أكد عدد كبير من أهالي ومزارعي الإسماعيلية ان ارتفاع منسوب المياه الجوفية أصبح خطرا يهدد العقارات والأراضي الزراعية, مشيرين إلي ان الجهود التي بذلها مسئولو المحافظة طوال السنوات الماضية لم تفلح في التعامل معها بالرغم من إثارة القضية لدي كافة الوزارات المعنية, وطالبوا بسرعة التحرك حتي لا تتفاقم المشكلة وتصل لطريق مسدود ويصعب معها الحل. وقال جمال عبد النعيم سائق منطقة الحجاز الكيلو2 سابقا بها ارتفاع ملحوظ للمياه الجوفية منذ سنوات ما أثر علي العقارات السكنية المشيدة بالطوب الأحمر وأغرقت البعض منها الأمر الذي دفع أصحابها إلي هجرتها والإقامة في مناطق أخري فضلا عن بوار مساحات كبيرة من حدائق المانجو والأراضي الزراعية واضطر مالكوها إلي تجزئتها وبيعها مباني. أضاف مجدي شعبان موظف أن المياه الجوفية أصبحت تهدد المساكن بحي الشيخ زايد بعد أن اقتحمت الأدوار السفلي في مناطق متعددة أبرزها الكاكولا وأدت إلي تآكل الأعمدة الخرسانية وهبوط في أرضية الشقق وهناك بلاغات عدة في هذا الشأن علي مائدة محافظ الإسماعيلية تطلب النجدة وحل هذه الأزمة التي تطل برأسها علي السكان الذين لم يجدوا سوي إفراغ المياه الجوفية باستخدام الوسائل البدائية حتي لا يرحلوا عن عقاراتهم لعدم وجود البديل لها. وأشار عبد العظيم النبوي أعمال حرة إلي أن المساحة المخصصة للمنطقة الصناعية ب أبو خليفة تغمرها المياه الجوفية بشكل لافت للنظر, ولم تفلح المحاولات التي بذلها المسئولون بشق مصارف وتطهير الأخري لتجفيفها لأن المشكلة ناتجة عن قربها من قناة السويس وقد يكون ذلك سببا أساسيا في ظهورها ويجب معالجة هذا الأمر بتغطية حواف المجري الملاحي فضلا عن ضرورة التدخل العاجل باستخدام التقنية الحديثة لتصريف المياه الجوفية تمهيدا لإنشاء البنية الأساسية للمنطقة الصناعية حتي يتمكن المستثمرين من بناء مصانعهم. ويؤكد سلامة فتحي مهندس زراعي أن الترع في نطاق مراكز ومدن الإسماعيلية تعد سببا رئيسيا في تفاقم مشكلة المياه الجوفية وارتفاع منسوبها في الأراضي الزراعية وبالتحديد في أبو صوير والقصاصين والتل الكبير وأثرت سلبا علي المحاصيل الزراعية التي يتم إنتاجها شتاء وصيفا واضطر بعض المزارعين لزراعة الأرز للاستفادة من الأرض التي تغمرها المياه فيما قام أخرون بتحويل حيازتها لمزارع سمكية بالمخالفة للقانون وأصبحت البرك الناتجة عن المياه الجوفية تهدد المنازل بالانهيار لتآكل أساساتها وتشبع جدرانها بالأملاح وحتي المقابر لم تسلم من هذه الأزمة. وألمح أحمد بدران البعلي عضو مجلس الشعب عن الإسماعيلية أنه بصدد إعداد مذكرة حول مشاكل المياه الجوفية بالمراكز والمدن علي مستوي المحافظة وتأثيرها علي الثروة العقارية والزراعية لتقديم طلب إحاطة بشأنها لدي وزراء الزراعة والري والإسكان لمطالبتهم بالتدخل الجاد للتعامل مع هذا الملف الذي أري أن السبب وراء حدوثه بالتحديد في التل الكبير وتوابعها مخلفات الصرف الصحي والصناعي القادمة من مدينة العاشر من رمضان التي تقع علي حدود المحافظة فضلا عن تشعب الأزمة ووصولها لمدي خطير عندما لجأ بعض الأشخاص لاستخدام هذه المخلفات لإقامة مزارع سمكية لإنتاج الأسماك تضر بصحة من يتناولها بعد طرحها في الأسواق. من جانبه, أكد المهندس أبو السعود جهلان السكرتير العام لمحافظة الإسماعيلية أنه تم تشكيل لجنة من أعضاء هيئة التدريس بكليات الهندسة والعلوم والزراعة بجامعة قناة السويس لتقديم الحلول للتعامل مع المياه الجوفية في الحضر والريف وقال إن هناك تنسيقا بين مديريتي الزراعة والري في عملية إحلال وتجديد المصارف المكشوفة والمغطاة لتصريف المياه الجوفية حتي نقضي علي مشاكلها المزمنة وتدميرها للثروة الزراعية والعقارية منذ سنوات مضت وحتي الآن في ظل الامكانات المتاحة.