رحبت مصر بالاتفاق الذي أعلنت عنه روسيا بشأن وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا, ودعت جميع الأطراف إلي الالتزام بالاتفاق, باعتباره خطوة نحو وضع حد للمعاناة الإنسانية التي يمر بها الشعب السوري نتيجة العنف والاقتتال, وتمهيدا لاستئناف المحادثات السياسية, مع استمرار مكافحة الإرهاب والتطرف واستهداف الجماعات الإرهابية. وأكدت مصر في بيان أمس لوزارة الخارجية أن هذا الاتفاق يتسق مع موقفها الثابت منذ بداية الأزمة في سوريا, بأن الحل الوحيد لهذه الأزمة يتمثل في الحل السياسي العادل الذي يحقق طموحات الشعب السوري الشقيق, ويحقن دماء أبناء الشعب السوري, ويحافظ علي وحدة أراضي الدولة السورية وسيادتها والحفاظ علي مؤسساتها الوطنية, ويعيد الاستقرار إلي الساحة السورية, مع استمرار مكافحة الإرهاب البغيض في سوريا والمنطقة. في سياق متصل, استقبل وزير الخارجية سامح شكري مساء أمس أحمد الجربا رئيس تيار الغد السوري, القيادي بمجموعة مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية; حيث استهل وزير الخارجية اللقاء بالترحيب بقرار وقف إطلاق النار, والتأكيد علي الأهمية البالغة لتطوير رؤية مشتركة للقوي الوطنية السورية للخروج من الأزمة السياسية الراهنة في البلاد وبدء محادثات جادة حول مستقبل سوريا, الأمر الذي يقتضي توصل المعارضة السورية إلي نقطة التقاء فيما بينها بما يضمن وقف نزيف الدم وتحقيق تطلعات الشعب السوري والحفاظ علي وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية.وذكر المستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن الوزير شكري عرض جهود مصر المبذولة, فيما تتعلق بالأزمة السورية علي الصعيدين الإنساني والسياسي, خاصة من خلال عضويتها في مجلس الأمن, ومن جانبه, أكد أحمد الجربا الأهمية البالغة للدور المصري في حل الأزمة السورية بالوسائل السياسية, مثمنا الدور المحوري لمصر الداعم لكل جهود وقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية للشعب السوري, فضلا عن دور مصر الداعم والمحتضن لمجموعة القاهرة. وأوضح المتحدث باسم الخارجية, أن شكري استمع إلي تقييم للاتصالات التي قام بها الجربا مع عدد من الأطراف الدولية والإقليمية أخيرا, وتقييم مجموعة القاهرة للتطورات التي شهدها الملف السوري أخيرا, عسكريا وسياسيا وإنسانيا. وأكد وزير الخارجية مواصلة مصر لدعمها للقضية السورية, استنادا إلي رؤيتها بشأن تسوية الأزمة والقائمة علي ركيزتين أساسيتين هما الحل السياسي ومكافحة ظاهرة الإرهاب.