأثيرا, إلا أنه يفكر جديا هذا العام في السينما بعد أن عرض عليه فيلمين, موضحا إنهم غير مكتملين حتي الأن وسوف يتخذ قراره عقب إنتهائهم, متمنيا أن يتمكن من تقديم أعمل فنية تسعد المشاهدين في الفترة المقبلة. وأشار إلي أن الفن بدأ من الإسكندرية, وإن الحس الفني لدي الإسكندرانية عالي جدا وعندما كان يعرض مسرحية كان يبدأ بالإسكندرية لأن النجاح بها يجعله مطمئن لنجاحها في القاهرة, والأصح أن تكون الإسكندرية هي مركز الفن, وفي عرض مسرحة ألف ليلة وليلة علي مسرح بيرم التونسي تم إشترالك كورال سكندري والذين ظهروا في مستوي متميز. ووجه الفخراني نصيحة للطلاب في المشاركين في مسرح الجامعة, بالعمل علي تطوير نفسه دون انتظار الأحتراف بشكل اساسي, مشيرا إلي أن أغلب الممثلين بدأو صغار بأجور متدنية جدا, كما أنه في بداية مشواره كان يعمل في مجالي التمثيل والطب بأجر قليل, وبعد تطور الصناعة أصبح يحصل علي ملايين ولكن هذا لا يعني أنه أسعد مما كان في الماضي. وفي ختام الندوة طرح الفخراني مبادرة للاتفاق مع المسرح القومي علي حجز عرض كامل أو عدد معين في المقاعد في مسرحيته ألف ليلة وليلة بأسعار تذاكر مخفضة, حتي يتمكن طلاب جامعة الإسكندرية من مشاهدتها خاصة وإنها تعرض في مدينتهم.