بداية..لا يمكن تصور أن تكون قناة الجزيرة القطرية قد أنتجت فيلما مثل هذا يسيء للجيش المصري الباسل..خير أجناد الأرض..بهذه الدرجة من البذاءة والسطحية دون أن تكون قد اخذت علي الأقل الضوء الأخضر من الأسرة الحاكمة, هذا إذا لم يكن قد عمل بتوجيهات خالصة منها, فالمعروف أن قناة الجزيرة ما هي إلا أداة سياسية توظف بالكامل لخدمة أهداف إستراتيجية أنشئت من أجلها, وهي العمل علي هدم الدول العربية والمساعدة علي هزيمتها ممن يريد تمزيقها وتفتيتها لسلب مواردها واستنزاف طاقتها لمصلحة إسرائيل في النهاية, حدث ذلك أولا بالعراق وساعدت كثيرا في هزيمتها بانكسار جيشها امام القوات الأمريكية وقت غزو الاولي للكويت, ثم في تونس وسوريا وليبيا والسودان واليمن والصومال, وفشلت والحمد لله بامتياز بمصر, لذا فهي لم ولن تسلم بهزيمتها بسهولة, بل تحاول فيما بدأت فيه بشتي السبل, وآخرها هذا الفيلم التي قالت عنه إنه وثائقي يسجل حياة المجند المصري بداخل وحدته. الفيلم سطحي ومتنوع الأخطاء, ويدرك من يشاهده أن من أخرجه لا يعرف شيئا عن طبيعة التجنيد العسكري بمصر والحياة اليومية بداخل معسكرات التجنيد وأفرع القوات المسلحة المختلفة, ماذا يأكل المجند وماذا يلبس وبرنامجه التدريبي اليومي بداخل المعسكرات وطبيعة النظام العسكري المصري وتدرج السلك العسكري وصولا للقيادي, فيلم صور بمعسكر من معسكرات قوات حماس حيث دلت خلفيات اللقطات والمناظر علي ذلك بغباء المخرج وتسرعه, فقط وبهدف واحد هو الإساءة للجيش المصري وحث الشباب علي رفض التجنيد به ودفع المجندين للتمرد علي قياداتهم, فيلم ذو أغراض سياسية خبيثة وشريرة ولا يمكن أن يصنف بتاتا تحت مسمي الأفلام الوثائقية. ربما يفسر هذا المسلك القميء المثل العربي القائل:إذا لم تستح فافعل ما شئت, فمنذ انقلب حمد بن خليفة علي أبيه الشيخ خليفة آل ثاني بدعم إسرائيلي أمريكي, تم اختطاف تلك الإمارة الهادئة التي لا يتجاوز عدد سكانها250 ألف نسمة وقياداتها في هذا النفق المظلم من العمالة والبغاء السياسي لخدمة الأهداف الصهيونية والأمريكية في المنطقة العربية..هل يصدق أحد أن الإمارة القطرية التي لا تمتلك إلا جيشا رمزيا لا يتجاوز12 ألف فرد, بينهم8 آلاف فرد مشاة,يطلق عليه جيش خير هنود الأرض لأن معظم أفراده من جنسيات غير قطرية وأغلبهم هنود,تستخدم ذراعها الإعلامية قناة الجزيرة للتطاول علي الجيش المصري العظيم, هل نسي تميم وأبوه وأمه أنه لولا الجيش المصري أبان حكم وقيادة محمد علي باشا في معركة الدرعية, لما كانت هناك إمارة تسمي قطر موجودة أصلا, ولكانت جزءا من منطقة الإحساء السعودية. لا نستطيع أن نلوم عائلة آل ثاني, لأنهم يسيطرون علي منطقة صحراوية بلا حضارة أو تاريخ, وكل ما يعرف عنها أنها كانت موطنا لقبائل تربي النعام والإبل وبحارة يصطادون اللؤلؤ, وعندما كانوا يفزعون من الخوف يطلبون الحماية من أقرب حاكم قوي, رغم ذلك فإننا اكبر من أن يهزنا هذه الريح وأعرق تاريخا من أن ننجر لهذه التفاهات, وجيشنا جيش وطني يؤمن كل من فيه من أصغر مجند لأعلي رتبة برسالته القومية السامية. نحن اكبر من أن ندخل في ملاسنات إعلامية مع الآخرين وخاصة إذا كانوا أصغر واضعف شأنا من ان نلتفت لهم, فجيش مصر هو من حماها شر التفتيت والتناحر والاقتتال الداخلي, وهو من أوقف تفتيت بقية دول المنطقة طبقا لإستراتيجية الفوضي البناءة والهادفة لشرق أوسط جديد بخريطة سياسية جديدة لا تخدم سوي أطماعهم وأمن وسيادة إسرائيل بالمنطقة وللأبد, عاشت مصر حرة متحدة قوية..عاش جيشها الوطني.