غداة خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الذي وعد فيه برفع حالة الطوارئ الأسبوع المقبل, طالب محتجون سوريون أمس بالإطاحة بنظام بشار الأسد واتهموه بالخيانة. وقال شهود عيان إن آلاف المشيعين السوريين رددوا هتافات تدعو للإطاحة بالرئيس بشار الأسد أمس الأحد أثناء تشييع جثمان جندي قتل في الاضطرابات التي تجتاح البلاد. وبدت الهتافات أكثر عدائية تجاه الزعيم السوري من الشعارات التي قيلت خلال احتجاجات في الآونة الأخيرة. ويبدو أن الهتافات سببها الاعتقاد بأن الجندي محمد علي رضوان القومان(20 عاما) تعرض للتعذيب علي أيدي قوات الأمن. وردد المحتجون شعار' سوريا حرة حرة وبشار علي برة'. وأمكن سماع الهتافات في اتصال هاتفي مع أحد المشيعين في الجنازة ببلدة حراك التي تبعد33 كيلومترا شمال شرقي مدينة درعا في جنوب البلاد. ورددوا أيضا شعارات تصف الرئيس السوري بالخيانة. وقال قريب طلب عدم نشر اسمه إن أسرة الجندي أبلغت بأن ابنها توفي عندما صعقته الكهرباء مصادفة في وحدته العسكرية قرب دمشق. لكنه أضاف ان هناك علامات علي وجود آثار ضرب علي قدم الجندي وقال أطباء في مستشفي محلي ان هناك مؤشرات علي تعرضه للتعذيب. من ناحية أخري, أفادت مصادر اعلامية سورية هنا بأن السلطات السورية أفرجت عن30 شخصا تم اعتقالهم من اهالي دوما علي خلفية المظاهرات التي جرت يوم الجمعة الماضية وانطلقت من دوما فحرستا فعربين وحتي جوبر بالقرب من ساحة العباسيين أكبر ساحات العاصمة دمشق. وفي بيروت, وصف رئيس الوزراء اللبناني الاسبق ورئيس كتلة' المستقبل' البرلمانية فؤاد السنيورة الاتهامات السورية ضد تيار المستقبل بالتدخل في الاحداث السورية الاخيرة بأنها اتهامات باطلة وليست مبنية علي وثائق أو علي مستندات. وقال في تصريحات له أمس إنه لم يعد من الممكن العودة الي أمور سادت في ظل فترة التشنج والاعتماد عليها لإطلاق الاتهامات لأنها فترة تم تجاوزها. وفي لندن, رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج بتعهد الرئيس السوري بشار الأسد برفع حالة الطوارئ في بلاده التي تشهد موجة من الاحتجاجات المطالبة بالحريات والإصلاح السياسي, معتبرا أن الاصلاح في سوريا' أمر مهم وضروري'. ونقل تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية' بي بي سي' أمس عن هيج قوله إنه يتعين علي الحكومة السورية محاسبة المسئولين عن مقتل المدنيين خلال التظاهرات التي تشهدها سوريا حاليا. وأكد هيج في بيان أصدره أمس ضرورة تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية في سوريا لتلبية الاحتياجات المشروعة للشعب السوري, وإتاحة الفرصة له في ممارسة حقوقة السياسية في ظل نظام ديمقراطي حقيقي. وكان الرئيس السوري قد قال في خطابه أمام مجلس الوزراء أمس إنه يتوقع من الحكومة رفع قوانين الطوارئ الأسبوع المقبل.